بات المستخدمون معرضين لخطر عرض تفضيلات مشاهداتهم على أطراف أخرى عند تنزيلهم تطبيقاً مجانياً على هواتفهم أو حواسيبهم اللوحية لمشاهدة الفيديوهات دون تسجيل، وهو ما يحدث الآن بالفعل في الدائرة رقم 11 التي تغطي ألاباما، فلوريدا وجورجيا.

وقالت محكمة الاستئناف الأسبوع الماضي إن قانون حماية خصوصية الفيديوهات لا يشمل المستخدمين غير المسجلين، لأنهم ليسوا "مشتركين" بموجب القانون. ويبدو القرار مشكوكاً فيه كمسألة منطق، لكنه القانون المطبق الآن أيضاً، ولهذا يُنصَح بتوخي الحذر.

وعَرَّف قانون حماية خصوصية الفيديوهات "المستهلك" بحيث يشمل "أي مستأجر، مشترٍ أو مشترك للسلع أو الخدمات". ولم يقم القانون بوضع تعريف لـ "المشترك". ورغم قيام الكونغرس بتحديث القانون، لكنه لم يهتم بتعريف "المشترك" بالنسبة للمنطقة الرمادية المعاصرة الخاصة بإمكانية الوصول للفيديوهات على الإنترنت.

وكانت القضية التي سبقت قضية الدائرة رقم 11 هي القضية الخاصة برجل يدعى إليس ضد قناة CN للكرتون. وتعود وقائعها إلى قيام إليس برفع دعوى قضائية لاعتراضه على الطريقة التي تتعامل بها القناة مع المعلومات التي توفرها هواتف المستخدمين المحمولة حين يقومون بتنزيل تطبيق القناة المجاني ويبدأون في مشاهدة المقاطع الكارتونية التي تتوافر لهم دون رسوم أو دون تلقيهم طلبات للتسجيل في الخدمة.

وما تقوم به القناة هو شيء أساسي وغير مفاجئ إلى حد ما لأي من مستخدمي خدمات الإنترنت. حيث أنها تقوم بأخذ رقم تسجيل أي جهاز من أجهزة المستخدمين ومن ثم تقوم بتمريره لخدمة تصنف على أنها "طرف ثالث" يطلق عليها اسم "بانغو Bango".

وفي المقابل، تقوم خدمة بانغو بتنسيق ذلك الرقم مع هوية المستخدم، وما يقوم بمشاهدته، وتستخدم المعلومات عبر المنصات والأجهزة، ويفترض أنها تقوم بإعادة بيعه لتحقيق أرباح.

وعاودت المحكمة لتقول بخصوص قضية الدائرة رقم 11 " رغم أن المشترك ليس بحاجة لأن يحصل على أموال، إلا أن الاشتراك يجب أن ينطوي على نوع من أنواع الإلتزام، العلاقة أو الارتباط. والقيام بتحميل تطبيق مجاني أمر لا يدشن لمثل هذا النوع من العلاقات".

وشددت المحكمة في السياق عينه على أن إليس لم يقم بإنشاء تسجيل دخول، كما أنها لم تقل صراحةً إنه إن كان يمتلك تسجيل دخول، لكان سينظر إليه حينها على أنه شخص مشترك.

ويبدو أن التمييز بين تنزيل تطبيق وإنشاء تسجيل معين للدخول هو تمييز مبالغ فيه، كما هو الحال بالنسبة لرفض اعتبار مشاهدة فيديوهات مجانية نوعاً من أنواع الاشتراك لأغراض ذات صلة بالخصوصية. وعلقت هنا تقارير صحافية بقولها إن حقيقة حصول قناة CN على الرقم الخاص بهاتف الأندرويد المملوك لإليس، ومن ثم القيام بتمريره، أمر يشير بقوة في الواقع إلى أنه كان مشتركاً، وأنه كان على علاقة بالشركة.

ونظراً لتأكيد المحكمة عدم وجود علاقة اشتراك، فقد خلصت إلى أنه لم يكن هناك ما يمنع القناة من تمرير بيانات إليس. ونتيجة لذلك، لم تضطر المحكمة للرد على السؤال المنفصل قانوناً حول امكانية اعتبار رقم هاتف الأندرويد "معلومات تعريف شخصية أم لا".