قالت منظمة العفو الدولية إن السلطات التركية قامت بترحيل عشرات اللاجئين السوريين الى بلدهم، الامر الذي يعرضهم الى انتهاكات خطيرة لحقوقهم الاساسية.&
&
وقالت المنظمة إن تركيا طردت حوالى 80 لاجئا سوريا كانوا في مركز احتجاز في مدينة ارضروم التركية الامر الذي يشكل انتهاكا للقانون الدولي الذي ينص على عدم الاعادة القسرية ويمنع الدول من اعادة اللاجئين الهاربين من نزاع مسلح الى مناطق النزاع بالقوة ما يعرض حياتهم الى الخطر.&
&
العفو الدولية قالت ايضا إن السلطات التركية اعتقلت ما يقارب من خمسين لاجئا سوريا آخر في مركز احتجاز يموله الاتحاد الاوروبي وذلك بعد مشاركتهم في احتجاجات سلمية اعتراضا على منعهم من دخول اليونان في ايلول/سبتمبر الماضي ويواجه كلهم الترحيل. &
&
وسيحضر رئيس وزراء تركيا احمد داوود اوغلو الاحد المقبل مؤتمر قمة خاص يعقد في بروكسل فيما يأمل الاتحاد الاوروبي الانتهاء من التوصل الى اتفاق مع تركيا لوقف تدفق افواج اللاجئين والمهاجرين الذين يغادرون اراضيها في طريقهم الى اوروبا.
&
الحالات متزايدة
&
وقال اندرو غاردنر الباحث التركي في منظمة العفو الدولية "يواجه اللاجئون في تركيا عمليات احتجاز واعادة قسرية الى سوريا بشكل متزايد فيما تعاقب الحكومة كل اولئك الذين تعتبر انهم يؤثرون على اتفاقها المربح مع الاتحاد الاوروبي".&
&
والعديد من المحتجزين في ارضروم واغلبهم من السوريين احتجزوا في ايلول/سبتمبر الماضي في محطة الحافلات الرئيسية في اسطنبول وفي ادرنه القريبة من الحدود مع اليونان ومع بلغاريا حيث كانوا يقيمون على امل الوصول الى شمال اوروبا برا بدلا من المخاطرة بحياتهم في رحلة عن طريق البحر.&
&
ولم يتمكن هؤلاء اللاجئون المحتجزون في هذا المركز من الاتصال باسرهم لاخبارهم عن اماكن وجودهم وذلك لعدم امتلاكهم هواتف محمولة ولعدم وجود اي وسيلة اخرى للاتصال.&
&
هم يائسون اصلا
&
وقالت امرأة سورية لصحيفة جمهورية التركية اليومية إنها تخشى من ان السلطات قامت بترحيل شقيقتها وهي طالبة هندسة من حلب الى سوريا دون علم اهلها.&
&
وذكرت صحيفة الغارديان أن ضابط شرطة لم يكشف عن اسمه نبه جماعات محلية تعنى بحقوق الانسان لعمليات ترحيل اللاجئين السوريين ونقلت عنه قوله لناشطين محليين: "قلت للاجئين ان عليهم ان يبدأوا اضرابا عن الطعام او اضرام حريق داخل احدى المنشآت لجذب الانتباه لوضعهم".
&
واضاف الضابط بالقول "هؤلاء أناس يائسون اساسا واليوم يتعرضون الى الاذى بشكل اكبر".
&
ضرب مبرح
&
هذا ووثقت منظمة العفو الدولية العديد من الحالات التي تعرض فيها لاجئون سوريون الى الضرب في مواقع احتجازهم وقالت إن المعتقلين يجبرون على توقيع وثائق قبل ترحيلهم يؤكدون فيها أنهم يغادرون تركيا بمحض ارادتهم. &
&
وقال غاردنر "لكن عمليات العودة هذه ليست طوعية على الاطلاق".&
&
وأضاف "ابلغ العديد منهم العفو الدولية انهم لم يفهموا الوثيقة التي وقعوا عليها لانها مكتوبة باللغة التركية ولعدم وجود مترجمين. وأخبرنا البعض انهم كانوا يحتجزون داخل حجرة مغلقة حتى يوافقوا على توقيع الوثائق. وفي حالات اخرى كان ضباط شرطة يجرون ايادي اللاجئين ويستخدمون بصمة اصابعهم ويضعونها على الوثيقة بمثابة توقيع".&
&
وقالت منظمة العفو الدولية إن السلطات منعت اللاجئين من الحصول على تمثيل قانوني او مساعدة ما يعني استحالة الاعتراض على احتجازهم وترحيلهم.&
&
يذكر ان هذه ليست المرة الاولى التي ترحل فيها تركيا لاجئين سوريين ففي عام 2013 أجبر المئات على العودة الى سوريا بعد احتجاجات عنيفة داخل معسكر للاجئين قرب المنطقة الحدودية مع سوريا.
&
2.2 مليون لاجئ
&
وتستقبل تركيا حاليا حوالى 2.2 مليون لاجئ وهو اضخم عدد في العالم. ورغم الثناء الدولي على تعامل تركيا الجيد مع تدفق اللاجئين السوريين منذ بداية النزاع في سوريا في عام 2011 وثقت العفو الدولية انتهاكات تركية عديدة ومتكررة لمبدأ عدم الاعادة القسرية مع تعرض الاشخاص الذين يحاولون الفرار الى تركيا الى الضرب بشكل روتيني والى اطلاق نار واحيانا يدفعون الى الوراء نحو الحدود مع سوريا.