اشتعلت حرب حرق الاعلام بين اقليم كردستان وبعض المناطق في الوسط والجنوب العراقي فيما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطع فيديو وتعليقات.


عبد الجبار العتابي من بغداد: ارتفعت دعوات للنخبة العراقية من أجل المساهمة في ايقاف لهيب فتنة حرق الاعلام في العراق والحد من نشر فيديوات التصعيد بين العرب والكرد.

وأكد عراقيون تحدثوا إلى "إيلاف" على أهمية حماية الكرد في بغداد والمحافظات خارج الاقليم كونهم أبرياء من هذه السلوكيات ونشر هذه المقاطع تمثل تحريضا ضدهم.

وأشاروا الى أن "ما بين العرب والكرد تاريخ من الإيخاء والمحبة، وطالبوا بعدم السماح لأميركا وذيلوها بنسف هذا التاريخ"، موضحين ان "الشيعة كانوا ملاذا للكرد في السبيعينيات، وان الكرد كانوا ملاذ الشيعة في التسعينيات"، مشددين على النخب من الشيعة والكرد ايقاف هذه المهزلة، وعلى الجميع الهدوء لان عليهم ان لاينسوا ان العدو الحقيقي هو داعش.

وفي الوقت الذي يرى البعض في هذه الظاهرة "محاولة يائسة لإثارة الفتنة بين الكرد والشيعة " يؤكد آخرون أن تكرار ظهور اشخاص غاضبين يقومون بحرق العلم العراقي او علم كردستان او تمزيق جواز السفر او اطلاق الشتائم البذيئة ضد شخصيات سياسية ودينية، يجعل الناس تظن أن وراءها جهة مخابراتية معادية تريد اثارة فتنة جديدة في العراق بين العرب والكرد ولفت الانظار عن هزائم داعش، لذا أكدوا أن على الاعلام الوطني كشف هذه اللعبة القذرة وعلى الاجهزة الامنية ملاحقة المتورطين فيها!

ونشر ناشطون مدنيون صوراً على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تآخي وعناق العلم العراقي وعلم إقليم كردستان.

فتنة

سعود محمد رضا، طالب جامعي، قال إن البعض يتعامل بالمثل، وأضاف خلال حديث مع إيلاف "أنا شخصياً أرفض رفضا قاطعا قضية حرق الاعلام والاساءة الى بعضهم البعض، ولكن من خلال متابعاتي على الفيس شاهدت العديد من الفيديوات لاشخاص اكراد يحرقون العلم العراقي ويدوسونه واعتقد ان هذا يمثل استفزازاً لمشاعر العراقيين جميعا وليس العرب فقط ".
واضاف: هناك من يريد ان يخلق فتنة بين العرب والاكراد لاسباب داعشية وعلينا ان ننتبه لهذا.

معاملة بالمثل

أما كريم حسين، موظف، فقد أكد أن بعض المحسوبين على الاكراد طالما حرقوا العلم العراقي، وقال لإيلاف "شعرت بالاستفزاز وأنا اشاهد هذه الظاهرة الغريبة، وباعتقادي أن إثارة المشاكل تأتي من كردستان بشتى السبل ومنها رفع علم كردستان على سنجار ودخول البيشمركة الى طوزخرماتو ومن ثم تصريحات المسؤولين الاكراد التي جاء بعدها حرق العلم العراقي في قلعة أربي".

وأضاف أنه لا يعتقد ان الامن الكردي لا يعلم بذلك، ويعتقد أن ما حدث في كربلاء من حرق للعلم الكوردستاني ردة فعل على ذلك، والاهم تطويق المشكلة ومحاسبة الفاعلين.

لا تخدم مستقبل العراق

الاعلامي سامي عيسى أعرب عن استغرابه من هذه الظاهرة& وقال: "على الرغم من إنني من القومية الكردية الا أنني لا أقبل ما يقوم به القلة القليلة جداً من الاكراد بحرق العلم العراقي الكبير وما يعرض من فديوهات فيها سب وشتم للاخوة الشيعه وابطال الحشد الشعبي".

وأضاف راجيا وقف مثل هذه الافعال فورا لانها لا تخدم مستقبل العراق.

أين الفتاوى؟

&الى ذلك استنكر الكاتب كامران قرداغي ما يحدث قائلا "إنهم يهددون يوميا بمقاتلة الكرد. يجب تذكيرهم يوميا في البرلمان وخارجه بفتوى مرجعهم الأكبر الراحل أية الله العظمى محسن الحكيم وفتواه بتحريم قتال الكرد وهي فتوى مازالت قائمة وملزمة لهم".
&
وأضاف مخاطبا النواب الإسلاميين الشيعة أن "الذين يزعمون أنهم ملتزمون بفتاوى المراجع العظمى أنه لا يجوز لهم أن يلتزموا بالفتاوى فقط عندما تخدم مصالحهم الضيقة ويهملون الفتاوى التي تخدم المصلحة العامة!

&فتنة لاتريد الخير لهذا البلد
&
من جانبها وصفت النائبة عن كتلة التغيير النيابية المنضوية في التحالف الكردستانية سروه عبد الواحد” حرق العلم الكرستاني في محافظة كربلاء بالفتنة لاتريد الخير لهذا البلد، داعية أبناء اقليم كردستان الى عدم الانجرار وراء تلك الفتنة التي يحاول البعض اثارتها.

وقالت عبد الواحد في بيان اطلعت عليه إيلاف إن "المساس برموز الاخر دليل واضح لوجود خلافات عميقة بين المكونات في العراق" مشيرة الى أن "شرارة الفتنة تبدأ من فعل مشين لاي طرف ضد الاخر وان ماقام به عدد من الخارجين عن القانون، ومبدأ احترام حقوق الاخرين وضعفاء النفوس في مدينة كربلاء ماهو الا دليل على وجود فتنة لاتريد الخير لهذا البلد".

وأضافت: "في وقت ندين عمليات حرق علم اقليم كوردستان من قبل هؤلاء، نطلب من أهلنا في اقليم كوردستان عدم الانجرار الى الانتقام بالمثل لدرء الفتنة التي تستفيد منها بعض الجهات التي اعتبرها اعداء للعراق والتعايش السلمي".

ورأت أن الذي يجري اليوم هو "مخطط مدروس لاثارة الفتنة القومية والهدف منه اثارة الفتنة والبلبلة في البلاد ، لافتة "الى ان البعض لا يعي ان هناك الاف الشهداء ذهبوا من اجل هذا العلم في زمن النظام المقبور صدام حسين بالنسبة للكورد احترام هذا العلم هو وفاء لدماء هؤلاء الشهداء".

حالة فردية

أما نائب رئيس البرلمان العراقي آرام شيخ محمد فقد أكد أن "حادثة كربلاء يقف خلفها نازح تصرف بشكل شخصي،& وقال& خلال اجتماع للكتل الكوردستانية في البرلمان العراقي، “اتصلنا بالمسؤولين في الحكومة العراقية والامنيين بشأن الحادث لتوضيحه والوقوف على أسبابه”.

وأضاف “ان القادة الامنيين والسياسيين أكدوا أن ماحدث بكربلاء حالة فردية لا تمثل المدينة وان المتسبب هو نازح من خارج المحافظة وتصرف بشكل شخصي”.
وأشار الى أن السلطات الامنية في كربلاء وقفت على الحادث وازالت صورة لعلم كوردستان من على الشارع.

سوء فهم

الكاتب والاعلامي مشرق عباس أكد على ضرورة التفكير بالاخطاء قبل أن تتحول الى أمراض. وقال "لم أفهم تماماً حرب الاعلأم الاخيرة، سوى أنها سوء فهم للعلم نفسه ودلالاته،فالاساءة الى علم لاتعني الاساءة الى حكومة او سياسيين بل هي اساءة رمزية لشعب. مجموعة من البشر اتخذوا هذه القماشة رمزاً لهم وفق القوانين والدستور .. وبالتالي الخلافات السياسية لايجب ان تنسحب لكي يسيء العراقيون الى بعضهم".

وأضاف أن "التنابز بالأعلام الذي حصل اخيراً قامت به فئات جاهلة .. لاتدرك حتى انها ترتكب جريمة قانونية ودستورية عندما تسيء الى علم رسمي يمثل الوطن والاقليم وشعبهما.

وتابع: "على الجميع التفكير ملياً باخطائهم .. قبل ان تتحول هذه الاخطاء الى امراض مزمنة غير قابلة للشفاء".

يذكر أن مشاهد فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين لمشاهد إحراق العلم العراقي من قبل مواطنين كرد، قال بعضهم إنه رد على مشهد احراق علم اقليم كردستان العراقي والمشي فوقه في محافطة كربلاء. وقد ظلت العلاقة بين أربيل وبغداد على غير وئام منذ عام 2003.
&