&أعلنت تركيا حرصها على العلاقة مع روسيا، مشيرةً إلى أن إسقاط الطائرة يجب أن يبقى في إطاره التقني، فيما أكدت مجددًا حقها الطبيعي في الدفاع عن سيادتها وأمنها بوجه أي اختراق.

&
نصر المجالي: أعلنت تركيا على لسان رئيسها رجب طيب إردوغان، ورئيس الحكومة أحمد داود أوغلو، أنه ليس لديها النية لتوتير العلاقات والتصعيد مع روسيا، لأنها دولة صديقة وجارة لنا، خاصة وأن الدول الكبرى لا تضحي بعلاقاتها من أجل حوادث تقنية.&
&
وقال رئيس الحكومة داود أوغلو في تصريحات نقلتها وكالة (الأناضول) إن روسيا الاتحادية شريك مهم بالنسبة لتركيا، وتتصدر قائمة البلدان التي نوليها أهمية خاصة في علاقتنا على امتداد 13 عامًا الماضية.
&
وتابع: ليس هناك أي عنصر من تنظيم داعش في منطقة بايربوجاق ذات الغالبية التركمانية في سوريا (جبل التركمان)، كما أن المنطقة لا تحتوي على أي عنصر إرهابي، ولا يمكن لأحد أن يشرعن الهجمات التي تشن على المنطقة تحت غطاء محاربة داعش.&
&
وأكد رئيس الحكومة التركية: نحن لا نقف مكتوفي الأيدي أمام تلك الهجمات التي تستهدف الأبرياء في بايربوجاق، وتنفذها بذريعة محاربة داعش.
&
وقال: أنصح زعماء المعارضة التركية، إما باتخاذ مواقف مبدئية تجاه حماية حدود بلادنا البرية ومجالها الجوي، والتعاون مع الحكومة في سبيل ذلك، أو تجنب وضع العراقيل وإعاقة عمل الحكومة من أجل تحقيق ذلك.
&
دفاع عن النفس&
&
من جهته، أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن عدم رغبة بلاده في تصعيد الحادث (إسقاط الطائرة)، مبرراً ذلك بحق تركيا في الدفاع عن أمنها وحقوق إخوتها.
&
ونفى الرئيس التركي الأقاويل حول وجود تنظيم داعش في مناطق التركمان في الريف الشمالي لمحافظة اللاذقية السورية، قائلاً " تثار أقاويل أن تلك الطائرات كانت موجودة لقتال داعش، لكن لا وجود لداعش في اللاذقية وريفها الشمالي، الذي يسكنه التركمان، فلا داعي لأن يحاول البعض خداع الآخرين".
&
جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية لاجتماع اللجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي، المنعقد في مدينة اسطنبول، حيث تطرق إردوغان إلى حادثة إسقاط تركيا للطائرة الروسية أمس الثلاثاء بعد انتهاكها الأجواء التركية.
&
وأوضح إردوغان أنه تم توجيه 10 تحذيرات خلال 5 دقائق لطائرتين روسيتين انتهكتا الأجواء التركية صباح يوم أمس، بخصوص انتهاكهما الحدود في منطقة يايلاداغي بولاية هطاي جنوبي البلاد، مشيراً إلى أن إحداها عادت أدراجها إلى سوريا، فيما واصلت الثانية بإصرار انتهاكها الحدود ما استدعى اطلاق طائرات تركية نيرانها باتجاه الطائرة المنتهكة، مبيناً أن أجزاء من حطام الطائرة سقطت داخل الأراضي التركية وجرح جراء ذلك مواطنان اثنان.
&
وذكر الرئيس التركي أن هوية الطائرة عُرفت أنها تابعة لروسيا الاتحادية عقب إعلان السلطات الروسية ذلك، لافتاً إلى أن بلاده قامت مباشرة بإطلاع الأمم المتحدة ومجلس الأمن وحلف الشمال الأطلسي (ناتو) بحيثيات الحادث.
&
لجوء التركمان&
&
وأضاف إردوغان: منذ أسبوع، بدأ التركمان في منطقة بايربوجاق شمالي اللاذقية باللجوء نحو حدودنا، وبدأنا استقبال أبناء جلدتنا وأقربائنا الهاربين من القصف في المخيمات الموجودة في هطاي والمنطقة، فيما نواصل من جهة تقديم كافة أشكال الدعم عبر الهلال الأحمر التركي إلى المخيمات الموجودة على الجانب السوري، ومن جهة أخرى نعتني بالعائلات التي يستمر رجالها في نضالهم بالدفاع عن أرضهم".
&
ونوه إردوغان إلى أن بلاده تبذل قصارى جهدها منذ فترة طويلة لتجنب وقوع حادث مشابه (إسقاط الطائرة)، قائلاً " قدمنا كل التحذيرات اللازمة إلى الدول المعنية، وأبلغنا حساسية الموضوع بالنسبة لنا إلى جارتنا (روسيا) في تواريخ مختلفة وعبر قنوات متعددة، كما أن عدم وقوع الحادث حتى تاريخ أمس، كان بسبب حسن نية وصبر تركيا، لكن يجب على الجميع ألا يتوقعوا منا أن نلتزم الصمت وأن نقف مكتوفي الأيدي حيال أي خرق لأمن حدودنا أو سيادتنا".
&
ضبط النفس
&
وإلى ذلك، دعا رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال قليجدار أوغلو، جميع الأطراف إلى ضبط النفس حيال حادث إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية "سوخوي 24"، وفق قواعد الاشتباك، لانتهاكها أجوائها الجوية عند الحدود مع سوريا، أمس الثلاثاء.
&
وأكد قليجدار اوغلو في كلمة له خلال اجتماع لمجلس الحزب في مركزه الرئيس في أنقرة، دفاع حزبه عن مصالح تركيا حتى النهاية، مشيرًا إلى أن "الصراع يضر بتركيا وروسيا معًا".
&
وقال زعيم الحزب المعارض: "نعلن للرأي العام حساسيتنا حيال ضرورة تحرك الدول الأطراف في المنطقة بحكمة وعدم انتهاك حدود الدول الأخرى".
&