مرّ قطار الإرهاب بمحطات مختلفة في هذا العالم، من نيويورك إلى أوكلاهوما فمدريد فلندن فبومباي.. وها هو يضرب باريس في أشد هجوم إرهابي دموية، خلف نحو 150 قتيلًا.

باريس: تعرضت مدينة باريس ليلة الجمعة-السبت لهجمات إرهابية أدت إلى سقوط ما لا يقل عن 150 شخصًا، في موجة إرهابية غير مسبوقة هي الأكثر دموية التي تشهدها العاصمة الفرنسية. فقد شن مسلحون هجمات متزامنة في باريس، واستهدفوا منطقة بالقرب من استاد فرنسا مركز باتاكلان للمؤتمرات أثناء حفل موسيقي كان يحضره 1500 شخص. وأوضح النائب العام في باريس فرانسوا مولينز أنهم قتلوا جميعًا.

وهذه ثاني موجة إرهابية تحل بباريس بعد الهجوم على مجلة شارلي إيبدو في كانون الثاني (يناير) من هذا العام، والذي أسفر عن مقتل 14 من رسامي وموظفي المجلة.

الدم السائل

تبقى هجمات باريس أشد دموية من هجمات لندن الإرهابية التي وقعت في 7 تموز (يوليو) 2005، حيث شن إرهابيون متشددون عمليات انتحارية بشكل متزامن استهدفت قطارات الأنفاق في العاصمة البريطانية لندن في أثناء ساعة الذروة.

وأسفرت الهجمات التي قام بها 4 متشددين، 3 في قطارات الأنفاق وواحد في حافلة نقل عام، عن مقتل 50 شخصًا وإصابة ما لا يقل عن 700 آخرين.

أما هجمات مدريد، التي وقعت في 11 آذار (مارس) 2004، فكانت أكثر دموية من هجمات باريس، إذ تسببت بمقتل 191 شخصًا وجرح ما يزيد على 1750 آخرين، إذ استهدفت محطة قطارات "أتوشا رينفي" في العاصمة الإسبانية.

في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، شن مسلحون هجمات متزامنة في العاصمة الاقتصادية للهند، مومباي، واستهدفوا فنادق ومطاعم محطات قطارات. وأسفرت الهجمات، التي اتهمت فيها جماعات باكستانية متشددة، عن مصرع 195 شخصًا وإصابة المئات بجروح، وانتهى ما بات يعرف بـ "حصار مومباي" في 29 من الشهر نفسه.

نيويورك الأكبر

تبقى هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع الأميركية، الأكثر مأسوية في الهجمات الإرهابية بشكل عام. فقد تسببت بمصرع ما لا يقل عن 2970 شخصًا، إلى جانب عدد من المفقودين، فيما قدر عدد المصابين بالآلاف.

وبما أن الإرهاب ليس محصورا في عرق بعينه أو في ديانة محددة، فإن الهجوم الإرهابي في أوكلاهوما في العام 1995 يعد من بين الهجمات الإرهابية الأكبر في العالم المعاصر؛ إذ أسفر الهجوم الذي استهدف مبنى "ألفريد مورا" الفيدرالي في مدينة أوكلاهوما، بواسطة شاحنة محملة بالمتفجرات، في 19 نيسان (أبريل) 1995 عن مقتل 168 شخصًا، وإصابة 680 آخرين بجروح.

نفذ هذا الهجوم الأميركي تيموثي ماكفي المتعاطف مع طائفة دينية تطلق على نفسها اسم "الديفيديون" أو "الداوديون"، كانت السلطات الأميركية قد قتلت أفرادها في عملية مسلحة. تم تنفيذ حكم الإعدام بحقه في حزيران (يونيو) 2001.
&