يعيش ابناء الطائفة الاحمدية التي تشكل اقلية في باكستان، ويتهمها الاسلاميون المتطرفون بالكفر، في حالة خوف بعد اعمال عنف طائفية شهدتها مدينة جهلوم في شرق البلاد الاسبوع الماضي.

إسلام اباد: في المنزل الجديد الذي لجأوا اليه، تعيش الطفلة صبيحة ابنة العامين في حالة خوف بعد ان اختطف والدها آصف شهزاد عناصر من جمع غاضب اضرموا النار يوم الجمعة الماضي في مصنع في المدينة لاتهام موظفين في المصنع من الطائفة الاحمدية بحرق صفحات من القرآن.
&
آصف شهزاد هو احد موظفي المصنع الذين ينتمي قسم كبير منهم الى الاقلية الاحمدية التي لم تعد تعتبر مسلمة في باكستان بموجب تعديل دستوري في العام 1974، اذ انها توالي رسولاً بعد النبي محمد.
&
كاد شهزاد ان يقتل بيد الحشد الغاضب في تلك الليلة.
&
وبعدما فر من المدينة لحماية عائلته، يقول شهزاد لوكالة فرانس، "توسلت اليهم ألا يقربوا زوجتي واولادي. قبل ان يتركوني قاموا بضربي وكانوا يعتزمون احراقي في فرن المصنع".
&
واضاف "لكني نجوت بعد ان ساعدني مسلم طيب القلب على الهروب".
&
زوجته حفصة (24 عامًا) اوشكت هي الاخرى على الموت.
&
تقول "لم اكن اريد التخلي عنه، لكنه أصر قائلاً إنه سيعود الينا اذا بقي على قيد الحياة، وطلب مني أن اهرب مع بناتنا".
&
حينها، صعدت الزوجة في سيارة جهزها شهزاد للهروب من جهلوم مع عائلات اخرى من الطائفة الاحمدية، قبل ان تهاجمها الحشود.
&
تقول حفصة إن السائق المسلم شق طريقه بين جموع الشبان المعبئين من زعماء دينيين، واكمل طريقه بمجموعة النساء اللواتي عاملهن "كبناته".
&
تأسست الطائفة الاحمدية في 1889 في البنجاب الهندي على يد حضرة ميرزا غلام احمد الذي يجسد بحسب مريديه عودة المسيح والمهدي، ويعتبرونه مرسلاً من الله لاستكمال رسالة النبي محمد الذي يعتبرونه خاتم الانبياء.
&
وينظر الاسلاميون المتطرفون الى الاحمديين على انهم هراطقة لانهم يؤمنون برسول ظهر في القرن التاسع عشر. وهي مسألة حساسة جدًا في باكستان، حيث اعدم عدد كبير من الاشخاص من دون محاكمات، غالبيتهم من الاقليات، بتهمة التجديف.
&
يعيش في باكستان 500 الف شخص من الطائفة الاحمدية، وهو التجمع الاكبر في العالم.
&
وفي العامين 1974 و1984، اصدرت السلطات الباكستانية تشريعات بضغط من الإسلاميين، تحظر على الاحمديين ادعاء انتمائهم الى الاسلام وممارسة شعائر المسلمين.
&
-"السلام عليكم"-القاء التحية بقول "السلام عليكم" قد تكلف الاحمدي ثلاث سنوات في السجن.
&
يقول دنيس يونغ من المجموعة البرلمانية الاوروبية لحرية العبادة إن "الاحمديين في باكستان يواجهون مضايقات يومية، وهم ضحايا الترهيب والاضطهاد بسبب معتقداتهم".
&
ويضيف في بيان صحافي دان فيه الهجوم على المصنع في جهلوم، ان مثل هذه الهجمات "تظهر العجز في حماية حقوق الانسان والحريات الاساسية"، وهذا ما يعاني منه الاحمديون.
&
ففي تموز/يوليو العام 2014، قامت حشود غوغائية بإحراق ثلاثة احمديين أحياء، ثم أحرقوا منازلهم في مدينة جوجرانوالا في اقليم البنجاب شرق باكستان.
&
تقول مبشرة جري الله، وهي احدى ضحايا اعمال العنف، "الناس يكرهوننا بسبب ديننا".
&
واضافت "احرقوا منزلنا بعد اتهامات باطلة بالتجديف. لقد فقدت والدتي وابنتي اختي وطفلتي"، التي كانت حاملاً بها في الشهر الثامن حينها.
&
وفي ايار/مايو الماضي، ساد التوتر في منطقة تشاكوال التي تبعد 200 كلم عن اسلام آباد، بعدما امرت محكمة بتدمير مآذن للاحمديين لتشابهها مع بناء المسجد.
&
ويعتبر مسؤولون من الجماعة الاحمدية أن اضطهادهم عملية منظمة من الدولة.
&
ويشير المتحدث باسم الجماعة سليم الدين الى انه "لا يمكننا حتى التصويت، فإذا اعلنا أننا مسلمون سنتعرض لملاحقة القضاء".
&
من جانبها، تؤكد الدولة ان الاحمديين "محميون بموجب الدستور" على غرار جميع الاقليات في باكستان.
&
وتعهد الوزير الاتحادي للشؤون الدينية سردار محمد يوسف لفرانس برس أنه "في حال كان لدى الطائفة الاحمدية قلق أو مخاوف، عليها ابلاغنا بذلك، ونحن سنعالج الموضوع".
&