بعدما طالت التفجيرات برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، ها هي الشائعات باستهداف المجمعات التجارية والجامعات تقلق اللبنانيين، الذين رغم هذا القلق لا يزالون يرتادونها.


ريما زهار من بيروت: بعد تفجيري برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، سرت شائعات كثيرة في لبنان، ومن بينها إرسال رسائل قصيرة عبر الهاتف الخلوي، مفادها أن المجمّعات التجارية (المولات) ستكون الهدف التالي للتفجير في لبنان، وكذلك بعض الجامعات.

البعض صدّق هذه الشائعات، وامتنع عن الذهاب للتبضّع في بعض مولات بيروت، ما أثّر على الحركة الاقتصادية في لبنان. في أحد المولات الكبرى في بيروت، تبدو الحركة أقل من الأيام السابقة، ليلى خيرالله قصدت المول، رغم التحذيرات الكثيرة التي سمعتها من هنا وهناك، وتؤكد أن اليوم كل المنشآت الكبيرة في لبنان مهدّدة، بما فيها جامعات لبنان، من مراكز العمل إلى مدارس الأولاد، ونحن بذلك لا نستطيع إيقاف حياتنا، منتظرين التفجيرات وما ستحدثه من مخاوف في نفوسنا.

تتحدث خيرالله عن صديقتها التي رفضت مرافقتها، مما اضطرها للذهاب وحدها للتبضّع، وتقول إنها ترفض رفضًا قاطعًا الذهاب إلى أي مول تجاري أو حتى الاقتراب منه على بعد أمتار، وهذا الخوف تتشارك به معظم صديقاتها اللواتي فضّلن أن ينتظرن ما سيحدث في المستقبل، بعد التهديد بأن الانفجارات ستستهدف أيضًا المجمّعات التجارية والجامعات.

لسنا خائفين
رالف زيدان كان برفقة زوجته يتبضعان من أجل مولودهما الجديد، ويقول إنه قصد المول، رغم التهديدات التي سمعها، لأنه يستطيع أن يجد فيه اختيارًا أكبر، مع وجود مساحات هائلة لألبسة الأطفال والأولاد، وهذا لا يستطيع أن يؤمّنه أي محل تجاري آخر صغير.

يقول إنه علم بالتهديدات التي وجّهت إلى المولات في لبنان والجامعات أيضًا، من خلال رسائل على الهاتف الخلوي، وهو لا يصدّق كل هذه التفاهات، لأن من يريد أن يفجّر مكانًا لا يرسل إلى الناس رسائل تكشف أماكن التفجير.

شلّ الاقتصاد
ليال عون كانت برفقة أصدقائها في أحد المطاعم التابعة للمجمّع التجاري، وتتحدث عن الشائعات التي طالت معظم القطاعات. وبرأيها الأمر كله يدخل ضمن الشائعات ولشل الحركة الاقتصادية في لبنان أكثر، ومن يقوم بذلك هم أعداء لبنان، الذين هرّبوا السياح هذا العام، ولم يبقَ في لبنان أي سائح، لا عربي ولا خليجي ولا أجنبي، والأمر برأيها يدخل ضمن خطة مبرمجة لقتل اقتصاد لبنان، وهو الآن، أي الاقتصاد اللبناني، في غرفة العناية الفائقة.

جميل غزال قصد المجمع التجاري، لاضطراره لشراء أحد المنتجات التي لن يجدها خارجًا، ولم يكن ليقصد "المول" لولا حاجته الملحّة إلى ذلك، وهو سمع بالتهديدات التي أطلقت عبر الرسائل الالكترونية والرسائل القصيرة على الهواتف الخلوية، وبرأيه "لا دخان من دون نار"، ورغم اقتناعه بأن المجمّعات التجارية تقوم بواجبها من خلال التفتيش الدقيق للسيارات قبل أن تُركن داخل المجمّع التجاري، إلا أن يد الإجرام برأيه قد تكون أكثر فاعلية منها.

يؤكد فادي طعمة أنه كان يقصد المجمّع التجاري كل يوم تقريبًا. أما اليوم وبعد موجة التفجيرات في بيروت وباريس ومالي، فهو بات يقصد "المول" للضرورات فقط، ويؤكد أن الخوف موجود لدى الجميع، رغم ذلك نشاهد اليوم من يملك "قلبًا قويًا"، ولا يهاب التفجيرات، وبرأيه معظم اللبنانيين إعتادوا على نغمة التفجيرات، ولم يعودوا يخشون كثيرًا أن يغامروا بأنفسهم، فاللبناني برأيه يحب الحياة، ولن تقف التفجيرات في وجه تحوّل المواطن اللبناني العادي عن قصد مجمعات تجارية أو مدارس أو جامعات أو مراكز عمل باتت مهدّدة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالتفجيرات.
&