الرباط: انتخب مجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية في البرلمان) اليوم الثلاثاء،عبد الحكيم بنشماس،القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، رئيسا جديدا له خلفا لمحمد الشيخ بيد الله.

وفاز بنشماس، في إطار الدور الثاني من هذه الانتخابات، بفارق صوت واحد فقط، إذ حصل على 58 صوتا، مقابل 57 صوتا لعبد الصمد قيوح من حزب الاستقلال.

وبلغ عدد المشاركين في عملية التصويت 120 مستشارا، امتنع أربعة منهم عن التصويت ، فيما تم إلغاء صوت واحد فقط.

وكان قد تقرر الانتقال إلى الدور الثاني لحسم انتخاب رئيس جديد لمجلس المستشارين حيث لم يتمكن أي من مرشحي حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال من الحصول على الأغلبية المطلقة للفوز خلال الدور الاول إذ حصل بنشماس على 56 صوتا، فيما حصل قيوح على 51 صوتا.

وأثارت إضافة أحد المصوتين في ورقة التصويت خلال الدور الاول لعملية التصويت للقب (الأستاذ) لإسم مرشح حزب الأصالة والمعاصرة، وكتابة آخرين لجزء واحد أو لجزئين فقط من الاسم الكامل للمترشحين جدلا واسعا في صفوف اللجنة المكلفة الاشراف على الانتخابات وفي صفوف مستشاري الأغلبية والمعارضة.

وأكد بنشماس، في كلمة ألقاها أمام المجلس بعيد انتخابه، أن عملية انتخاب رئاسة مجلس المستشارين استكملت المشهد الانتخابي المتميز لما بعد دستور 2011 ايذانا بالانتقال من دائرة التنافس والتباري الشريف الى التعاون والتوافق البناء في خدمة الصالح العام، للدخول بالمجلس في مرحلة دستورية جديدة يتوخى من خلالها العمل بجدية ومسؤولية من أجل تكريس النموذج المغربي وتحقيق المزيد من الإشعاع للتجربة المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس.

وأعلن بنشماس "عن التزامه الأخلاقي" لإذكاء وترسيخ قيم التعاون والشراكة مع الجميع، وتمجيد روح العمل الجماعي والبحث على أفضل السبل لإدماج كل التعبيرات والكفاءات والطاقات لجعل المجلس مؤسسة دستورية تعكس انشغالات الواقع المغربي.

واعلن بنشماس أنه سيعمل جاهدا على ترسيخ قواعد التعاون والتكامل بشكل بناء مع الحكومة على قاعدة مبدأ فصل السلط، ومع مجلس النواب وباقي الهيئات والمؤسسات الدستورية، مشيرا إلى أنه سيأخذ على عاتقه "تكريس ثقافة الشراكة والتوافق الايجابي ليظل الوطن فوق الجميع".

وأشار ،من جهة أخرى ،إلى أن عدالة القضية الوطنية( قضية الصحراء) &وقوة الاندماج والتماسك الوطني ومشروعية ومصداقية المؤسسات السياسية تحتاج الى بذل مجهودات أكبر لقطع الطريق على مناورات الخصوم والأعداء وتنوير الرأي العام الدولي بمكتسبات وإنجازات وإخفاقات المغرب.

وخلص إلى أن المجلس سيعمل بشكل مشترك على تطوير وأسلوب الديبلوماسية البرلمانية والتركيز بشكل كبير على هذه الواجهة لجعل مختلف المحافل الإقليمية والقارية والدولية واجهة نضالية للدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد وقوة البناء الوطني.&

وكان حزب التقدم والاشتراكية ( الشيوعي سابقا) المغربي، &المشارك في حكومة عبد الاله ابن كيران،قد سحب &اليوم الثلاثاء، ترشيح عبد اللطيف أوعمو لرئاسة مجلس المستشارين .

وكان اوعمو ترشح باعتباره مرشح احزاب الغالبية الحكومية (العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية ) .&

وعزا حزب التقدم والاشتراكية في بيان مقتضب بثه على موقعه الالكتروني سحب ترشيحه &لأوعمو لرئاسة مجلس المستشارين ل"عدم التزام مستشاري الحركة الشعبية بالتصويت لصالحه".

وكان الاتحاد العام لمقاولات المغرب قد أعلن بدوره في وقت سابق اليوم، عن سحب ترشيح نائلة مية التازي المنتخبة كمستشارة باسمه، لرئاسة مجلس المستشارين.

وعزا الاتحاد، في بيان هذا القرار إلى إرادة الاتحاد " عدم الدخول في أية مقاربة حسابية، يفرضها تعدد الترشيحات الحزبية" ، مضيفا أن نية الاتحاد العام، من خلال سعيه للحصول على رئاسة المجلس، كانت "تتجه نحو توجيه رسالة سياسية قوية، تكمن في إرساء مبدأ المناصفة بشكل قوي، والتذكير بالدور المهم والحاسم للمرأة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية".

وخلص البيان إلى التأكيد على أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب سيعمل مع كافة الشركاء السياسيين والاجتماعيين الممثلين في مجلس المستشارين، في كل ما من شأنه أن يحقق الصالح العام للبلاد، ويجعل المجلس فضاء للنقاش والخبرة وإعمال المبادئ المؤسسة للدستور الجديد.