&تشخص الأبصار نحو مزاد علنيّ مرتقب يعرض عددًا كبيرًا من مُقتنيات رئيسة الحكومة البريطانية الراحلة مارغريت ثاتشر، فيما تحتفظ كل قطعة من القطع المعروضة بقصة شيّقة تجمعها بالمرأة الحديدية.

&
إعداد عبد الإله مجيد: كانت رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة، مارغريت ثاتشر، معروفة ببدلاتها الملونة، وحقائب يدها وقلاداتها اللؤلؤية، حتى ان ذوقها في الملبس بات جزءا لا يُمحى من تركتها، لكن سكرتيرها الخاص السابق، باول بارون بايزوتر، كشف ان ولع البارونة ثاتشر بالملابس مارس دورًا لم يكن مقصودًا، وهو إخافة الأجهزة الأمنية السوفيتية. &
&
وروى باول، الذي كان سكرتير ثاتشر الخاص من 1983 الى 1990، ان ثاتشر حين زارت الكرملين ذات شتاء، لاحظ افراد الأمن الروسي ان جيوب حارسها الشخصي منتفخة، فظنوا بأنه يُخفي فيها "اسلحة سرية"، لكنها لم تكن كذلك، فبدلًا من السلاح السري، أخرج حارس ثاتشر من جيبيه زوج احذية ذات كعب عالٍ لكي تلبسها رئيسة الوزراء في مبنى الكرملين الدافئ، بدلًا من الجزمة الشتوية التي كانت ترتديها في الخارج. &
&
مقتنيات ثمينة
&
وهذه الحكاية هي واحدة من قصص عديدة تكشف جوانب من حياة ثاتشر، وذلك مع اقتراب موعد بيع متعلقاتها في مزاد تقيمه دار كريستي، فشهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل سيشهد معرضًا لبيع بعض مقتنيات ثاتشر، وهي تزيد على 350 قطعة، بينها ملابس ورسائل وكتب وأثاث ومجوهرات وأشياء أخرى تتيح للمعجبين بالليدي ثاتشر القاء نظرة فريدة على اهتماماتها وحياتها الشخصية. &&
&
وتبيّن رسائل مكتوبة بخط اليد من بعض زعماء العالم، العلاقة الحميمة التي اقامتها معهم ومع عائلاتهم، في حين ان مجموعة من الرسوم الكاريكاتورية التي تتناولها، تكشف عن احساس ايجابي بتأنيب الذات، كما ويتبدى في رسائل شخصية من الرئيس الاميركي، رونالد ريغان، عمق الصداقة بينهما، بعد ان امتدح "قوتها وحكمتها ونزاهتها" في رسالة تضامن عام 1990، وكيف انه كان يتبادل النكات مع السير دنيس، زوج ثاتشر. &
&
وكُتب على صورة فوتوغرافية، تظهر فيها ثاتشر وزوجها مع ريغان وزوجته: "نعم، انه حفل عشائنا الرسمي الأخير، ولكن بسبب وجودكم هنا، كان أفضل حفلات العشاء وأكثرها متعة". &
&
إلى ذلك، ارسل لها قادة اميركيون آخرون، مثل هنري كيسنغر وريتشارد نكسون، كُتبًا مع اهداء شخصي على الغلاف الأمامي، وكانت صحيفة الديلي تلغراف قد أعلنت عن اجراء المزاد في وقت سابق، وذلك بعد اطلاعها على مجموعة مختارة من متعلقات ثاتشر، بينها بدلة زفافها وقلادات من اللؤلؤ وبروشات وهدايا من المجوهرات قيمتها مئات آلاف الجنيهات الاسترلينية.&
&
الحذاء السريّ !
&
هذا وتُقدر قيمة المجموعة كلها بنحو 500 الف جنيه استرليني، رغم ان الاهتمام بها يشير الى انها ستباع بأسعار أعلى، وقد تُعرض متعلقات من المجموعة، التي قرر ورثة ثاتشر بيعها للجمهور، في متحف فكتوريا والبرت، الذي ابدى رغبة في عرض بعض الملابس، فيما اعربت مؤسسات اخرى عن استعدادها لحفظ المجموعة كلها.&
&
ومن بين متعلقات ثاتشر اللافتة، جوائز مدرسية كانت عزيزة عليها، وقوائم طعام احتفظت بها من مآدب خاصة أُقيمت على شرفها، وكتاب مقتطفات كانت تستخدمه مصدر الهام لها، وخطابات موقعة باسمها حفظتها بعناية في ملفات خاصة. &
&
وكتب سكرتيرها الخاص السابق باول عن تشييع الزعيم السوفيتي اندرفوف في الشتاء الروسي، ان ثاتشر "استعارت معطفا من الفرو وجزمة للمناسبة، فيما وقف حارسها الشخصي وراءها بجيبين منفخين جعلت افراد الأمن الروسي يظنون بأنه يحمل فيهما سلاحًا سريًا، ولكن حين دخلوا مبنى الكرملين، خلعت ثاتشر جزمتها واخرج الحارس من جيبيه زوج احذية ذات كعب عال". &
&
كما يتذكر باول حقيقة الصورة الشهيرة التي ظهرت فيها ثاتشر داخل دبابة خلال زيارة للقوات البريطانية في المانيا مع المستشار هيلموت كول، ويروي باول كيف انها بدت وكأنها تطلق قذيفة من داخل الدبابة وتصيب الهدف قبل ان يُقال لها ان القذيفة سقطت في مكان يبعد "حقولًا عن الهدف". &
&
أزياء أنيقة
&
كما يكشف المزاد ذوق ثاتشر في الملابس، فقد نقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مساعدتها الشخصية السابقة، سينثيا كروفورد، ان ثاتشر كانت تفضّل البدلات الأنيقة بألوان جريئة دون خطوط أو بقع أو اللون الأصفر أو البيجي بعد ان اصبحت جلسات البرلمان تُبث تلفزيونيًا، واضافت ان حقائب اليد التي تفضلها تاتشر كانت كبيرة بما يكفي لوضع كومباكت باودر واحمر شفاه ومشط ودفتر ملاحظات وقلم واوراق مطوية.&
&
في البيت كانت ثاتشر تفضل ارتداء ملابس "أكثر نعومة" مع سترة جاهزة بقربها دائمًا لارتدائها فورًا، في حال الزيارات غير المتوقعة، وقالت كروفورد ان رئيسة الوزراء الراحلة كانت تُراعي الدبلوماسية الدولية بمحاولتها ارتداء ألوان تناسب عادات البلد الذي تزوره، واكدت كروفورد ان ثاتشر كانت لا تلبس اللون الأحمر بالمطلق في بريطانيا، لأنه لون حزب العمال، لكنها كانت ترتديه بكثرة في الولايات المتحدة، وروسيا ايضًا. &
&
صلة ملموسة
&
وكان الأزرق لونها المفضّل، بالإضافة إلى اللون الوردي الصارخ، الذي كان لون زوجها المفضّل، وكانت لا تحب ارتداء السروال، ورغم انها احتفظت بأطقم من سترة وسروال، لكنها لم تلبسها قط ، بحسب مساعدتها الشخصية كروفورد، مضيفة ان المرة الوحيدة التي ارتدت فيها ثاتشر سروالًا كانت خلال نزولها في جوف منجم.&
&
وأكد ادريان هيوم، مدير المبيعات في دار كريستي، ان المزاد يتيح اقامة "صلة ملموسة" بحياة الليدي تاتشر، كون هذه المقتنيات تروي لنا "قصصًا سياسية كبيرة وصغيرة، وقصصًا شخصية، بالإضافة إلى الواقع الكامن خلف الكواليس".
&
&