قال صلاح الدين مزوار وزير خارجية المغرب ان قضية الصحراء تشكل اولوية في العمل الدبلوماسي &لبلاده، لكنه أكد& انها لا تختزل مهام وادوار الدبلوماسية المغربية، وهو ما تسعى اليه الجزائر التي تهدف إلى سجن المغرب في هذا الملف لتعطيل تطوره قبل ان تعي في نهاية المطاف أنها أضحت سجينة ملف الصحراء المغربية، وتبين ذلك بوضوح حين استفحلت الأزمة الاقتصادية والسياسية بها. &
&
واوضح مزوار ، في عرض قدمه أمام أعضاء لجنة الخارجية في مجلس المستشارين امس الجمعة، أن المغرب يدير ملف الصحراء المغربية اليوم وفق رؤية جديدة سطر خطوطها العريضة الخطاب الذي ألقاه العاهل المغربي الملك محمد السادس في مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء، بمناسبة الذكرى الأربعين لتنظيم المسيرة الخضراء، وهي رؤية تهتم بالدفع بقطار تنمية الأقاليم الجنوبية مع إبقاء اليد ممدودة للامم المتحدة من اجل البحث عن حل سياسي وفق أرضية الحكم الذاتي.
&
في الاتجاه ذاته، اكد مزوار ان التعامل مع القضية الوطنية وفق المنظور الملكي ستكون أداة تنموية تقوم على اساس تفعيل الجهوية المتقدمة في الأقاليم الجنوبية ( الصحراء) ، أي ان المغرب لا ينتظر أحدا وسائر في طريق بناء نموذجه التنموي لارساء اسس الاستقرار في جنوب الصحراء عبر دينامية التنمية الشاملة والمندمجة للمنطقة ككل.
&
واشار مزوار الى ان الدبلوماسية المغربية تتطور في إطار خريطة سياسية دولية تشهد تحولات متسارعة. وقال ان الدبلوماسية بالامس " كانت تعمل في اطار الثنائية القطبية وبعدها اصبحنا نعيش في عالم الأحادية القطبية برؤية واحدة مسيطرة، قبل ان يتضح بعدها ان الاحادية القطبية المرتبطة بأطروحة نهاية التاريخ تبقى غير محسومة لما برزت بوادر تشكل نظامًا عالميًا جديدًا بظهور قوى دولية جديدة".&
&
واكد مزوار ان هذه التحولات لم تبلغ مرحلة النضج بعد ببروز معالم واضحة لهذا النظام العالمي الجديد الذي يسير في طور التشكل، لكن النقاش اليوم مستمر على مظاهر هذا النظام العالمي الجديد من خلال طرح اشكاليات متعددة من قبيل تركيبة مجلس الأمن ودور مجموعة العشرين ،اضافة الى أمور عديدة أخرى قد تفرز ميلاد المؤسسات الدولية الجديدة.
&
لكن هذه التحولات والإفرازات التي تسبق تشكل هذا النظام العالمي الجديد، يقول مزوار، تبقى مصحوبة "بكوارث تعم &منطقتنا على وجه الخصوص، من خلال تنامي التهديدات الإرهابية والصراعات الإقليمية و الجهوية". &
&
لذلك يبقى السؤال &مطروحا، يقول وزير الخارجية المغربي " اين يمكن لبلادنا ان تتموقع ضمن هذه التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم ؟خاصة ان كل المؤشرات تفيد اليوم أن العمل الدبلوماسي مطالب بمواكبة هذا المد ضمن إطار الحفاظ على مصالح المغرب في علاقاته الخارجية".
&
واضاف مزوار ان منطق القوة الذي يعني الحفاظ على مقومات الدولة والمجتمع أصبح طاغيا في عالم اليوم، مؤكدا ان المغرب يعد البلد الوحيد في المنطقة الذي يعكس نموذجا متفردا مكنه من مواصلة &بناء مؤسساته الديمقراطية ضمن سياق مضطرب ، مع الحفاظ على مقوماته الحضارية وثوابث الدولة والمجتمع،وهو ما اكسب اختيارات المغرب المصداقية اليوم على الساحة الدولية ، اي اننا-يقول مزوار- &بلد يتمتع بالمناعة من خلال اشعاعه الحضاري وقوة وتماسك الدولة والمجتمع التي تؤهله اليوم لخوض معركة التموقع الجديد والمتميز في خريطة العالم.
&
في السياق ذاته،اكد مزوار ان المغرب سائر في &تدبير علاقاته ضمن إطار الشراكات وتنويعها كما يحدث مع &دول الخليج والصين وروسيا و الهند ودول أخرى صاعدة،بمعنى ان المغرب لم يبق حبيس علاقات تقليدية رغم أهمية الحفاظ عليها ، خاصة مع الاتحاد الأوروبي وأميركا، لكن في نفس الإطار،فهو يبني شراكات جديدة مع قوى صاعدة ستكون مؤثرة في النظام العالمي الجديد الذي هو قيد التشكل.
&
وشدد مزوار على أن الاهتمام بالدبلوماسية الاقتصادية يعد ركيزة أساسية في علاقات اليوم الخارجية التي تبقى مبنية اساسا على المصالح. ولم يفته التأكيد ان ما يميز المغرب "في علاقاته بباقى القوى الدولية هو المصداقية التي تعد أساسية اليوم في إطار التعاون الدولي وفي كل ما يتصل بالمصالح الاستراتيجية لبلادنا،اضافة الى الإشعاع المغربي في بعده الثقافي الروحي الذي يرى محوريا في السياسة الخارجية للمغرب.
&
لذلك فان ترويج النموذج المغربي وإشعاعه على المستوى الدولي يشكل الاولوية ويمثل عنصرا فاعلا ضمن عناصر الدبلوماسية المغربية لبناء صورة الفاعل الدولي ضمن اطار شخصية متميزة وديناميكية. &
&
وخلص مزوار إلى ان الدبلوماسية المغربية تتميز اليوم بحضور اقتصادي قوي في العلاقات الخارجية إضافة إلى الوجود العسكري ضمن عملية حفظ السلام والأمني ضمن تتبع خلايا الإرهاب والتطرف واجتماعي في تفاعله مع الجالية المغربية.