كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه كان قد عرض على الأميركيين إرسال وفد رفيع المستوى إلى واشنطن برئاسة رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف لبحث تحديات الأزمة السورية.

ودعا بوتين إلى رفع الجهود على المسار السوري إلى مستوى أكثر موضوعية مع التركيز على العملية السياسية، وأقر بوتين بأن الاتصالات بين موسكو وواشنطن حول مكافحة الإرهاب تجري حاليا على مستوى العسكريين، معتبرا أن هذا النطاق غير كاف.

وياتي حديث بوتين، تزامنا مع ما نقلته (انترفاكس) للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إنها ستعقد مؤتمرا عبر دوائر الفيديو مع مسؤولين عسكريين أميركيين في 14 تشرين الأول (أكتوبر) من لبحث الطلعات الجوية فوق سوريا.

تعرف بصري

قال الجيش الأميركي يوم الثلاثاء إن طائرات أميركية وروسية اقتربت من بعضها فوق سوريا حتى باتت في نطاق التعرف البصري، مضيفا أن الحادث يسلط الضوء على الحاجة إلى بروتوكولات للسلامة الجوية مع تنفيذ البلدين ضربات جوية في سوريا.

وقال الكولونيل ستيف وارين المتحدث باسم الحملة العسكرية التي يقودها الجيش الأمريكي ومقره بغداد في بيان لوزارة الدفاع الأميركية إن الطائرات كانت على بعد أميال من بعضها بعضا يوم السبت وهو نفس اليوم الذي عقد فيه الجيشان الأميركي والروسي محادثات بشأن بورتوكولات السلامة.

وقال وارين إن طواقم الطائرات من البلدين تصرفوا باحترافية.

لا نسعى لزعامة&

وإلى ذلك، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا لا تسعى للعب دور الزعامة في سوريا، بل يكمن هدفها في المساهمة في مكافحة الإرهاب.

وأضاف بوتين خلال مشاركته في أعمال منتدى الاستثمار "روسيا تنادي" يوم الثلاثاء: "إريد أن أشدد على أننا لا نسعى للزعامة في سوريا بأي شكل من الأشكال. ويمكن أن يكون في سوريا زعيم واحد فقط وهو الشعب السوري. نحن نسعى إلى المساهمة بقسطنا في مكافحة الإرهاب الذي يهدد الولايات المتحدة وروسيا والدول الأوروبية والعالم برمته".

وأكد بوتين، حسب ما نقلت (نوفوستي) أن جميع العمليات الروسية في سوريا تنفذ بمراعاة صارمة لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وهذا ما يميز الحملة الجوية الروسية في سوريا عن الغارات التي يشنها التحالف الدولي بقيادة واشنطن والذي يعمل في الأراضي السورية دون تفويض من مجلس الأمن الدولي وبدون موافقة السلطات السورية.

جهود مكافحة الإرهاب

وتابع أن الجانب الروسي يواصل بذل جهوده بإصرار من أجل توحيد الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، لكي تكون نتائج تلك الجهود واضحة ولكي تساهم فعلا في تحقيق الهدف وهو القضاء على الإرهاب الدولي.

ودعا بوتين إلى رفع الجهود على المسار السوري إلى مستوى أكثر موضوعية مع التركيز على العملية السياسية. وأكد استعداد روسيا لمثل هذا العمل، لكنه أشار إلى أن موسكو لم تتلق حتى الآن ردا أميركيا على اقتراحاتها بهذا الشأن.

وكشف بوتين أنه سبق أن عرض على الأميركيين إرسال وفد رفيع المستوى إلى واشنطن &برئاسة رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف لبحث تحديات الأزمة السورية.

وحسب فكرة بوتين، يجب أن يضم مثل هذا الوفد نوابا لرئيس هيئة الأركان الروسية وممثلي وكالات الاستخبارات.

كما شدد الرئيس على أهمية التعاون حول الملف السوري مع دول المنطقة، بما فيها تركيا والأردن والإمارات والعراق، فيما يخص تسوية الأزمة السورية.

وأقر بوتين بأن الاتصالات بين موسكو وواشنطن حول مكافحة الإرهاب تجري حاليا على مستوى العسكريين، معتبرا أن هذا النطاق غير كاف.

لقاء خاص بسوريا

وأضاف أنه يقترح على الأميركيين والأوروبيين عقد لقاء خاصة لسوريا في موسكو على مستوى عسكري والسياسي رفيع، لكنه لم يتلق حتى الآن ردا على اقتراحه هذا أيضا.

وأضاف: "كنا نريد من جهودنا أن تكون فعالة، فعلينا ألا نكتفي بتوجيه الضربات الصاروخية، بل يجب التوصل إلى تسوية سياسية، وهو هدف يتطلب منا تشجيع القوى الموجودة داخل البلاد على العمل المشترك".

اعتبر الرئيس الروسي أن عمليات التحالف الدولي بقيادة واشنطن والذي يشن غارات على أراضي سوريا منذ أكثر من عام، لم تأت بنتائج تذكر.

وأردف قائلا: "لقد نفذوا أكثر من 500 ضربة في أراضي سوريا، وأنفقوا، حسب البيانات الرسمية فقط، نصف مليار دولار على تدريب "الجيش السوري الحر". كما أنهم أعلنوا مؤخرا عن إلقاء كميات من الذخيرة والعتاد من طائرات لدعم "الجيش الحر". لكن أين هذا الجيش الحر؟".

وتساءل الرئيس: "أين الضمانات بأن هذه الذخيرة والعتاد لن تقع مجددا في أيدي إرهابيي "داعش" كما حدث أثناء تدريب قوات أخرى للمعارضة السورية؟.

نفي اتهامات

ونفى بوتين الاتهامات الغربية الموجهة إلى روسيا بأن عمليتها العسكرية في سوريا تستهدف "المعارضة المعتدلة" وليس تنظيم "داعش".

وأوضح أن الجانب الروسي طلب من شركائه تسليمه إحداثيات الأهداف الإرهابية في سوريا، لكن الدول الغربية رفضت بذريعة أنها "غير مستعدة لذلك". ولذلك طلبت موسكو من واشنطن مؤخرا تزويدها بالمعلومات عن الأهداف التي لا يجوز أن تضربها الطائرات الروسية، لكن الأميركيين رفضوا مرة أخرى.