الكثير من جدلية العلاقة و القاسم المشترك ، بين التدخل الروسي الحالي في سوريا ، وما جرى من تدخل إبان الثمانينات في أفغانستان ، اعترى سير التشابه بين الموقفين الأول والحالي.
&
ورغم اختلاف الظروف والمعطيات فضلا عن الحكومات، وهو ما أثار ردود أفعال متباينة في الشارع العربي، حول مبررات وأهداف الكرملين الذي منح الرئيس فلاديمير بوتين ، تفويضا بنشر قوات عسكرية في سوريا، اثر طلب الرئيس السوري بشار الأسد، &مساعدة عاجلة من موسكو.
&
في هذه الأثناء تباينت ردود الفعل على هذا التحرك الروسي الذي كان فوق التوقع، وشابه الكثير من الغموض حول أهدافه العميقة، إلا أن الثابت أن الروس عادوا مجدداً لوضع المقارنة مع تاريخهم في بلاد الأفغان.
&
الكاتب والمحلل السياسي جمال خاشقجي، أستبعد وجود أي علاقة أو تشابه بين الحالتين السورية والأفغانية ، مشيرا إلى أنه وجه التشابه يتمثل فقط ، في أن الاتحاد السوفيتي سابقا و روسيا حاليا ، كانتا دولتين ضعيفتين اقتصاديا &لكنها قويتان عسكريا ، مع اختلاف إن العالم الإسلامي كان إبان الثمانينات أكثر وحدة من الآن ، مشيرا في &حديثه لـ "إيلاف" إنه &أبان الحرب السوفييتية الأفغانية ، لم يكن الجميع متفقا على دعم المجاهدين الأفغان ، وأضاف " فالسعودية كانت قائدة مثل ما هي اليوم قائدة في الموضوع السوري ، &لكن كانت هناك أصوات مترددة أو لا تريد الدعم أو مؤيدة للغزو السوفييتي لأفغانستان، &كسوريا &والعراق وليبيا واليمن الجنوبي".
&
ليس حلا
وأكد خاشقجي &أن التدخل الروسي ليس حلاً للأزمة السورية ، لأنه وكما صرح الرئيس الروسي بوتين أن التدخل الروسي هو لحماية ونصرة بشار الأسد، ولاشك أن هذا التدخل سيؤدي إلى الفوضى وإلى إطالة واتساع رقعة الحرب، مبينا أن تحرك الأمير محمد بن سلمان &ولي ولي العهد مؤخرا ً ، هي محاولة من السعودية &لاحتواء الموقف قبل أن يتسع أكثر.
&
وفيما يتعلق بالتجربة الجهادية سواء في أفغانستان سابقاً وسوريا حاليا ، قال &خاشقجي : أن هناك مبالغة في الحديث عن دعم الحكومة السعودية &للمجاهدين الأفغان ، فالحكومة كانت تدعم الشعب الأفغاني ، كما هي الآن تدعم الشعب السوري، وأضاف " فالسعودية لم تدع العرب ولا السعوديين للذهاب في أفغانستان ، و قد يكون هناك مشاركات لمتطوعين سعوديين وعرب ، لكنها لم تكن مؤثرة في الحدث بشكل أساسي ، وتابع " البعض الآن يركز الحديث عنها &بهدف التشويش على دعم الشعب السوري ، وأضاف " عندما ندعو إلى مواجهة التدخل الروسي فهو لدعم الشعب السوري ، وليس لدعوة الأجانب والمتطوعين للذهاب إلى سوريا , وهذا هو نفس الموقف السعودي في الحرب الأفغانية ، كما سيكون نفس الموقف في الحرب السورية.
&
الحرب بالوكالة
من جهته ، قال الكاتب السعودي عبدالله حميد الدين، أن وضع حرب أفغانستان في الثمانينات يختلف عن الوضع الآن فالحرب لم تكن بين أطراف محلية، بقدر ما كانت حربا بالوكالة بين أمريكا والاتحاد السوفييتي، وهو عكس ما يحدث في سوريا الآن ، مشيرا في حديثه لـ "إيلاف" إن الوضع الآن في سوريا ، ليس حرب عالمية ، بل هي حرب بالوكالة على مستوى إقليمي بين السعودية وإيران ، على حد وصف حميد الذي أشار إن الحرب الأهلية الجارية في سوريا ، خاضعة لهذه الاعتبارات الإقليمية ، ولهذه المسألة فمستواها أقل بكثير عن حرب أفغانستان
&
و أوضح حميد الدين ، أن الحرب في أفغانستان إبان الثمانينات ، كانت بين طرفين لهما شرعية دولية عكس الحرب القائمة حاليا في سوريا والتي تجري بين ثلاثة أطراف غير شرعية،وهي الحكومة السورية &و المعارضة السورية المعتدلة، وطرف جبهة النصرة وداعش، مشيرا إن الطرف الأخير جميع الأطراف تريد القضاء عليه، وأضاف "إن من &أهم معضلات الحرب السورية، &أنه لا يوجد بديل بإمكانه السيطرة على سوريا بطريقة تحافظ فيها على مصالح كل الأطراف الإقليمية خصوصا &السعودية وتركيا".
&
موازين القوى
وأكد بن حميدالله ، إن دخول أي قوة إلى الإقليم يعتبر أمرأ مقلقا ، لأنه سيقلب موازين القوى كليا ً، ولكن بما أن التدخل الروسي حصل ، فالخيار الوحيد الآن هو الحديث مع الروس لتخفيف الغموض حول نتائج هذا التدخل , لأن التصعيد العسكري ضد التدخل الروسي سيضر بالدرجة الأولى القوى الإقليمية، &لأن روسيا بطبيعة الأمر بعيدة عن المنطقة كمكان جغرافي، وأضاف بالقول انه لحد ما يمكن &القول أن دول الخليج مستفيدة من الوجود الروسي , لأنه بغياب أمريكا وتخليها عن جزء كبير من مهامها الأمنية في الخليج ، ستخلف فراغاً لن تستطيع دول الخليج ملؤها وحدها ، وهذا الفراغ سيعبأ إما عن طريق إيران أو تركيا أو بتحالف دول الخليج مع قوة خارجية عظمى ، خاصة ً أن أوباما &صرح مؤخرا ً بأن إيران يجب أن تلعب دورا إقليميا.
&
وفيما يتعلق بالجهاد &والتطوع في سوريا ، قال حميدالله إنه عالمي أكثر بمعنى أن جنسيات "المجاهدين " متنوعة &من جميع الدول ، وهذا عكس ما كان أيام الحرب الأفغانية فالمجاهدين المتطوعين ذلك الوقت أغلبهم عرب ، إضافة إلى أن أهداف المجاهدين أيام الأفغان كانت أهدافهم &تندرج تحت أهداف الإسلاميين عامة ، عكس أهداف داعش والقاعدة &بمعنى أن المجاهد في الحرب الأفغانية لم يكن إرهابيا، بحسب وصف حميدالله ، الذي تابع بالقول " لذا أستغرب ممن يتفاعل ويتعاطف ويتحمس مع ما يسمى بالجهاد في سوريا، لأن هذا الجهاد تلقائيا سيتوجه ضدنا بمجرد ما ينتهي مشروعه في سوريا".
&
&
&