أظهرت مسوحات تزايد أعمال العنف ضد المرأة في المنطقة الأوروبية، ومن أسبابها احتساء الكحول بشكل مفرط. وتبيّن الأرقام ارتفاع معدل هذه الاعتداءات حتى في دول أوروبا الشمالية.


إعداد ميسون أبوالحب: عندما نتحدث عن العنف ضد المرأة، نعني به العنف الذي يمارسه رجال يعيشون معها، مثل الشريك والزوج والأب والأخ، وفقًا لنوعية العلاقات داخل المجتمعات المختلفة.وحسب المعدل العالمي تتعرّض امرأة واحدة من كل ثلاث للضرب أو لعنف جنسي أو لسوء معاملة خلال حياتها.&

وتشير معطيات البنك العالمي إلى أن خطر الاغتصاب أو العنف الزوجي يتربّص بالنساء، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و44 عامًا، أكثر من خطر الإصابة بالسرطان أو حوادث الطرق أو الحرب والملاريا معًا. فهناك واحدة من كل خمس نساء تتعرّض لمحاولة اغتصاب خلال حياتها في أوروبا.

أرقام أدق
في فرنسا وحدها، تموت امرأة كل ثلاثة أيام، وفي جميع الأوساط، سواء في المدينة أو الريف، بسبب ضربات الزوج.& كذلك، تتعرض امرأة واحدة من كل خمس نساء أوروبيات لعنف جسدي أو جنسي، وواحدة من كل اثنتين تعرّضت لعنف نفسي، حسب الإحصاءات التي أعلنت عنها وكالة الحقوق الأساسية التابعة للاتحاد الأوروبي، بعد إجراء مسح شمل 42 الف امرأة.

نلاحظ أن هولندا والسويد ورومانيا وفرنسا سجلت أرقامًا سيئة، حيث تتعرّض واحدة من كل أربع نساء في هذه الدول لعنف جسدي. وفيما يبلغ المعدل الأوروبي 22%، سجلت فرنسا 26%. وترتفع هذه النسبة في ليتوانيا وفي الدنمارك إلى 32%. فيما سجلت دول أوروبا الشمالية، المعروفة باحترامها للمرأة وبتحقيق المساواة بين الجنسين، أرقامًا أسوأ.&

وفسرت النائبة الأوروبية ورئيسة الاتحاد الأوروبي للنساء إليزابيث مورن شارتييه ذلك بالقول "سبب العنف في هذه الدول الشمالية هو الكحول، لكن ارتفاع الأرقام سببه أيضًا هو أن النساء يعرفن حقوقهن جيدًا، وبالتالي لا يخفن التحدث عن العنف الذي يتعرّضن له". يعني هذا الكلام أن الأرقام الواردة في المسح لا تعكس الواقع تمامًا، فالنساء لا يتجرأن دائمًا على كشف مثل هذه الأسرار، خاصة وأنهن يعرفن أن القليل سيتغير في النهاية.

ما هو العنف؟
الدفع بقوة، إعطاء صفعة على الوجه، سحب الشعر، الضرب باليد، الحرق بالسجائر، إضافة إلى ما يرافق ذلك من كلام مهين، مثل "أنت لا شيء"، و"لا تساوين نقيرًا". بعض الشركاء يأتون بأفعال أخرى، مثل أخذ مفتاح السيارة من المرأة، ومنعها من زيارة أسرتها، ومساومتها على بعض الأمور أو مصادرة ما تملك من أموال.

وعادة ما تظهر على المرأة المعنفة أعراض مرضية، مثل الإصابة بالكآبة وعدم النوم والقلق، ونوبات هلع غير مبررة، لا سيما إذا ما عزلها الرجل عن محيطها وصديقاتها وأقربائها. ويكون الوضع أصعب بوجود أطفال، إذ تشير إحصاءات إلى أن عام 2014 شهد موت 134 إمرأة، ومات معهن 35 طفلًا، بسبب أعمال عنف بين الزوجين.

&

&