كعادته كلما أطلق العالم الملحد ريتشارد دوكينز رايًا جوبه بجدل لا ينتهي، وآخره كان ربطه بين الطفل مبتكر الساعة الذكية الأميركي - السوداني الأصل وبين آخر يسخّره داعش لذبح ضحاياه، وفي وقت حاول ترميم تغريدته بأخرى لفك مسار الإرهاب عن الطفل الأول، إلا أنه رفض تصديق أنه قد يكون ابتكر أي شيء واصفًا من صدقوه بالسذّج.


إعداد عبد الإله مجيد: تلقى ريتشارد دوكينز موجة عارمة من ردود الفعل على خلفية ربطه بين الطفل الأميركي، الذي اخترع ساعة رقمية، وبين طفل آخر يذبح إحدى الضحايا بأمر من داعش، في إشارة غير مباشرة إلى ارتباط الطفل المسلم بالإرهاب، لا سيّما في ظل مطالبة ذويه بتعويض مالي.

&أثار العالم البيولوجي والملحد المعروف، ريتشارد دوكينز، موجة انتقادات بعدما أقام علاقة غير مقنعة بين أحمد محمد، الصبي الأميركي - السوداني المسلم، الذي صنع ساعة رقمية ذكية بيده، وحين أخذها معه إلى المدرسة ظنت إحدى المعلمات إنها قنبلة موقوتة من جهة، والطفل الذي أجبره مسلحو تنظيم داعش على ذبح إحدى ضحاياهم من الجهة الأخرى.
&
انطلقت موجة الاحتجاج بعدما علّق العالم البيولوجي الشهير على تقارير أفادت بأن عائلة محمد ذات الأصل السوداني تطالب بتعويض قدره 15 مليون دولار، وباعتذار عن اعتقال ابنها، البالغ من العمر 14 عامًا، في ايلول (سبتمبر) للاشتباه في أن ساعته الرقمية عبوة ناسفة.&
&
كسر فحاول التجبير
نشر دوكينز في تغريدة على تويتر حول قضية محمد رابطًا للإطلاع على تقرير وشريط فيديو على يوتيوب، يظهر فيه طفل في حوالى العاشرة من العمر، يجبره مقاتلو داعش على قطع رأس جندي سوري أسير من قوات النظام، وأشار دوكينز في تغريدته إلى شريط الفيديو متسائلًا: "وما هو عمر هذا الطفل؟".&
&
لاقت التغريدة ردودًا سريعة، أجبرت دوكينز على نفيه تشبيه طفل أُخضع لعملية غسل دماغ بطفل صنع ساعة رقمية بنفسه، وفي تغريدة لاحقة أوضح دوكينز أن "المماثلة بين الطفلين ليست ممكنة إلا من ناحية واحدة، هي أن كليهما يافعان"، مؤكدًا أنه لا يكره المسلمين.
&
وكان دوكينز أبدى شكوكًا في "دوافع" الصبي محمد وراء صنع الساعة، وكتب في تغريدة عقب طرد محمد من المدرسة واعتقاله في ولاية تكساس، إن تشكيكه في "الاختراع المزعوم لصبي" يأتي في إطار بحثه عن الحقيقة.&

&لم يبتكر شيئًا!
وقال العالم البيولوجي المعروف بتحسمّه للدفاع عن نظرية داروين في النشوء والارتقاء، إن اعتقال محمد خطأ، لكنه شكك في اختراعه ساعة رقمية، وأكد تشكيكه مجددًا في تغريدته يوم الأربعاء، معترفًا بأن الساعة ليست قنبلة موقوتة، ثم أضاف إن محمد "لم يصنعها، بل أخرجها من غطائها، وتظاهر بأنه صانعها".
&
نفى دوكينز أنه يحمل "أية ضغينة" تجاه الصبي، قائلًا: "كلا، كل ما أُريده هو تنبيه المغفلين السذّج، الذين صدقوا حيلته، حتى بعد مطالبته بتعويض قدره 15 مليون دولار".
وبدا دوكينز شديد الانزعاج من سيل المطالب، التي انهالت عليه، بأن يقدم إيضاحًا لمقارنته بين الصبيين، ووصف هذه المطالب بأنها شبيهة بردود الأفعال التي أثارتها تعليقاته على كتاب هتلر "كفاحي" في حينه.
&
وكان دوكينز مستمرًا في كتابة التغريدات التي يؤكد فيها أنه "لا يقارن أكذوبة الساعة بذبح شخص" حتى ساعة نشر المادة. وأصبح العالم البيولوجي والمؤلف، الذي صدرت له أعمال، كانت من أكثر الكتب مبيعًا، الوجه الأبرز لحملة جديدة تدعو إلى الإلحاد، على حد وصف صحيفة الغارديان، التي أشارت إلى أن حتى أقرب حلفائه يشعرون بالقلق من أن تعليقاته الاستفزازية على الانترنت تضرّ بقضيتهم أكثر مما تخدمها.&
&