أكد خبراء ومتخصصون أن التحديات التي تواجهها السعودية تحتاج إلى إعلام نوعي له القدرة على التعامل مع الأحداث والمستجدات، ومساندة الجانب الأمني والسياسي والعسكري، باعتباره أحد أهم الأذرع الوطنية التي تساهم في توضيح الحقائق ودحض الشائعات، والتأثير في الرأي العام، جاء ذلك في سياق تساؤلات طرحتها "إيلاف" على عدد من المختصين حول إعلام الأزمة، ومدى قدرته على التعامل مع الأحداث باحترافية، وكشف زيف ما يقدمه الإعلام المضاد.
&
حسن حاميدوي: قال متخصصون تحدثوا لـ"إيلاف" ان التحديات والأزمات تجذب بمجرد حدوثها اهتمام وسائل الإعلام، وبالتالي اهتمام المواطنين والرأي العام، حيث يتم استخدام الإعلام في هذا المناخ بشكل مكثف، ويكون الجمهور كله في حالة متابعة وترقب، وبالتالي يتطلب من وسائل الإعلام التوجيه، وتكثيف الرسائل التوعوية وإبراز التحديات التي يواجهه المجتمع مما يساعد على عدم انتشار الشائعات أو البلبلة داخل المجتمع وتحقق الأمن النفسي والطمأنينة للجماهير.
&
ذراع إعلامي&
الدكتور فهد الخريجي، أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود بالرياض، أوضح أن هناك إعلام خارجي مضاد يتحرك ضد السعودية من منطلقات لا منطقية وغير معقولة، مشيرا في حديثه لـ إيلاف أن السعودية قدرها وليس اختيارها أن تكون زعيمة العالم الإسلامي ، وهو ما جعل البعض يطمع في أن يحل محلها ، و أولهم النظام الفارسي الذي جند لتشويه سمعة السعودية أكثر من 50 وسيلة إعلامية ، وبين الخريجي إن الإعلام السعودي يعتبر انعكاس للأداء السياسي، التي يتحدث باستحياء عن انجازاته وعلاقته الأمينة مع دول الجوار و وقوفه بجانب القضايا العربية والإسلامية ، مؤكدا إن هذا الأسلوب يحتاج إلي مراجعة ويجب على الإعلام السعودي أن يكون جريئا و قادرا على المواجهة القوية ، وان يكون ذو &أدوات إعلامية اقوي مما هي عليه الآن بما يؤهله للعمل بما يتلاءم مع طبيعية السعودية كدولة كبرى في المنطقة.
&
الخطاب الذاتي&
كما انتقد الخريجي ، ما أسماه بالخطاب الذاتي ، مبينا أنه عندما يتناول الإعلام الخارجي مواضيع معينة عن السعودية ترد وسائل الإعلام السعودية بالخطاب الذاتي الموجه إلي الداخل فقط ، وشدد الخريجي على ضرورة وأهمية الانتقال من خطاب الذات إلي خطاب الآخرين بلغاتهم ، ومن الضروري أن تتواجد مؤسسات إعلامية موجهة للخارج لإيصال الرسالة الحقيقة لهؤلاء ، ولكي يسمعوا بأنفسهم و بلغتهم ما الذي يدور في السعودية ، وتناول الخريجي قنوات بي بي سي كنموذج حيث قال " تفتخر بريطانيا بأنها تمتلك قوتين ، القوة العسكرية والقوة الناعمة وهي قنوات &البي بي سي التي تتحدث أربعين لغة وبقوة وفعالية عالية، مما تعتبر حلقة وصل بينها وبين العالم اجمع، واضاف " لابد ان يكون لدينا نموذج في السعودية مثل هذة القنوات ".
&
كما تحدث الخريجي عن أهمية مراجعة الخطاب الإعلامي الديني، مشيرا إن الجماعات المتطرفة اغتنمت فرصة غياب الإعلام السعودي والعربي ، عن &الحديث عن المنطلقات والقضايا الإسلامية الأساسية عموما، واضاف " فعندما يتم فتح &باب الحديث عن مفاهيم الجهاد و الأمة والخلافة ، المفترض أن يكون أول من يتحدث عنها هي وسائلنا وإعلامنا ، بحيث يوضح حيثياتها الحقيقة ، بدلا من أن تترك هذه المساحة خالية ، للجماعات المتطرفة تخوض فيها كما تشاء، مما جعلت معه شرائع الإسلام شكلا مخالفا لحقيقته.
&
الإعلام المضاد
الدكتور زيد الفضيل، الباحث &السياسي و مدير مركز باديب للدراسات الإعلامية، أوضح &إن الإعلام المضاد ينقسم إلي قسمين ، إعلام يستهدف السعودية على أي حال كانت ، مشيرا في حديثه لـ "إيلاف" إن هذا الإعلام البغيض لا فائدة من مجاراته ولا أهمية في الرد عليه لأنه ينطلق أصلا من أجندات ذات بعد أيدلوجي وسياسي وشخصي ، &و هناك إعلام مضاد لا يستهدف السعودية لذاتها ، وإنما لديه وجهة نظر تخالف السعودية ، بناء على ما لديه من مرئيات وصلته من أطراف أخرى، ، وأضاف " في تصوري &إن هذا الإعلام هو الذي يجب ان نهتم به و أن نكون على تواصل معه ، &وأن نكون شفافين في طرحنا لكثير من القضايا واضحين بمستنداتنا في الطرح دون مواربة".
&
وأكد الفضل على أهمية أن يكون الإعلام &صادقا وان يتعامل بذكاء مع الموقف ، وقال "فمن الطبيعي أن ليس كل ما يعلم يقال ، لكن من المهم أن يكون الإعلام ذو مصداقية ، فالقضية ليست قضية تصريح و وينتهي الأمر ، إذ انه التصريحات تحتاج إلي وثائق وإثباتات " &مؤكدا أن لا بد من إستراتجية إعلامية تبنى على الشفافية الذكية &مع المحافظة على معايير الموضوعية عند التعاطي مع الإعلام الخارجي ، لان هذا سيكون &له دور كبير في توظيف دور السعودية ومواجهة كل الادعاءات التي تحلق بها .
وفيما يتعلق بإعلام الجماعات المتطرفة كتنظيم داعش و القاعدة ، وما يسير على نسقها من إعلام &أيدلوجي مضاد ، قال الدكتور زيد، انه إن الأوان الابتعاد عن الخطاب &المزدوج ، مشيرا إن &السعودية وهي راعية الاعتدال ، من المهم جدا أن يبتعد خطابها الإعلامي عن حالة الازدواج ، مشيرا إن حالة الاعتدال التي تمارس في الإعلام الرسمي لابد أن تتسق مع الوسائل الإعلامية الأخرى المحسوبة على السعودية ، والتي يقدم بعضها &– بحسب الدكتور زيد - خطابا طائفيا متشنجا بعيد كل البعد عن الحالة الإسلامية المعتدلة التي تتبناها السعودية، وهو مما يحدث لبسا في ذهنية المتلقي ، ويكون فرصة لداعش وغيرها أن يهاجموا السعودية
&
الاعلام التقليدي
الباحث السياسي الدكتور سلطان المهدي، أوضح إن عالم اليوم أصبح مرتعا خصبا لإنتاج الأزمات التي يزداد عددها وتتنوع توجهاتها ، وهذا ما يستدعي جهود منظمه لمواجهتها و خطط تعتمد على السرعة &والأساليب العلمية، مشيرا إن الإعلام التقليدي الذي يتمحور دوره فقط في الرد على ما يثار و لا يخرج صوته إلاّ حينما تكون هناك أحداث ، لم يعد مجديا ومؤثراً، مما يستوجب &معه إعادة النظر عبر تقديم إعلام متطور وحديث ، يجدد من مفهوم الإعلام التقليدي، و يتبنى خطاً جديداً متفاعلا يختلف عن خط الدفاع فقط.
&
وأكد مهدي ، إن الإعلام شريك مهم لمؤسسات الدولة ، كما انه يمثل جزءاً رئيساً في حياة الناس، فالفرد لا يعتمد على الإعلام كمصادر للحصول على المعلومات فحسب ، بل يحتاجه لإيصال صوته وحل قضاياه الكبيرة، وبالتالي التعامل الأمني أو السياسي مع الأحداث &لوحدة لا يكفي ، فلابد من إشراك الإعلام لجهة الاستفادة من &فعاليته في إنتاج الوعي، ونشر الثقافة والتعريف بالقوانين والتشريعات والإجراءات التنظيمية وواجبات الأفراد اتجاه مجتمعهم ودولتهم، وحقوقهم، وهو مما سوف يساعد في عدم انتشار الشائعات أو البلبلة داخل المجتمع وتحقق الأمن النفسي و الطمأنينة للمجتمع.
&
كما بين مهدي، انه في خضم اتساع نطاق الإعلام الاجتماعي بجميع أدواته مما يعتبر انفجارا وتسارعا &للمعلومات فان ذلك &يستدعي أن تكون الوسائل الإعلامية على أهبة الاستعداد للتصدي لجميع الأوضاع والأحداث بما يناسبها من أدوات و وسائل فاعلة تعمل على التعامل مع &أي منغصات اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية ، قد تتسرب إلي المجتمع، مشيرا ان هذه المتطلبات لا تتحمل أي قصور أو تقاعس إعلامي بأي حال من الأحوال، في ظل الانتشار السريع للمعلومات، وبالتالي تقع على وسائل الإعلام &مسئولية كبرى على تقديم المعلومات، وشرح الإحداث، وبث الثقة في نفوس المواطنين وتوجيهم لما يجب أن يفعلوه.
&
&
&