خرج مؤتمر فيينا حول سوريا بلغة جديدة في التعاطي مع الأزمة السورية، ويعتبر البعض أن دعوة لبنان إلى هذا اللقاء إنما تشكل إعترافًا بدوره الإقليمي والمهم في المنطقة.


ريما زهار من بيروت: لبنان الرسمي ينأى بنفسه عن أحداث سوريا، رغم ذلك لبّى دعوة إلى لقاءات فيينا. ويعتبر الكاتب والمحلل السياسي عادل مالك في حديثه لـ"إيلاف" أن "الدعوة وجّهت للبنان إلى حضور لقاءات فيينا، وكان هذا من مطلق دعوة روسية إلى ضرورة إشراك جميع الأطراف المعنيين في المنطقة، لذلك لاحظنا للمرة الأولى إيران تشارك في هذه الإجتماعات، وللمرة الأولى يلتقي وزير الخارجية الإيراني بنظيره السعودي".

يضيف مالك "رغم طول اجتماعات فيينا الماراتوني، لم يكن من المنطقي توقّع ظهور نتائج تخترق الوضع العام في المنطقة، غير أن الاجتماعات بحد ذاتها، والمداولات التي جرت في اجتماعات فيينا، يُلاحظ من بنود تسعة خلالها أنها خرجت&بلغة جديدة في التعاطي مع الأزمة السورية، ويجري التأكيد على وحدة الدولة السورية، على علمانيتها، وكأن هذا الكلام يرفض الطروحات التي تصرّ من هنا وهناك على تأزم الوضع السوري.

ويوضح أن "رغم أنه لم يتم الوصول إلى حلول في أسلوب التعاطي مع القضية السورية، لأن الأفكار لا تزال متباعدة، غير أن السلام الآتي ذات يوم إلى سوريا اتخذ مسارًا جديدًا، لكنه لم يبلغ حتى الآن عبر لقاء فيينا أي ملامح حل نهائية للأزمة السورية".

ووفق معلوماتي المتواضعة، يضيف مالك، "أمكن تحقيق إنجاز، ولو مبدئيًا، فللمرة الأولى تلتقي كل الأطراف المتباعدة على طاولة واحدة، إضافة إلى تحديد موعد اجتماع آخر خلال أسبوعين، حيث تلتئم كل تلك الدول من جديد في فيينا للمتابعة، ما يعني من الناحية التحليلية أن هناك بحثًا جديًا للمرة الأولى مع فرقاء متباعدين حول القضية السورية، وقد آن الآوان للبحث في كيفية تنفيذ الحل السياسي للأزمة السورية، وفيينا كانت بداية لمسار طويل شائك ومعقد. رغم أن السلام الموعود به في سوريا قد يكون أصعب بكثير من الحل العسكري الذي يجري حاليًا في المنطقة".

مشاركة لبنان
ما هي أهمية مشاركة لبنان في لقاء فيينا في وقت كان لبنان الرسمي ينأى بنفسه عن أحداث سوريا؟، يلفت مالك إلى أن مشاركة لبنان رمزية، ولكن روسيا أرادت أن تدعو كل الأطراف المتأثرة بالأحداث السورية، ولكون لبنان يحتوي على مليون و200 ألف لاجئ سوري، فهو معني بالحل السوري، ويجد فريق من اللبنانيين أن مجرد دعوة لبنان إلى هذه الإجتماعات هو اعتراف بدوره على الصعيد الإقليمي، علمًا أن الموقف الرسمي في لبنان لا يريد فتح باب التفاوض مع سوريا، ومعروفة رواسب الأزمة بين لبنان وسوريا.

يضيف مالك أن لبنان في الآونة الأخيرة منهمك بمشكاله الداخلية. أما على الصعيد الدولي فليس له موقع متقدم، من هذا المنطلق حضور لبنان مداولات فيينا قد يكون رمزيًا أكثر منه من الناحية الفعلية، إضافة إلى ذلك يقع لبنان بين خيارات عدّة، وكل فريق في لبنان لديه وجهة نظر مختلفة عن الفريق الآخر، وقضية سوريا يتناولها العديد من اللبنانيين بطريقة مختلفة، كما إن وحدة موقف المعارضة السورية غير متوافرة حتى الآن.

يتابع مالك "لبنان في الوقت الحاضر منهمك بأزماته الداخلية، ولكن إذا ما أدرك صنّاع القرار مدى أهمية إغتنام هذه الفرصة للبحث عن النقطة الجوهرية الأساسية،، أي المسارعة في انتخاب رئيس للجمهورية وتحريك الهيئات الفعلية في مجلس النواب، فلبنان يستطيع أن يستفيد من لقاء فيينا، غير أننا ننطلق من احتقان إلى آخر، فلم نستطع أن نحل مشكلة النفايات حتى الآن".

&