خطاب العنصرية والكراهية موجود في فرنسا على مستوى المسؤولين الكبار، ومن فم رؤساء سابقين ندينهم. أبرزهم على الإطلاق جان ماري لوبان اليميني وابنته مارين.

&
كانت صدمة كبرى للفرنسين حين قالت نادين مورانو، النائبة عن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي يتزعمه الرئيس الاسبق نيكولا ساركوزي، إن فرنسا بلد مسيحي للببيض يستقبل الأجانب، حتى أن ساركوزي ما تحمل هذه الصدمة، فطردها من حزبه.
ولم تكتف بهذا، بل قالت في لقاء متلفز في شباط (فبراير) الماضي: "من يرتدي النقاب كاملًا ويحمل حقيبة هو بالنسبة إلي خطر ممكن". وقد أدلت بهذا التصريح بعدما شكت لشرطة محطة القطار بباريس امرأة تعتمر النقاب. وحين عجزت عن الدفاع عن نفسها إزاء اتهامات لها بالعنصرية، قالت: "صديقتي الأعز تشادية، وهي أشد سوادًا من العرب".

آل لوبان سادة الكراهية
ليست مورانو الوحيدة في "تفليت" التصريحات المخزية، فجان ماري لوبان، مؤسس الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة في فرنسا، كان نجمًا في في خطاب الكراهية. ففي عام 1987، وفي فورة مرض نقص المناعة المكتسبة (أيدز)، قال: "مريض الأيدز معدٍ بعرقه ودمعه ولعابه ولمسه، فهو سيّ المصاب بالبرص".
أما "أكره" ما قاله لوبان في عام 2014: "ثمة مشكلة هجرة؟ مرض إيبولا كفيل بحلها في ثلاثة اشهر".
ومن يستمع إلى مارين لوبان، كريمة جان ماري، فيعرف أن هذه اللبوة من ذاك الأسد. فهي في عام 2010 شبهت المسلمين الذين يصلون في الشوارع بالمحتلين النازيين، قائلةً: "أنا آسفة، لكن بالنسبة إلى أولئك الذين يعشقون الكلام عن الحرب العالمية الثانية، فإن كانوا يتكلمون عن الاحتلال، فيمكننا أن نتكلم عن المصلين في الشوارع، فهؤلاء محتلون أيضًا".&
&
ذكاء المتسولين
أما شارل ديغول، رئيس فرنسا بين 1959 و1969 فقال عن العرب ما لم يقله أبو نواس في الخمر: "العرب لا شيء، نكرات، لم نرَ عربًا يشقون الطرق، أو يبنون السدود أو المصانع... إنهم سياسيون أذكياء.. ذكاؤهم كذكاء المتسولين".
وذات يوم، في أثناء قمة الثمانية، تكلم جاك شيراك، الرئيس الفرنسي الأسبق، عن البريطانيين فقال: "لا يمكنك الوثوق بشعب طعامه سيء، فالأمر الوحيد الذي قدموه للزراعة الأوروبية كان جنون البقر". وفي عام 1988، وفي خلال المفاوضات الأوروبية مع الراحلة مارغريت ثاتشر، سمع شيراك يقول: "ماذا تريد هذه المرأة مني بعد؟ خصيتيّ على طبق؟"
&
بلا أسنان
ساركوزي مذنب أيضًا بتهمة اعتماد خطاب الكراهية. ففي عام 2008، كان يزور معرضًا زراعيًا، فمد يده لمصافحة أحدهم إلا أن ذاك الرجل رفض مصافحته، فقال له "الرئيس": "أغرب عن وجهي أيها الأحمق".
وفي خلال قمة العشرين في 2011، سُمع ساركوزي والرئيس الأميركي باراك أوباما يتبادلان حديثًا تناولوا فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بالسوء. قال ساركوزي لأوباما: "لا أطيق نتنياهو، فهو كذاب". أجابه أوباما: "ضقت ذرعًا به؟ ماذا أقول وأنا ألتقيه أكثر منك؟"
ومن ينسى الضجيج الذي اثاره الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند حين وصف الفقراء بعبارة "ناس بلا أسنان"؟ فقد فضحته عشيقته السابق فاليري تريرويلر في كتابها الفضائحي الأخير، حيث كتبت أن هولاند يصنف نفسه رجلًا لا يخب الأغنياء، "لكن في الواقع، الرئيس لا يحب الفقراء".
أضافت: "إنه رجل يدعي اليسار ويصف الفرقراء في مجالسه الخاصة بأنهم ناس بلا أسنان، فخورًا بحس الفكاهة الذي فيه".
إلا أن هولاند نفى ما قالته عشيقته السابقة جملةً وتفصيلًا.
&
&
&
&
&