كشف خط مساندة الطفل في السعودية عن ارتفاع معدلات الإيذاء،&بحسب ان النسبة ارتفعت 30 في المائة مقارنة مع الاعوام الماضية.
&
الرياض: كشف التقرير السنوي لخط مساندة الطفل &بالسعودية، عن ارتفاع عدد حالات العنف والإيذاء بنسبة 30% مقارنة بالأعوام الماضية، وقال التقرير، الذي حصلت "إيلاف" على نسخة منه، إن أبرز التحديات التي واجهت الخط هي الاستجابة للطلب المتزايد على الخط خارج أوقات العمل الدوام الرسمي، وتجاوبًا مع ذلك قام الخط بزيادة ساعات العمل وإلغاء جميع الإجازات الأسبوعية والرسمية ليعمل طيلة أيام السنة حتى الساعة 11 مساء.
&
ويأتي إصدار التقرير تزامنًا مع احتفال السعودية بيوم الأمان الأسري، والذي يصادف مرور &10 أعوام على إنشاء "برنامج الأمان الأسري الوطني" &التابع للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، وهي الجهة الحكومية الذي يتبع لها خط مساندة الطفل، والذي يشارك في تحقيق أهدافه 9 وزارات وهيئات حكومية هي وزارة الداخلية، وزارة العدل، وزارة الشؤون الاجتماعية، وزارة الثقافة والإعلام، وزارة الخارجية، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، هيئة حقوق الإنسان.
&
ويعتبر خط مساندة الطفل، خط اتصال مجانياً يمكن الاتصال به من أي هاتف داخل &السعودية، حيث يستقبل كافة الشكاوى المتعلقة بالأطفال دون سن الثامنة عشرة، إذ يقدم الخط المشورة الفورية والمتخصصة للأطفال أو مقدمي الرعاية، إضافة إلى مساندة الأطفال معنوياً، وبناء ثقتهم لمساعدتهم على اتخاذ القرارات المتعلقة بأنفسهم، فضلاً عن التعامل الفوري مع الحالات الطارئة من خلال آلية الإحالة المباشرة للجهات المسؤولة عن التدخل الفوري
&
وبحسب التقرير السنوي، فإن &العام 2014 يعتبر الانطلاقة الفعلية لخط المساندة، بعد اختتام مرحلته التجريبية، والتي امتدت بين الأعوام 2011 - 2013 ، حيث إنه مع مطلع العام 2014 اكتملت بنيته التقنية والفنية، كما تم إعداد وتأهيل الكوادر التشغيلية والمساندة ووضح اللوائح والقواعد التنظيمية، وقال التقرير انه مع انطلاقة الخط بشكل فعلي تمكن هذا العام من الاستجابة لأكثر من 211 ألف اتصال، والتي تضمنت طيفًا واسعًا من المشاكل التي تعترض الأطفال بالسعودية.
&
وذكر التقرير أن ابرز التحديات التي واجهت الخط، هي الاستجابة لطلبات الاتصال المتزايدة، خارج أوقات العمل الدوام الرسمي، وتجاوبًا مع ذلك قام الخط بزيادة ساعات العمل وإلغاء جميع الإجازات الأسبوعية والرسمية ليعمل يوميًا وطيلة &أيام السنة حتى الساعة 11 مساء، كما احتاجت العديد من الاتصالات الى تدخل فعال من الجهات المختصة، وهو ما حفز الخط إلى عقد ورش عمل ولقاءات وشراكات واتفاقيات مع الجهات المعنية &لتطوير آليات الإحالة والتدخل والمتابعة بما يتواكب مع الطب المتزايد على الخدمة.
&
وعن عدد الاتصالات، قال التقرير إن الخط تلقى في العام 2014 &ما مجموعه 211460 اتصالاً هاتفياً، أي ثلاثة إضعاف ما كان عليه في العام 2013 ، فيما تربعت منطقة الرياض ومكة المكرمة على قائمة المناطق الأكثر اتصالاً، &كما ذكر التقرير انه نتيجة للحملة التوعية التي قام بها الخط في المدارس، فقد سجل شهرا نوفمبر وديسمبر &اكبر عدد من الاتصالات الواردة مقارنة بالاشهر السابقة، وبما يساوي &ثلاثة إضعاف المعدل المعتاد، وأشار التقرير الى أن ذروة المكالمات تكون دائمًا ما بين الثانية ظهرًا وحتى الثامنة مساء، ويومي الجمعة والسبت&
&
وفي& ما يتعلق بأنواع الاتصالات الواردة، فقد قسمها التقرير إلى أربعة أقسام، وهي "اتصال مقطوع"، حيث يتم قطع الاتصال بعد سماع الرسالة الإرشادية، و"اتصال خيالي" حيث يقوم المتصل بطرح مشكلة دون تفاصيل بهدف التحقق من قدرة الخط على التعامل مع المشكلة أو قد تكون مشكلة حقيقية &لكنه لا يرغب في طرحها بشكل كامل، مما يتعذر معه تقديم الاستشارة، و"اتصال صامت" حيث يلجأ الطفل إلى الصمت أو الهمهمة&قبل أن يقدم على قطع الاتصال (وفي هذه الأثناء يقوم الأخصائي بإرشاد المتصل إلى ما يمكن أن يقدمه له في حالة رغبته في الحديث عن مشكلة محددة)، &وأخيرًا "اتصال جاد" &حيث يتحدث المتصل عن المشكلة مع توفير جميع المعلومات.
&
وعن خصائص المتصلين، قال التقرير إن السعوديين مثلوا الغالبية العظمى من المتصلين &بنسبة 97%، فيما جاءت الاتصالات من الفتيات بنسبة 90%، &أما أعمار المتصلين فقد تراوحت ما بين (6-12) عاماً &بنسبة 50.6%، و(13-18) عاماً بنسبة 47.3% &واقل من 6 أعوام بنسبة 2.1% &، وهو الأمر الذي اعتبره التقرير وجود&وعي كبير &بين الأطفال، حيث انه ما نسبته 50% &من الأطفال قادرون على التواصل مع الخط و طرح مشاكلهم بأنفسهم، كما إن ورود اتصالات من أطفال تحت عمر 6 سنوات ، شكل تحدياً للخط مع الأخذ&في الاعتبار قدراتهم المحدودة على التعبير والقدر الضئيل من المعلومات، الذي يمكنهم تقديمه.
&
وحول طبيعة المشاكل الواردة إلى الخط، فقد ذكر التقرير أنها جاءت على أربع مراتب، المرتبة الأولى تمثلت في المشاكل النفسية والاجتماعية كالقلق والاكتئاب والاضطرابات السلوكية والعدوانية والتبول اللاإرادي، وبرزت هذه المشاكل في الفتيات أكثر من البنين، أما المرتبة الثانية فتمثلت في مشاكل العلاقات الأسرية والتي برزت بصورة اكبر في الأطفال في سن المدرسة (6-12) عامًا، ومن أسبابها طلاق الوالدين، مرض احدهما أو إدمانه، التفرقة بين المعاملة بين الإخوة ، فيما جاءت المشاكل المدرسية في المرتبة الثالثة وتمثلت في &ضعف التحصيل العلمي &وصعوبات التعلم والخلافات مع المعلمين، إضافة إلى الانقطاع عن المدرسة بسبب عدم حرص الوالدين.
&
أما المرتبة الرابعة فقد تمثلت في مشاكل الإيذاء والإهمال، حيث قال التقرير رغم كون هذه المشكلة جاءت في المرتبة &الرابعة ، ألا إنها تحمل أهمية كبرى لدي خط مساندة الطفل&مقارنة ببقية المشاكل، حيث إن هذا النمط من المشاكل عادة ما تكون فيه الخطورة اعلى&من بقية المشاكل وتستلزم التدخل الفوري من قبل الجهات المختصة &كالشرطة أو الحماية الاجتماعية.
&
&وأوضح التقرير أن مشكلة الإيذاء &برزت بصورة اكبر عند البنين في سنة المدرسة 6-12، فيما تنوع توصيف الإيذاء ما بين الإيذاء الجسدي والنفسي والجنسي، حيث قام الخط خلال العام 2014 &بإحالة 478 مشكلة إلى الجهات المختصة.
&
تجدر الإشارة الى&أن خط مساندة الطفل حصل &مؤخرًا على العضوية الكاملة لشبكة خطوط مساندة الطفل الدولية، وهي شبكة دولية مكونة من خطوط مساندة الأطفال حول العالم، تعمل على حماية حقوق الأطفال انطلاقاً من إيمانها بأن الأطفال والمراهقين يتمتعون بحقوق، وأنهم الأقدر على تحديد مشكلاتهم إذا ما تم تزويدهم بالأدوات والوسائل الملائمة لذلك، حيث يبلغ عدد الخطوط المشاركة في هذه الشبكة 150 خطاً من 120 دولة، وتصل خبرات بعض الأعضاء إلى أكثر من 50 سنة في مجال خطوط مساندة الأطفال.