تبدأ في فيينا يوم الجمعة مفاوضات دولية حول الأزمة السورية بعد أسابيع من الجهود الدبلوماسية وقدر كبير من لي الأذرع مارسه جميع الفرقاء وبعد اتفاق الولايات المتحدة وروسيا على أن مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد لن يكون مطروحا على الطاولة.

إعداد عبد الاله مجيد: اتفق وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف خلال محادثات يومية تقريبا على أن خلافاتهما بشأن مآل الانتقال السياسي في سوريا وما إذا كان رئيس النظام السوري بشار الأسد سيرحل ام لا، يجب ألا يحول دون انطلاق العملية.

وتشارك في محادثات فيينا 12 دولة على الأقل بينها إيران حليف الأسد الرئيسي. وأعلن كيري يوم الأربعاء "ان هذه أكبر فرصة واعدة لإيجاد مدخل سياسي أشهدها منذ سنوات".

وقال كيري "نحن متفقون على ضرورة توفير الظروف لعودة النازحين واللاجئين ومتفقون على حق الشعب السوري في اختيار قيادته بانتخابات شفافة حرة ونزيهة مع دستور جديد وحماية جميع الأقليات".

تفاؤل كيري
&
ويأتي تفاؤل كيري على نقيض صارخ مع خلفية الحرب المدمرة في سوريا وآراء مشاركين آخرين في المحادثات لا يتوقعون تحقيق اختراق سياسي في اجتماع فيينا الذي يعقد بعد ما يربو على ثلاث سنوات من اللقاءات الدولية غير المثمرة.

وقال مسؤول كبير من دولة حليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط لصحيفة واشنطن بوست "انا أشك في ان يؤدي هذا الى نتيجة". واشار المسؤول الى نقاط الاتفاق مع روسيا التي عددها كيري قائلا "نحن جميعًا اتفقنا على ذلك من قبل وكان كل شيء ينهار حين نصل الى الملموسيات" مثل ماذا سيكون مصير الأسد.
&
وأكد دبلوماسي أوروبي رفيع أن حكومته لا تعرف حتى الآن ترتيبات الاجتماع والسلسلة المفترضة من جلسات المتابعة بعده.

وقال مسؤولون أميركيون إن الكثير من التفاصيل سيُبت فيها وان كيري يركز الآن على جمع الفرقاء ذوي المصالح المتضاربة في غرفة واحدة وادراك ما بلغه الوضع من تردٍ مريع في سوريا. ومن الاهداف الأساسية الأولى التي يُراد تحقيقها من اللقاءات التي يأمل كيري بمواصلتها في الاسابيع المقبلة خلق حقائق على الأرض، بما في ذلك اعلان هدنات تغير الزخم الحالي.

ويبدي المسؤولون الأميركيون تفاؤلهم بأنه إذا أمكن التوصل الى اتفاقات بين القوى الدولية التي تسلح نظام الأسد وتسلح المعارضة وتنفذ ضربات جوية بالنيابة عنهما، فان النظام والمعارضة لن يجدا خيارا سوى الانصياع لما تتفق عليه هذه القوى. واعترف مسؤولون في الادارة الأميركية بان هذا احتمال بعيد.&

استراتيجية ذات محورين
&
وقال كيري ان محادثات فيينا هي النصف الأول من استراتيجية "ذات محورين" تشتمل ايضا على زيادة المساعدات التي تقدم للمعارضة السورية والموافقة على زيادة كمية هذه المساعدات ونوعيتها من الدول الأخرى التي تمد المعارضة بأسلحة أميركية الصنع، بحسب مسؤولين أميركيين.

وزادت الادارة الأميركية في الوقت نفسه مساعداتها قوات عربية وكردية تقاتل تنظيم "داعش" وقالت انها تخطط لتكثيف الضربات الجوية وان الرئيس اوباما يدرس مقترحات تدعو الى الموافقة على قيام القوات الخاصة بتنفيذ عمليات محدودة على الأرض لاسناد الضربات الجوية في سوريا.

ولكن مسؤولين من بلدان مشاركة في المحادثات رأوا ان العامل الحاسم في انطلاقها وانتهائها بنجاح بيد الولايات المتحدة وروسيا.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن دبلوماسي من منطقة الشرق الأوسط قوله "ان رد الفعل الأول حين تدخلت روسيا كان ان هذه لم تعد قضية اقليمية. وإذا لم تتمكن روسيا والولايات المتحدة من حلها فماذا سنفعل نحن؟".