بدأ رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس زيارة للمملكة العربية السعودية تمتد ليومين للتحادث مع كبار المسؤولين حول التطورات في الإقليم وخاصة الأزمة السورية إضافة لتوقيع صفقات تجارية محتملة.

وتعتبر باريس والرياض أن التدخل الروسي العسكري يهدف في الأساس إلى الحيلولة دون سقوط الرئيس السوري بشار الأسد.

وختم رئيس الحكومة الفرنسية، الإثنين، زيارة للأردن زار خلالها قاعدة عسكرية تنطلق منها المقاتلات الفرنسية لضرب معاقل (داعش) في إطار التحالف الدولي، كما حادث المسؤولين الأردنيين وفي مقدمتهم العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حول العلاقات بين البلدين والأزمة السورية.

وقال فالس إن إن جهاديين فرنسيين ربما قتلوا في غارات جوية استهدفت معسكرا تابعا لتنظيم الدولة الإسلامية الأسبوع الماضي وقال درءا للانتقادات إن الهدف الرئيسي هو ضرب المتشددين.

وكانت وزارة الدفاع الفرنسية إن مقاتلات الرافال قصفت معسكر تدريب للمهاجمين الانتحاريين قرب الرقة معقل التنظيم في سوريا.

وأعلنت فرنسا انضمامها للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد المتشددين الاسلاميين في سوريا للحيلولة دون شن تنظيم (داعش) لهجمات ضد مصالحها ولحماية المدنيين السوريين.

هجمات في فرنسا

وقال فالس للصحفيين في العاصمة الأردنية عمان "وقعت هجمات ارهابية في فرنسا باسم حق الدفاع عن النفس كان لزاما ضرب داعش (داعش) وسنواصل ذلك".

وأكد الضربات ستتواصل "سواء كان هناك (مواطنون) فرنسيون بينهم..هذا ممكن لكن لدينا مسؤولية لضرب داعش. الارهابيون لا يحملون جوازات سفر".

وكان رئيس الحكومة الفرنسية قال امس الاحد ان فرنسا قررت "ضرب داعش باسم الدفاع الشرعي عن النفس لان داعش يحضر لعمليات ارهابية في فرنسا انطلاقا من سوريا".

واضاف "نحن نضرب داعش وكل اولئك الذين هم داخل هذا التنظيم مهما كانت اصولهم او جنسياتهم، اولئك الذين قرروا ضرب فرنسا".

الفرنسيون مع داعش

واعطى فالس احصاءات عن الفرنسيين او المقيمين في فرنسا من الجهاديين الذين انخرطوا في صفوف التنظيمات الجهادية.

وقال "هناك 1700 فرنسي او مقيم في فرنسا منخرطون في هذه الشبكات بينهم 500 الى 600 شخص موجودون في الميدان في سوريا او في العراق"، مشيرا الى ان "عدد قتلاهم بلغ حتى الان 136 شخصا".

وذكر مصدر في الحكومة الفرنسية أن باريس لا يمكنها تأكيد تقديرات منظمة سورية غير حكومية عن مقتل ستة جهاديين فرنسيين في الغارة التي وقعت في منطقة الرقة.

وفي وقت سابق من العام هزت سلسلة من هجمات المتشددين الاسلاميين فرنسا ومن بينها هجوم أسفر عن مقتل 12 شخصا في كانون الثاني (يناير) في مقر صحيفة (شارلي إبدو( الأسبوعية التي سخرت من التشدد الاسلامي في مقالات ورسوم كاريكاتير.

زيارة القاعدة الجوية

وكان رئيس الوزراء الفرنسي زار بعد ظهر الاثنين قاعدة عسكرية اردنية حيث تتمركز طائرات حربية فرنسية تشارك في ضرب معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

وكان في استقبال فالس، الذي رافقه في زيارته وزير الدفاع جان ايف لودريان ووزير الدولة للعلاقات مع البرلمان جان ماري لوغين، عدد من العسكريين الفرنسيين.

ولم تقدم السلطات العسكرية في المطار، أي معلومات حول موقع القاعدة الواقعة في منطقة صحراوية والتي انطلقت منها العام الماضي اولى المقاتلات الحربية الفرنسية لضرب معاقل التنظيم المتطرف في العراق.

وتناول فالس وجبة الغذاء مع العسكريين الفرنسيين الذين يشاركون في العملية التي يطلق عليها اسم "شاميل" وانطلقت العام الماضي بمشاركة 700 عسكري فرنسي تم نشرهم في المنطقة. وتم تخصيص هذه القاعدة الأردنية للعملية الفرنسية الموجهة ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق منذ عام قبل ان تشمل سوريا في الأسابيع الأخيرة.

وتم نشر ثلاث طائرات ميراج من طراز 2000 دي وثلاث طائرات أخرى ميراج من طراز 2000ان، قادرة على شن هجمات واسقاط القنابل. وعلم من مصدر في القاعدة بان الغارات الفرنسية تشن بطائرتي ميراج 2000دي وميراج 2000ان.

وتشارك فرنسا والأردن في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق شاسعة من سوريا والعراق.

مهجرون عراقيون

إلى ذلك، دعا رئيس الوزراء الفرنسي، اليوم الاثنين، خلال زيارته لكنيسة اللاتين في ماركا، المجتمع الدولي، زيادة الدعم المقدم للأردن لمواجهة الأعباء الاقتصادية التي خلفتها موجات اللجوء في المنطقة، واستطاعته الوفاء بالتزاماته حيالهم.

ووجه فالس نداء للمجتمع الدولي خلال زيارة اطلع خلالها على أوضاع المهجرين العراقيين الذين ترعاهم الكنيسة، بعدم ترك الأردن وحيدا في تحمل أعباء اللاجئين، حيث "ان الموارد المحدودة في الأردن لا تكفي لتحمل كل هذا العدد من اللاجئين والمهجرين".

والتقى رئيس الوزراء الفرنسي بحضور السفير الأردني في فرنسا مكرم مصطفى القيسي، والنائب البطريركي للاتين في الأردن المطران مارون لحّام، والمستشار في السفارة البابوية المونسنيور روبرتو كونا، عددا من العائلات العراقية المسيحية المهجرة التي تتخذ من الكنيسة مأوى لها.

وجال فالس في أرجاء الغرف التي تأوي العائلات المهجرة، حيث اطلع على أوضاعها المعيشية، وظروفها النفسية والاجتماعية، وقال :"ان هنالك أكثر من 8000 مهجر من المسيحيين، ولقائي اليوم بهذه العائلات المهجرة جاء كسلسلة من اللقاءات التي تهدف للاطلاع على أوضاع اللاجئين في الأردن، وإني أرى في هذه العائلات الأمل للمستقبل الأفضل".

وتحدث فالس عن وضع المسيحيين في المنطقة والشرق الأوسط، مؤكدا انهم جزء أساسي منها، ولا يجب أن يغادروها تحت أي ظرف "فهذه المنطقة مباركة وهي منبع الأديان".

صعوبة العودة للعراق

ولفتت العائلات العراقية خلال جولة فالس، الى صعوبة العودة للعراق في ظل الظروف الحالية، متمنية زيادة الدعم الموجه للأردن ليستطيع توفير الدعم اللازم لتأمينهم بمنازل وشقق مستقلة للعيش فيها.

وقال المدير العام للمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، الأب رفعت بدر، ان الأردن وعلى مدار السنوات الماضية العديد استقبل من الاخوة المهجرين، ويحتاج لزيادة الدعم الموجه له، مطالبا بضرورة تكاتف الدول العربية والغربية معه جيدا لدعم احتياجات اللاجئين والمهجرين فيه.

وأضاف الأب بدر: اللاجئون يتطلعون بأمل لزيارة رئيس الوزراء الفرنسي، لتوفير سبل الحياة الكريمة التي ستحول دون هجرتهم من المنطقة العربية إلى دول أخرى.

وتسلم رئيس الوزراء الفرنسي، لوحة فنية تحمل اسم "لوحة التهجير" التي رسمها أحد الفنانين العراقيين، وتمثل الخروج من الموصل. إضافة لدرع السلام مكتوب عليه كلمة "السلام" بكل لغات العالم.