تؤكد معلومات من داخل إيران أن قائد قوات القدس في الحرس الثوري الإيراني يرقد حاليًا في العناية المركزة في مستشفى بقية الله في العاصمة طهران، إثر اصابته مؤخرًا في الجبهة الجنوبية لمدينة حلب بجروح بليغة بفعل شظايا اخترقت عدة أجزاء من جسمه منها ناحية الرأس.

لندن: تفيد التقارير الواردة من داخل قوات الحرس أن لواء الحرس قاسم سليماني قائد قوات القدس قد أصيب قبل اسبوعين في الجبهة الجنوبية لمدينة حلب بجروح بليغة بفعل شظايا ضربت عدة مناطق بجسمه منها ناحية الرأس، وذلك بينما كان يشرف على عمليات الحرس وقوات إيرانية حين تعرضت العجلة التي كانت تقله إلى قصف من قبل الجيش السوري الحر، بحسب تقرير للجنة الأمن ومكافحة الإرهاب في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تسلمت (إيلاف) نسخة منه اليوم.

وأشارت اللجنة إلى أنّه إثر إصابة سليماني بجروح شديدة تم نقله فورًا إلى دمشق على متن طائرة هليكوبتر تابعة لقوات الحرس، وبعد الأسعافات الأولية نقل إلى طهران، حيث يرقد حاليًا في مستشفى بقية الله التابع لقوات الحرس الواقع في شارع ملا صدرا في طهران العاصمة، وقد خضع حتى الآن لعمليتين جراحيتين على الأقل.&

ويرقد سليماني حالياً في الطابق السابع لهذا المستشفى، حيث قسم العناية المركزة ( ردهة C7) ومحظور من الزيارة وتشرف على علاجه مجموعة من الاطباء الجراحيين يرأسهم الدكتور غلام رضا فرزانكان وهو مختصّ في الدماغ والاعصاب كما يتابع الدكتور علي رضا جلالي رئيس مستشفى بقية الله حالة سليماني بصورة مباشرة ويتولى ادارة ردهة C7 الدكتور أمير داودي، بينما يشرف القيادي في الحرس& شيخي على هذه الردهة.

وقد شدد قسم حراسة المعلومات التابع لقوات الحرس من اجراءاته لمنع تسرّب المعلومات الخاصة باصابة سليماني بالجروح، وتم ابلاغ جميع منتسبي المستشفى بالامتناع عن الرد على أي استفسار عن حالته. ويشعر نظام طهران بقلق بأن نشر خبر اصابة سليماني بجروح يؤدي إلى انهيار كامل لمعنويات قوات الحرس والميليشيات المقاتلة معه في سوريا، خاصة في وقت تكبدت قوات الحرس خسائر جسيمة طيلة الشهرين الماضيين.

خسائر قوات الحرس الثوري الإيراني تتصاعد في سوريا

وفي الوقت الذي تقترب فيه ثورة الشعب السوري من عامها السادس، فقد تلقت قوات الحرس هزائم متتالية في سوريا مؤخرًا، وذلك رغم توظيفها جميع الإمكانيات العسكرية والإقتصادية والسياسية في حربها ضد الشعب السوري والثورة السورية، حيث تنقل يومياً جثث أعداد من عناصر الحرس إلى مختلف المدن الإيرانية، وتبقى جثث اعداد اخرى منهم في المناطق المحرّرة في سوريا.

وقد اخذت الهزائم المتلاحقة للقوات الإيرانية ومليشياتها في سوريا منحى تصاعدياً منذ نهاية اذار (مارس) الماضي، حيث ارغمت النظام على اللجوء إلى التدخل الروسي للحؤول دون سقوط الأسد سريعاً.

وكان النظام يعتقد أن قوات الحرس والميليشيات التابعة له مثل قوات حزب الله والميليشيات العراقية والمرتزقة الأفغان والباكستانيين بمساعدة بقايا الجيش الأسدي ستكون قادرة على دحر الثورة السورية تحت النيران والقصف الجوي الروسي غير أنه الآن وبعد ما نفذت أكبر وأشد الغارات الجوية وارتكاب مجازر ضد آلاف المواطنين المدنيين طوال الشهرين الماضيين، فإن نظام طهران لم يحصد سوى زيادة غير مسبوقة من جثث قوات الحرس وبينها اعداد كبيرة& من جنرالات الحرس.

يذكر أن قاسم سليماني تولى شخصياً قيادة القوات الإيرانية والميليشيات الموالية التي تحارب إلى جانب الجيش السوري، وذلك مباشرة بعد مقتل الجنرال حسين همداني، ولكن بالرغم من إرسال 2000 مقاتل إيراني إضافي في الآونة الأخيرة إلى سوريا وضخ المزيد من الدعم العسكري والمادي لكتائب حزب الله العراقي وفاطميين الأفغاني وزينبيين الباكستاني وحزب الله اللبناني، فقد فشلت هذه القوات التي تمتعت بالتغطية الجوية الروسية في تغيير ميزان القوى على الأرض بسبب مقاومة الثوار السوريين الذين قتلوا 80 من ضباط وقادة الحرس الثوري.

وقال موقع (أسرار إيران) إن سليماني حاول بعد عودته من موسكو في آب (أغسطس) الماضي ان يحقق انتصارات ميدانية بغية حصاد نتائجها على طاولة الجولة الجديدة من المفاوضات السياسية حول سوريا والتي بدأت روسيا على إثرها في 30 أيلول 2015(سبتمبر) الماضي قصف قوات المعارضة بدلاً من& داعش تمهيداً لتحقيق الغاية المتفق عليها مع طهران.

وفي هذا الإطار، التقى سليماني في 5 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي هو والعميد حسين همداني رئيس المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا بالمرشد الأعلى خامنئي وطرحا عليه (خطة شهر محرم) الرامية إلى استعادة حلب من يد المعارضة السورية،&ولكن مقتل همداني في 8 من الشهر نفسه في ريف حلب خيّب آمال النظام الإيراني مما اضطر سليماني إلى أن يقوم شخصياً بقيادة قوات الحرس الثوري في سوريا.

وعلى خلفية إصابة سليماني ونقله إلى طهران، فقد استلم أحد كبار قادة فيلق القدس الأسبوع الماضي قيادة القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها، ولكنه لم يتم الكشف بعد عن هوية هذا القائد غير انه من المؤكد ان خطة شهر محرم قد باءت بالفشل كليًا. وقد حرصت السلطات الإيرانية على نفي أو اخفاء إصابة قاسم سليماني، لأن نشر هذا الخبر من شأنه أن يعرّض المقاتلين من الحرس الثوري في سوريا والميليشيات الموالية لإيران وحتى قوات الأسد لليأس والإحباط.
&

&