ربما جاءت تلك الزيارة، التي قامت بها قبل بضعة أيام الملكة إليزابيث الثانية إلى مالطا لافتتاح قمة تخص زعماء دول الكومنولث، لتعيد للأذهان سابق العلاقة التي كانت تربط بين المملكة المتحدة ومالطا وقت أن كانت مستعمرة بريطانية القرن الماضي.


ما يلفت النظر، وفق مراسلة هيئة الإذاعة البريطانية "البي بي سي" التي كانت مرافقة للملكة اليزابيث الثانية في زيارتها لمالطا، هو اكتشافها استمرار وجود بعض من سمات الإرث البريطاني في تلك البلاد، رغم استقلالها، ومنها صناديق البريد حمراء اللون ذائعة الصيت.
&
وتروي المراسلة مشاهدتها لمنزل آيل للسقوط مبني من الحجر الجيري المميز، الذي بدا وكأنه من الموروث المعماري البريطاني خلال فترة استعمار بلادها لمالطا، وخلال تلك الفترة التي كانت&لا تزال فيها إليزابيث أميرة ومتزوجة حديثاً من دوق ادنبره، حيث كانت تعيش في إحدى الضواحي الهادئة بالعاصمة المالطية فاليتا.
&
وكان يعمل زوجها وقتها كفرد في البحرية الملكية، ويقال إنها كانت تعيش حياة غاية في السعادة كمواطنة عادية نسبياً، حيث كانت تتسوق، تشارك بالنشاطات الاجتماعية وتقود سيارتها بنفسها في كافة أنحاء الجزيرة داخل سيارة ذات سقف مفتوح.
&
وتنقل البي بي سي عن صحافي مالطي بارز قوله :" الإرث البريطاني الأوضح والأكثر أهمية هنا هو فعل الأشياء بشكل صحيح. وما أقصده هنا هو حسن الخلق وانخفاض مستويات الفساد الخطير، وهو ما شكل ترياقاً لنهج التراخي وإباحة كل شيء".
&
ومن الصحيح بالتأكيد أنه وبرغم العلاقات التاريخية الوطيدة للغاية مع جزيرة صقلية، فإن مالطا لم تعانِ من مشكلات المافيا التي عصفت بأقرب جيرانها، كما أن اقتصادها يبلي بلاءً أفضل للغاية من اقتصاد ايطاليا، وهو ما يعود ربما لعدة أسباب منها تلك الميزة المثبتة بذلك العالم المتطور، الذي يتحدث فيه الجميع اللغة الإنكليزية، وهي أن الخدمة المدنية وسياسات مالطا&لا تزال على غرار النظام البريطاني.
&
ومضت البي بي سي تواصل حديثها عن الإرث البريطاني في مالطا ولفتها لوجود بعض آثار الحكم البريطاني هناك، مثل صناديق البريد الحمراء، كبائن الهواتف، الفرق الموسيقية ولعبة كرة الماء التي ما زالت تُمَارَس بنادي مرسي للألعاب الرياضية.
&
فضلاً عن استمرار تأثر مالطا بجوانب الهندسة المعمارية البريطانية كالقلاع التي تنتمي للقرن التاسع عشر، المحاكم الكلاسيكية الجديدة، ترسانات بناء السفن والثكنات التي من بينها تلك الموجودة داخل قلعة سانت أنغيلو التي تعد أقدم قلعة في مالطا.
&
وعاود الصحافي المالطي البارز الذي لم يفصح عن هويته ليقول، " تلك الفترة التي استعمرت فيها بريطانيا بلادنا تعد جزءًا من تراثنا، والملكة مُرَحَّب بها هنا على الدوام".&
&
&
&
&
&
&
&