أكد المعارض السوري محمد خليفة في تصريح لـ إيلاف إن زيارة بوتين إلى طهران واجتماعه مع خامنئي تكشف عن بعدين مهمين، اولهما افتقار السياسة الروسية للجدية في التوصل لحل للأزمة السورية، وكذلك تكشف عن مدى التأثير الإيراني في السياسة الروسية.

اعتبر محمد خليفة الكاتب والمعارض السوري في تصريح لـ إيلاف أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين الماضي إلى طهران ومحادثاته المطولة مع المرشد &الإيراني علي خامنئي كشفت "عن بعدين رئيسيين ومهمين: أولهما: افتقار السياسة الروسية للجدية في سعيها المزعوم للتوصل مع غيرها من دول العالم لحل سياسي في سورية لأن تبني بوتين لرؤية خامنئي إنما يعني ببساطة انقلابا سريعا على مقررات فيينا 3 التي توصل اليها وزراء خارجية عشرين دولة ومنظمة عالمية ورسمت بارقة أمل أمام السوريين".

ورأى أن هذه الزيارة كشفت أيضا "مدى التأثير الايراني في السياسة الروسية".
&
وجاء لقاء الزعيمين على هامش مشاركة الرئيس الروسي بقمة الدول المصدرة للغاز بطهران، وعلى عكس البروتوكول توجه بوتين مباشرة فور وصوله العاصمة الإيرانية في زيارته الأولى منذ ثماني سنوات لمقر خامنئي لإجراء محادثات تركزت حول الأزمة السورية وقال متحدث روسي أن موسكو وطهران لديهما "وجهة نظر موحدة" حيال سوريا.
&
وفي تحليل مانتج عنه هذا اللقاء ونسفه لمقررات فيينا أوضح خليفة &أنه "في اجتماعات فيينا الثلاثة جددت موسكو رغبتها في السعي لحل سياسي في سورية وشاركت الاطراف العربية والغربية والاقليمية في صياغة أجندة تتضمن مواعيد زمنية وخطوات محددة للانتقال من الحرب والصراع الى السلام والاستقرار بدعم من الدول المؤثرة ورعاية الأمم المتحدة تتضمن بالضرورة تغييرات عميقة في نظام الحكم وانتخابات تقود الى خروج بشار الأسد من الحكم".
&
هذا وساد اجتماعات فيينا الثلاثة تفاهما غير مكتوب على أن الأسد أصل الأزمة ولا دور له في مستقبل سورية. وبينما أعطت موسكو اشارات متناقضة حول موقفها من مصير الرئيس السوري ظلت إيران وحدها متمسكة ببقاء الأسد في منصبه وبصلاحياته, واتفقت الاطراف على تأجيل الحسم في هذه النقطة الى الاجتماعات القادمة.
&
إلا أن خليفة قال "إن ما نتج عن قمة طهران يوم الاثنين الماضي يشكل تراجعا روسيا عن تفاهمات ومقررات مسار فيينا".
&
ولفت الى أنه "في المحادثات التي تمت بدون مراعاة للبروتوكول واستمرت ساعتين استطاع المرشد أن ينتزع من بوتين اقرارا بأنه ليس من حق أحد أن يفرض على الاسد شيئا لا يقبله ، وأن بقاءه في الحكم مستقبلا أمر غير قابل للبحث والنقاش &".
&
وأضاف أنه "بهذا أفشلت طهران (خريطة الطريق) التي رسمتها فيينا قبل أن يبدأ ، وأعادت الدولتين الى مربع الاسد، وأظهرت مدى نفوذ الايرانيين في سياسة الكرملين تجاه المسألة السورية. المثير هنا ليس موقف طهران (الثابت) بل موقف موسكو المراوغ ! ومراوغات بوتين ولافروف ليست جديدة ,بل شهدنا أمثلة متعددة منها في مراحل الأزمة وسببت للشعب السوري الكثير من الخسائر والآلام ".
&
وأشار الى أنه "في مطلع العام الجاري تبادل بوتين ولافروف التصريحات عن عدم تمسك موسكو بالأسد توجها تعهد رسمي قدمه بوتين لقادة دول الخليج عبر جون كيري في منتصف أيار/ مايو الماضي ولكن لافروف في اجتماع الدوحة يوم 6 آب / اغسطس الماضي مع وكيري والجبير اعاد الموقف الى النقطة التي يريدها الايرانيون، وانتقل مساعده بوغدانوف الى طهران في اليوم التالي ليعلن منها وبحضور وليد المعلم أن الأسد خط أحمر ! وشكل هذا الاجتماع نقطة البدء في التدخل العسكري الروسي في سورية !".
&
وأكد أن هذه التطورات على كل المستويات "تشير إلى عمق العلاقة بين الروس والايرانيين وقوتها وتكشف عن تأثير عميق للايرانيين في توجيه سياسة الكرملين تجاه الشرق الأوسط ,مما يرفع مستوى علاقات الدولتين الى درجة تحالف أو شراكة كاملة، لا سيما فيما يتعلق بتوسع الطرفين العسكري في الشرق الاوسط على حساب العرب والغرب بعامة , والذي رأينا مثاله الصارخ في تعاون قواتهما برا وجوا في الحرب على الشعب السوري حاليا وتكشف عن تأثير عميق للايرانيين في سياسة الكرملين ".
&
و اختتم بالقول محذّرا أنه "لذلك يجب ألا نتفاجأ إذا رأينا هذا التحالف يطال عموم منطقة الخليج والمشرق العربي في المستقبل القريب".
&