تركت نساء عالمات بصمات كبرى في العلوم، وخصوصًا في الطب، إلا أن العصر الذي تطغى عليه الذكورة نبذهن حتى نسيهن العالم. رايتشيل ساوبي تعيد إحياء ذكراهن في كتاب جديد.

دبي: ثمة العديد من قصص نساء لم تروَ خلال العقود الماضية، نساء تركن بصماتهن في العلوم والتكنولوجيا. ولكي لا يغبن طي النسيان، عمدت الكاتبة رايتشيل ساوبي في كتابها "Headstrong: 52 Women Who Changed Science and the World" إلى الكتابة عن هؤلاء النساء، لينصفهن التاريخ بعد تجاهل.

من هؤلاء سالي رايد (1951-2012)، التي كسبت شهرتها لأنها أول رائدة أميركية تمكنت من الوصول إلى الفضاء، وخبيرة التخدير فيرجينيا أبغار (1909 - 1974) التي طورت نظام "APGAR" الذي يضمن اتباعه سلامة الأطفال بعد الولادة.

طبيبات شهيرات

وهناك الطبيبة جاين كوك رايت (1919 - 2013)، التي أدارت مؤسسة الأبحاث السرطانية في مستشفى هارلم بعمر 33 عامًا، ودرست العلاج الكيميائي باستخدام أنسجة بشرية حية، وطورت أسلوبًا لحقن المرضى المصابين بالسرطان بالعلاجات الكيميائية باستخدام أسلوب القسطرة.

الدكتورة باربرا مكلينتوك رائدة الأبحاث الجينية

&

ومن الأسماء المنسية ريتا ليفي مونتالسيني (1909 - 2012)، التي طورت مختبرًا سريًا للأبحاث في قبو منزلها بإيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية، لاجراء اختبارات على الأعصاب باستخدام أجنة الدجاج. ونالت وشريكها ستانلي كوهين جائزة نوبل في الطب والفيزياء عام 1986.

أما أغوستا آدا (1815 - 1852) فمسودتها في تصميم جهاز للأوامر الرقمية وتحويلها إلى أرقام ومعلومات هي أول برنامج للكمبيوتر في العالم، لذا سميت لغة الكمبيوتر "ADA" تيمنًا بعالمة الرياضيات التي عاشت خلال القرن التاسع عشر.

وغريس ماري هوبر (1906 - 1992) هي من أتت بمفهوم "computer bug" للإشارة إلى الخلل ببرامج الكمبيوتر، عندما عثرت على حشرة عث بالفعل في جهاز الكمبيوتر الخاص بها، وقدمت كتيب ارشادات في 561 صفحة لاستخدام كمبيوتر "Mark 1" الذي بلغ وزنه خمسة أطنان وامتد طوله 51 قدمًا، وصممت أيضًا نظام "A-O" الذي يبسط لغات البرمجة الثنائية.

رفضوها 15 مرة

في الفيزياء، كانت الدكتورة تيشنغ شيونغ وو (1912 - 1997) أول من تلقى جائزة وولف، وعملت بما يعرف بـ "مشروع مانهاتن" ساعدت خلاله على الفصل بين نظائر اليورانيوم U-235 وU-238 من خلال الدمج الغازي، كما ساعدت أيضًا في دحض صحة "قانون الحفاظ على التكافؤ".

سالي رايد أول رائدة فضاء أميركية

&

أسست أمالي "إيمي" نوثير (1882 - 1935)، عالمة الرياضيات المولودة في ألمانيا، علم الجبر المجرد رغم عدم المساواة الذي واجهته بسبب جنسها. لكنها تذكر بكتابها أن أينشتاين وصفها بأنها "أحد أبرز العقول الحسابية التي شهدها التاريخ منذ بدء التعليم العالي للنساء".

هايدي لامار (1913 - 2000) مولودة في النمسا، اشتهرت بعد تمثيلها بفيلم خلال العام 1941، إلا أنها برزت أيضًا في قطاع تكنولوجيا الاتصالات الخاصة بالتجسس على الأعداء، وقادت العمليات التي ساعدت الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، ووظفت التكنولوجيا ذاتها بعد ثلاثة عقود في آلات المحاسبة بالأسواق التجارية وآلات قراءة العلامات التجارية والرموز الخاصة بالمشتريات.

روث بينيريتو (1916 - 2013) عالمة كيمياء، تمكنت من تطوير مادة متينة وغير قابلة للتجعد مستمدة من القطن، وهي المادة التي عملت على إنقاذ قطاع صناعة القطن بعد ظهور المواد الشبيهة به مثل البوليستر والألياف الصناعية الأخرى.

أما لين مارغوليس (1938 - 2011)، عالمة الأحياء الأميركية، فكتبت رسالة طرحت فيها فكرتها حول العلاقة التي تربط بين الخلايا القائمة على التعاون عوضًا عن التنافس، كما كان معتقدًا سابقًا، وقوبلت ورقتها البحثية بالرفض 15 مرة قبل قبولها في نهاية المطاف.

سيدات الأبحاث

تعتبر الدكتورة باربرا مكلينتوك رائدة في مجال الأبحاث الجينية، استعملت الذرة لشرح أفكارها حول التغييرات الجينية، أي قدرة الجينات على إيجاد خصائص جسدية وإيقافها، ولم يتم النظر في أعمالها حتى العام 1983 عندما نالت جائزة نوبل للطب بعمر 81 عامًا.

خبيرة التخدير فرجينيا أبغار

&

إلسي ويدوسون (1908 - 2000) اكتشفت في عام 1934 أن الحديد يتم امتصاصه من خلال الجلد بدلًا من إخراجه من الجسد. ونشرت خبيرة التغذية البريطانية كتابها "The Chemical Composition of Food" أي "الخصائص الكيماوية للطعام"، تضمن 15 ألف قيمة غذائية. في عام 1940، بحثت مع زميلها روبرت مكانسي في الآثار التي تسببها السوائل والأملاح في الجسد والكلى، كما اخترعت وصفة للخبز بهدف القضاء على نقص التغذية خلال الحرب العالمية الثانية.

أما الدكتورة أليس هاملتون (1869 - 1970) فكانت خبيرة في علوم السموم، وبحثت بآثار التسمم بالرصاص لدى عمال المصانع، وتمكنت من عزل وباء التيفوئيد خلال العام 1922، وساهمت بخبرتها بالحرب ضد بيع مادة الكوكايين المخدرة للأطفال في شيكاغو خلال العشرينيات، وكانت أول امرأة ضمن طاقم تدريس كلية الطب في جامعة هارفارد.

وأجرت الدكتورة أليس كاثرين إيفانز (1881 - 1975) الأبحاث حول البكتيريا المسببة للأمراض في الماشية، وكان يعتقد أن هذين النوعين من البكتيريا منفصلان تمامًا، فاكتشفت أن بكتيريا "Bacillus abortus" و"Micrococcus melitensis" لم يرتبطا ببعضهما البعض فحسب، بل كان لديهما تأثير على البشر أيضًا، واليوم يعرف نوعا البكتيريا باسم واحد "Brecellosis".