لأن المغترب اللبناني يشكل ثروة حقيقية للبنان، يرى الكثيرون بضرورة إقرار قانون استعادة الجنسية للمغترب اللبناني، لأنه حق مكرّس له، ويجب العمل على تحقيقه.


ريما زهار من بيروت: يريد التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية التزامًا بإقرار استعادة الجنسية، وليس فقط بإدراجه على جدول الأعمال، وتبقى ملاحظات التيار الوطني أنه لو كانت نيات بري والمستقبل صافية، لما أدرج مشروع استعادة الجنسية في البند 25 من جدول الأعمال، وتحرير أموال البلديات في البند 38.

أما أسوأ المخاوف الحالية فتكمن في إدخال تعديلات على مشروع استعادة الجنسية في غياب المسيحيين، كما يريدها المستقبل، وفق الملاحظات التي أرسلها إلى بري والقوات والتيار، الأمر الذي يفقد المشروع هويته الحقيقية وأهدافه، ولا سيما لجهة حق المرأة في إعطاء الجنسية لأولادها غير اللبنانيين، وهذا من شأنه أن يضيف أزمة جديدة إلى الأزمة التي ستنشأ من جراء عقد الجلسة بغياب المسيحيين.

في هذا الخصوص يعتبر النائب نعمة الله أبي نصر في حديثه لـ"إيلاف" أن هناك شروطًا وضعت، ثم أجهضت، من قبل تيار المستقبل، حيث يريد في المقابل إعطاء الجنسية للمرأة المتزوجة بأجنبي، وبكل أسف لا نعرف لماذا توجّهوا نحو هذا الشرط، الذي استغنوا عنه في فترة لاحقة، ولكن من المستغرب لماذا الإعتراض اليوم على استعادة أبناء الإغتراب اللبناني للجنسية اللبنانية، لأن الإغتراب من جميع الطبقات والطوائف والمذاهب، والأمر مستهجن، وقد قمنا بتقديم طلب استعادة الجنسية للمغتربين منذ العام 2003، ووافقت عليه حينها لجنة الإدارة والعدل بالأكثرية الساحقة، واليوم هو مقدم بصفة المكرر المستعجل.

إقرار القانون
هل يتم إقرار هذا القانون رغم العراقيل التي تحيط به؟، يجيب أبي نصر أن إقراره سيتم في نهاية الأمر، إذا قبل عرضه، لأنه منطقي، ولا يقول بتجنيس فئة دون أخرى أو إعطاء جنسية لفئات دون أخرى، وهذا من حق المغترب أن يستعيد جنسية أبيه وجده، وأصوله، وهذا حق وهبته معاهدة لوزان في السابق، سنة 1924، التي انعقدت بين تركيا أي الدولة العثمانية حينها، وفرنسا الدولة المنتدبة على لبنان، ودولة لبنان الكبير، وأقرّوا إذا أراد المغترب اللبناني الحصول على جنسيته اللبنانية أن يقدم طلبًا، ولديه مهلة سنتين لتحقيق الأمر، ومددوا هذه المهلة التي انتهت العام 1958، واليوم نقول لمن لم يستعمل هذه المهلة إن له الحق في أن يعود لتقديم طلب لاستعادة الجنسية اللبنانية التي تبقى خيارًا.

المستقبل
لماذا بحث تيار المستقبل في طرح استعادة الجنسية للمغتربين مقابل إعطاء المرأة المتزوجة بأجنبي جنسيتها لأولادها؟، يلفت أبي نصر إلى أن الأمرين مختلفان تمامًا، ففي طرح إعادة الجنسية للمغتربين نحن نستعيد الجنسية، وفي الأمر الثاني نحن نمنح الجنسية، وتعود الجنسية للمرأة المتزوجة من أجنبي إلى الخوف من التوطين، ولكن المرأة التي تقترن بأجنبي أولادها لديهم جنسية أبيهم، فمن تتزوج فرنسيًا أولادها فرنسيون، ومن تتزوج سوريًا وفلسطينيًا أيضًا.

المغترب ثروة
لماذا اليوم المغترب اللبناني يشكل ثروة حقيقية للبنان، ويجب السعي إلى استعادة جنسيته، كيف يستفيد لبنان من استعادة المغترب لجنسيته؟، يؤكد أبي نصر أن المغترب ثروة حقيقية للبنان، ويمد البلد بالأموال، وكأننا بذلك نأخذ أموالاً منهم، ولا نعطيهم حقهم بالجنسية، والأمر غير منطقي.

عون وجعجع
ولدى سؤاله هل وحّد موضوع قانون استعادة الجنسية للمغتربين التطلعات بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر؟، يأمل أبي نصر أن يوحد الأمر كل الأطراف في لبنان، وليس فقط القوات اللبنانية والتيار العوني.

ويرى أبي نصر أن قانون استعادة الجنسية للمغترب اللبناني سوف يقر رغم العراقيل والاعتراضات التي تصادفه، اليوم أم غدًا، فهو قانون رفع عتب المغترب على المقيم اللبناني.

&