&
يرى مراقبون ان تركيا تواجه تحديات كبيرة حاليا ويعتقدون ان الحكومة ترتكب اخطاءً اصبحت تخلق حساسيات وتفرقة داخل المجتمع التركي نفسه. ومنها التدخل في سوريا.&

&
عبر قادة العالم عن تعازيهم لتركيا بعد تفجيرات السبت الماضي ومنهم الرئيس الاميركي باراك اوباما وملكة انكلترا اليزابيث الثانية والبابا فرنسيس فيما اكتفى رئيس البلاد رجب طيب اوردغان بإصدار بيان مقتضب فقط ولم يلق اي كلمة.&
وقبل ايام قليلة فقط حصل عزيز سنجر وهو عالم تركي اميركي على جائزة نوبل في الكيمياء غير ان هذا الحدث لم ينشر الفرح في تركيا بل اثار نقاشا حادا عما إذا كان سنجر تركياً بالفعل لانه قريب &لنائب كردي في البرلمان وكان قد ولد في جنوب شرق تركيا ذي الاغلبية الكردية.&
&
وفي مقابلة اجرتها معه هيئة الاذاعة البريطانية قال سنجر "لا اتحدث الكردية. انا تركي".&
ومن الواضح هنا أنه لا التفجيرات ولا جائزة نوبل نجحت في توحيد صفوف الاتراك ومشاعرهم وهو ما ظهر واضحا في ردود الفعل.
&

تبادل الاتهامات
ولاحظ زيا ميرال وهو اكاديمي تركي يعيش في لندن بإن عدم قدرة الاتراك على توحيد مشاعرهم بعد هجمات السبت التي كانت الاسوأ في تاريخ تركيا أمر مؤسف للغاية.
فبعد التفجيرات، عمد السياسيون الى توجيه الاتهام احدهم الى الاخر وبدأت الناس تتظاهر ضد الحكومة واتهم زعيم سياسي كردي هو صلاح الدين دميرطاش الحكومة بأنها وراء التفجيرات في تعليقات انتقدها حتى المعادون للحكومة.&
&
اما رئيس الوزراء احمد داوود اوغلو الذي ظهر في مؤتمر صحفي فدعا الى الوحدة غير أنه وجه انتقادات الى خصومه ولم يبد إلا القليل من التعاطف مع ضحايا التفجيرات.&
&
السبب هو الحكومة
ويعزو باحثون عدم وحدة الموقف في تركيا الى سياسة رئيس البلاد وحزبه (حزب العدالة والتنمية) الذي يحكم منذ ١٣ عاما ويرون ان هناك عددا من الخطوط التي تقسم الشعب التركي الى فئات عدة حاليا احدها خط العلمانية والدين وآخر الفقر والغنى أو ان يكون المرء تركيا او كرديا.
&
وسعى اوردغان الى حل بعض هذه المشاكل من خلال محاولة حل المشكلة الكردية وتنشيط الاقتصاد ودعم الجموع المضطهدة دينيا. غير ان كل شئ تغير لاحقا إذ تخلى عنه العديد من مناصريه وبدأت حكومته تعتقل الصحفيين وتطرد رجال الاعمال بحجة تهربهم من دفع الضرائب التي يعتبر كثيرون ان دوافعها سياسية وبدأ يهاجم المتظاهرين السلميين.&
وقال ايليف شفق وهو كاتب روائي شهير "الهوة بين المؤيدين للحكومة والمناوئين لها واسعة جدا بحيث من الصعب ردمها لا في الافراح ولا في الاحزان".&
&
توتر ما قبل الانتخابات
ولاحظ مراقبون ايضا ان الوضع بلغ درجة غير مسبوقة من التوتر في هذه الفترة السابقة لانتخابات الاول من تشرين الاول/نوفمبر المقبل. &ففي الاسابيع الاخيرة بدأت الحكومة تلاحق الحركة السياسية الكردية التي حققت نتائج طيبة في انتخابات حزيران الماضي كما زادت الضغط على الصحفيين.&
&
منهم سونر كاغابتاي المحلل التركي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى الذي قال "بعد ١٣ عاما من حكم حزب التنمية والعدالة أصبحت تركيا اليوم موزعة على قطبين" ثم عبر عن خشيته من أن تؤول البلاد الى الانقسام.
وانتقد المحلل مواقف اوردغان ورأى أنه كان يجب ان يتسامى على كل شئ وأن يؤدي دور راعي الجميع انطلاقا من منصبه الشرفي كرئيس للبلاد.&
&
اخطار
تواجه تركيا عددا من المخاطر ابتداءا بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وانتهاءا بانفصاليي حزب العمال الكردستاني التركي (بي كي كي) مرورا بالماركسيين اللينينيين الذي نشطوا في فترة الحرب الباردة وما يزالون.
ولكن تقرير صحيفة نيويورك تايمز لاحظ ان ردود الفعل التي ظهرت بعد تفجيرات السبت اظهرت ان تركيا إنما تخوض حربا مع نفسها بالدرجة الاساس.&
&
احمد هاكان كاتب في صحيفة حرييت وهو من منتقدي الحكومة وقد هاجمته مجموعة مؤخرا واعتدت عليه بالضرب امام منزله وكان ضمنهم ٣ من اعضاء الحزب الحاكم. أصيب الكاتب بكسور في الانف وفي الضلوع ثم كتب في الصحيفة قائلا إن الحكومة الحالية تستخدم لغة أدت الى "جعل كل طرف يكره الطرف الآخر". &
&
التدخل في سوريا
هناك انقسام واضح داخل تركيا بشأن سياسة الحكوم الخارجية وتدخلها في سوريا ورأى كثيرون ان تفجيرات يوم السبت في انقرة جاءت نتيجة لما يجري في سوريا.
&وأكد كمال كيليجدار اوغلو وهو سياسي معارض يتزعم حزب الشعب الجمهوري وهو الحزب العلماني الرئيسي في تركيا أن التفجيرات نتيجة مباشرة للتدخل في شؤون الشرق الاوسط.&
&
وما يؤكد عمق التدخل التركي في سوريا اصدرت جماعة اسلامية معارضة في سوريا اسمها جيش الاسلام بيانا الاحد غداة تفجيرات انقرة عبرت فيه عن تعازيها لتركيا وعن تضامنها مع الحكومة التركية.&