&أرخى إسقاط تركيا للطائرة الروسية بظلاله على مجمل العلاقات بين البلدين، وأخذت الأمور تتبلور باتجاه قطيعة شبه كاملة وعلى كل المستويات، حيث عمدت الحكومة الروسية إلى البدء بسلسلة إجراءات فورية تشمل قطاعات واسعة. &

&
إيلاف – متابعة: لا تزال التداعيات الناجمة عن إسقاط أنقرة للطائرة الروسية تتفاعل على وقع التصعيد من الطرفين، فبينما رفضت تركيا الاعتذار عن إسقاط الطائرة وطالبت باعتذار روسيا عن إختراق مجالها الجوي، عمدت روسيا إلى منع 39 رجل أعمال تركيًا من دخولها للمشاركة في معرض زراعي، فيما عبّر وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، عن رفضه لقاء أي مسؤول تركي، داعيًا مواطنيه لعدم السفر إلى تركيا بسبب التهديدات الإرهابية، كما وأوصى المتواجدين هناك بضرورة مغادرتها بسبب التهديدات الإرهابية.
&
رد سريع
&
وكان رئيس الوزراء الروسي، ديمتري مدفيديف، قد طلب من حكومته إعداد سلسلة إجراءات اقتصادية وثقافية، ردًا على "العمل العدائي"، وستشمل هذه الإجراءات قطاعات التجارة والاستثمارات وتشغيل اليد العاملة والسياحة والنقل الجوي وحتى المجال الثقافي، مقترحًا "أن يتم ذلك في مهلة يومين"، وطالب بإطلاق "الآليات اللازمة بأسرع وقت ممكن".
&
كما ألمح إلى إمكان تعليق مشاريع مشتركة وزيادة التعرفات الجمركية وتقييد تحركات الطائرات التركية في المجال الجوي الروسي والسفن التركية في المياه الإقليمية الروسية، كما وتطرق إلى إمكان الحد من استيراد المواد الغذائية من تركيا، مؤكدًا أن "اتفاقات ومشاريع استثمار قد يتم تجميدها أو إلغاؤها ببساطة".
&
تدقيق
&
وفي هذا الإطار، هناك رابط كبير من الصفقات التجارية والاستراتيجية التي تجمع البلدين، لكنها باتت مُعرّضة لخطر الإلغاء بعد الحادث الأخير، فقد أكدت بعض المعلومات الصحافية، أن "مدفيديف" لم يحدد حتى الآن المشروعات التي سيتم إلغاؤها مع تركيا، لكن موسكو حذرت من تأثر عدد من الصفقات الثنائية التجارية والبنية التحتية، بما في ذلك خط أنابيب الغاز المحتمل بين الدولتين، فضلًا عن مشروع الطاقة النووية التركي (Akkuyu) الذي سيتولى الروس تشييده.
&
على صعيد التجارة، كلف وزير الزراعة الروسي، ألكسندر تكاتشوف، هيئة الرقابة الزراعية بتشديد الرقابة على واردات المنتجات الزراعية من تركيا، وكذلك تنظيم عمليات تفتيش إضافية على الحدود الروسية، ووفقًا لإحصائيات التجارة الخارجية التركية، فإن الصادرات إلى روسيا وصلت قيمتها إلى 5.9 مليارات دولار، فيما وصلت تكلفة الواردات من روسيا إلى 25.2 مليار دولار.
&
ضربة قوية
&
هذا ولفتت وزارة الزراعة الروسية إلى إمكانية استبدال الخضراوات التركية بدول أخرى، كإيران وإسرائيل والمغرب، ووفقا لقناة "روسيا اليوم"، فقد بلغت واردات المنتجات الزراعية والغذائية من تركيا إلى السوق الروسية العام الماضي 1.7 مليار دولار، أما ما يتعلق بصادرات الحبوب الروسية إلى السوق التركية، والتي بلغت 3.5 ملايين طن منذ بداية العام الحالي، فقد أكدت وزارة الزراعة الروسية قدرتها على تعويض هذه الصادرات، عبر توجيهها إلى أسواق أخرى.
&
إلى ذلك، أوصت وكالة السياحة الروسية بتعليق كل الرحلات إلى تركيا، بالإضافة إلى تحذيرات رسمية متلاحقة تحث الروس على عدم التوجه إلى تركيا، وهو ما اعتبره المراقبون ضربة قوية للاقتصاد التركي الذي يعتمد بشكل كبير على السياحة، لا سيّما وأن عدد السياح الروس قد تخطى 3.6 ملايين سائح.&
&
&
&