أصبح يتعين على النساء اللاتي يرتدين النقاب في الأماكن العامة في إقليم تيتشينو الجنوبي في سويسرا دفع غرامة تصل إلى حوالي 600 جنيه استرليني، نتيجة للقواعد الجديدة التي فرضتها حكومة الإقليم.


نصر المجالي: يثير حظر ارتداء الحجاب الجدل على الدوام في سويسرا،& سيحظر على المسلمات ارتداء البرقع في المحلات التجارية والمطاعم والمباني العامة في الإقليم الناطق باللغة الإيطالية، وكانت الحكومة دعت إلى فرض حظر البرقع والنقاب وكذلك الأقنعة التي يرتديها المتظاهرون من أقنعة.

لكن مجلس نواب الإقليم صوّت على حظر البرقع والنقاب، مع استثناءات للسياح المسلمين الذين يزرورن المنطقة.

وقال تقرير لصحيفة (The Local) إن الحكومة المحلية في تيتشينو كانت وافقت الحكومة على الحظر بعد استفتاء في أيلول (سبتمبر) العام 2013، بعد أن نجح الناشط السياسي جيورجيو غيرينغيلي في إقناع 65% من الناخبين في الإقليم (الكانتون) الجنوبي بتأييد مقترحه الداعي إلى حظر تغطية الوجه في الأماكن العامة.

حظر بناء المآذن

وكان الاستفتاء أعاد إلى الأذهان نظيرا له جرى في تشرين الثاني (نوفمبر) العام 2009 حول حظر بناء مآذن جديدة في سويسرا ووافقت عليه أغلبية الناخبين (57.5%) في الكونفدرالية، وفي الاستفتاء المذكور بلغت نسبة المُصوتين بـ "نعم" في كانتون تيتشينو 68,1%.

وكانت المبادرة الشعبية قدمت مقترحا يدعو إلى إضافة مادة جديدة إلى دُستور إقليم (كانتون) تيتشينو ينص على أنه "لا يحقّ لأي كان أن يتنكّرُ أو أن يغطي وجهه في الشوارع والأماكن العامة"، وهو ما يعني أنه يشمل غطاء الوجه الكامل كالنقاب والبرقع، ولكنه لا يمس الحجاب العادي.

وحينذاك تم إيداع المُبادرة التي أطلقها جيورجيو غيرينغيلي، وهو صحفي سابق وناشط سياسي يعمل بشكل منفرد، في شهر آذار (مارس) 2011 مُرفقة بـ 11767 توقيعا سليما.

وضمّت لجنة المبادرة نساء ذائعات الصيت في المنطقة مثل مارينا ماسوني، الوزيرة الليبرالية السابقة في حكومة الكانتون، والنائبة الإشتراكية السابقة إيريس كانونيكا.

مقترح بديل

وبالمقابل كانت الحكومة المحلية للكانتون تقدّمت بمقترح بديل يُقرّ معظم النقاط الواردة في المُبادرة، لكنه يكتفي بصياغتها في شكل نص قانوني "أي عدم إدراجها كنص الدستور"، وفي جلسة عقدها البرلمان المحلي يوم 17 نيسان (أبريل) 2013، حظي المُقترح بتأييد أغلبية الأعضاء (41 نعم، 25 لا، و15 امتناع عن التصويت).

ونتيجة لذلك، تمسّك أصحاب المُبادرة الشعبية بعرضها على التصويت، وفي 22 ايلول (سبتمبر) 2013، صوّت الناخبون في إقليم (كانتون) تيتشينو على المُبادرة والمُقترح البديل.

خيبة أمل الرافضين

وكان رافضو المبادرة أصيبوا بخيبة أمل من التصويت بـ(نعم) عليها معتبرين أنها تنتهك المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان، كما رأوا فيها إشارة سلبية تمس من صورة إقليم تيتشينو.

كما كانت المُبادرة قُوبلت بالرفض أيضا من طرف فرعي منظمتي العفو الدولية وهيومان رايتس ووتش في سويسرا. وترى المنظمتان الحقوقيتنان (نشرتا العديد من الإعلانات في الجرائد المحلية لحث الناخبين على مُعارضة المبادرة والمُقترح)، أن تغطية الوجه لأسباب ودوافع دينية لا يمثل بأي حال من الأحوال خطرا على النظام العام والأمن.

كما أن "رابطة مسلمي أوروبا" نظمت آنذاك بالإشتراك مع "مجلس الشورى الإسلامي بسويسرا" ندوة صحفية في لوغانو، أعربا فيها عن مُعارضتهما لـحظر ارتداء النقاب أو البرقع، ووصفا المُبادرة بـ "التمييزية"، كما قامت نساءٌ مُحجبات بتوزيع مناشير ضد الحظر على المارة في شوارع المدينة.

ويشار إلى أن الكانتونات السويسرية الأخرى رفضت إلى اللحظة فرض حظر على البرقع، أو النقاب، أو الحجاب، بحيث اعترضت على مقترحات من هذا القبيل برلماناتُ بازل –المدينة، وبرن، وشفيتس، وسولوتورن، وفريبورغ.

فشل الدعوة

وكانت مبادرة في إقليم (كانتون) أرغاو دعت إلى حظر ارتداء النقاب في كافة التراب السويسري قد فشلت في تخطي عتبة البرلمان الفدرالي، شأنها شأن مقترحات مختلفة تصب في نفس الاتجاه قدّمها عدد من النواب. وبذلك قد يكون تصويت كانتون تيتشينو سابقة في تاريخ سويسرا السياسي.

كما كانت المحكمة الفدرالية الغت مؤخرا قرارا اتخذته بلدية بورغلر في كانتون تورغاو يقضي بمنع ارتداء الحجاب في المدارس، واعتبرت المحكمة أن قاعدة مدرسية بسيطة لا تشكل أساسا قانونيا كافيا لحسم قضايا بهذا القدر من الأهمية.
&
كانتون تيتشينو

وفي الختام، يشار إلى أن كانتون تيتشينو، كان انضم إلى الكونفدرالية السويسرية في عام 1803 ويقع أقصى جنوب سويسرا. هو الكانتون الوحيد في الكنفدرالية الذي يعتمد الإيطالية لغة رسمية.

ويضم الكانتون الذي عاصمته الإدارية مدينة بيلينزونا 135 بلدية، ومدن لوغانو ولوكارنو وميندريزيو. ويبلغ عدد سكانه 337000 نسمة، بينما تبلغ مساحته حوالي 2812 كلم مربع.

أما الديانات في الكانتون فهي مع نسبها: 76% كاثوليك، 7% بروتستانت، 2و5% أرثودوكس، 0،12% يهود، 1،87% مسلمون.