لا تزال قضية النفايات تؤرّق المواطن اللبناني حتى أكثر من الحالة الأمنية في البلد، وهي تنتظر حاليًا موافقة كل الأطياف السياسية على تقاسمها بحسب المناطق.


ريما زهار من بيروت: فيما لا تزال قضية النفايات في لبنان من دون حلول جذرية، أوضح وزير الصحة وائل أبو فاعور أنه "كان من المفترض أن تعقد جلسة لمجلس الوزراء اليوم للموافقة على المطامر، التي تم التوافق عليها في ملف النفايات، إلا أن تغيير موقع استقبال نفايات الضاحية، الذي كان مقررًا أن يقام في الجنوب، إلى منطقة الشويفات، أدى إلى تأجيلها"، مؤكدًا أن "ما نطلبه مع رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال إرسلان هو التشاور مع أهل الشويفات، قبل إقرار المطمر في منطقتهم".

رد إرسلان
واعتبر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان أن "هناك هوة كبيرة جدًا بين المواطن والدولة، وهذا شيء مؤسف، لأن تجربة المواطن اللبناني مع الدولة اللبنانية هي تجربة فاشلة"، مشيرًا إلى أن السلطة لم تعد المواطن بشيء، والتزمت به، ولافتًا إلى أنه ليس على المجتمع الأهلي أن يرعى الدولة دائمًا.

ورأى ارسلان أنه "دائمًا يتم التصور بأن ملف النفايات في لبنان مرهون بقبول طلال أرسلان بمطمر النفايات بين خلدة والأوزاعي، لكن قيمة طلال أرسلان ليست قيمة شخصية، بل بما يمثله"، مؤكدًا أنه "يمثل شريحة واسعة من الناس، وأنا مؤتمن على مصيرها، وعندما ألتزم أي موضوع، سأكون حريصًا على مصلحة المواطن أولًا، فليست لديّ مصالح شخصية بمطامر أو مكبات أو محارق، ورأسمالي هو صدقيتي مع ناسي".

بدوره أكد وزير الزراعة اللبناني أكرم شهيّب أن أزمة النفايات في لبنان ستُحل قريبًا، وأنه جار وضع بعض التعديلات على خطة النفايات لتجاوز العوائق البسيطة خلال الساعات القليلة المقبلة. وشدد شهيب على أن الأيام المقبلة ستحمل الفرصة الأخيرة لحل هذه الأزمة.

تحركات رافضة
وواصلت مجموعات الحراك المدني من حملات "حلوا عنا" و"جايي التغيير" و"أطفال مطمر الناعمة" و"22 آب"، تحركاتها الرافضة للخطة، وكان أبرز نشاطاتها أخيرًا تكديس النفايات على الطريق المخصّص لعبور الوزراء إلى الجلسة المخصّصة لمعالجة ملف النفايات.

وبين السياسيين والقيّمين على ملف النفايات وبين الحراك المدني، يبقى المواطن اللبناني رهينة انتظار حلول ملف النفايات، الذي أخذ منحًا سياسيًا وطائفيًا، مع توزيع النفايات بحسب المناطق والطائفة.

6 و6 مكرر
ويقول أنطوان خليل عن تسييس موضوع النفايات إن الأمر لم يفاجئه، "فنحن معتادون في لبنان على توزيع كل شيء وفق مبدأ "6 و6 مكرر"، فكيف بالحري بنفاياتنا، وأسف أن يكون السياسيون قد لجأوا إلى هذا الأمر، منددًا بكل الخطوات التي تجري اليوم في موضوع ملف النفايات، الذي بات يؤرق اللبنانيين أكثر من الحالة الأمنية، كيف لا وصحة كل اللبنانيين على المحك.

الذهنية السائدة
كميل أبو جودة يرى في مسألة النفايات وتسييسها في لبنان أن الأمر يعود إلى الذهنية الطائفية السائدة في البلد، والذي حاول الحراك المدني تجاوزها بكل قوته، غير أنه لم يستطع أن ينجح بعدما تم تشويه حراكه بالفوضى والأعمال التخريبية، ولكننا لا نزال نؤمن بلبنان بضرورة قيام بلد غير طائفي أو مدني مبني على احترام الآخر وحقوقه.
وكي تحل قضية النفايات في لبنان، يجب على كل الطبقة السياسية أن تختفي، كي يصار الى انتخابات نيابية جديدة، تأتي بالشخص المناسب في المكان المناسب.


&