&

دعا الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، في خطاب إلى الأمة مساء الأحد، إلى إحلال "السلم الاجتماعي"، معتبرًا أن وقف التحركات المطلبية يساهم في مكافحة الإرهاب، الذي سدّد قبل أيام ضربة جديدة موجعة للبلاد.


إيلاف - متابعة: دعا السبسي، في خطابه الذي بثه التلفزيون الوطني حزب "نداء تونس"، الذي فاز في الانتخابات التشريعية والرئاسية في العام الماضي، دعاه إلى تجاوز الانقسامات العميقة التي يعانيها، والتي تهدد بتفككه. وكان السبسي أسّس في 2012 هذا الحزب وترأسه، لكنه استقال منه في نهاية 2014، لكي يصبح "رئيسًا لجميع التونسيين".

تهيئة ظروف للاستثمار
وقال السبسي إن "الاقتصاد في تونس في وضع صعب، ومن الضروري أن نخرج من هذه الحالة بجلب الاستثمارات الخارجية وأيضًا الاستثمارات الداخلية، وهذا لن يتم إلا إذا خلقنا الظروف الملائمة لذلك والمناخ الملائم". أضاف أنه "من جملة توفير هذا المناخ هو السلم الاجتماعي (...) لكسب هذه المعركة ضد الإرهاب".

وقتل 12 من عناصر الأمن الرئاسي، وأصيب عشرون آخرون بجروح الثلاثاء، عندما هاجم حافلتهم انتحاري تونسي، يرتدي حزامًا ناسفًا يحوي 10 كيلوغرامات من المتفجرات في شارع يبعد 200 متر عن مقر وزارة الداخلية في قلب العاصمة تونس. ودعا السبسي الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد أرباب العمل إلى التوصل إلى اتفاق بشأن زيادة الرواتب في القطاع الخاص قبل العاشر من كانون الأول/ديسمبر، موعد تسلم هذين الاتحادين بالاشتراك مع هيئتين تونسيتين أخريين جائزة نوبل للسلام في أوسلو.

وكانت لجنة نوبل أعلنت في 9 تشرين الأول/أكتوبر عن منح جائزة نوبل للسلام للعام 2015 إلى هذا الرباعي التونسي، الذي يضم إلى الاتحادين الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وعمادة المحامين التونسيين، بعدما قادت هذه المنظمات في 2013 حوارًا وطنيًا بين إسلاميي حركة النهضة ومعارضيهم، وضغطت عليهم للاتفاق من أجل إخراج البلاد من شلل مؤسسي.

تفتقد الحوار
من جهة ثانية، اعترف الرئيس التونسي بأن حزب نداء تونسي، أكبر حزب في البلاد، يمر بـ"أزمة قيادة، وهذه القيادة غابت عنها ثقافة التحاور، ولم تأخذ في الاعتبار الوضع المتأزم الذي تمر فيه تونس، ولا صورة تونس في الخارج، وبالخصوص الشعار الذي اتخذناه لهذه الحركة، وهو الوطن قبل الأحزاب".

وأضاف إن "هذه الأزمة تفاقمت إلى أن وصلت الآن إلى طريق يبدو وكأنه مسدود"، الأمر الذي أجبره على التدخل، مشيرًا إلى أنه اختار 13 شخصية، لكي تقوم بدور الوساطة بين المعسكرين اللذين يتنازعان إدارة الحزب.

ويتنازع على القرار داخل الحزب الأمين العام الحالي محسن مرزوق (يساري) ونائب رئيس الحزب حافظ قائد السبسي نجل الرئيس، الذي يتهمه خصومه بالسعي إلى "خلافة" والده في منصبه.

ولقي خطاب الرئيس التونسي انتقادات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما بسبب تخصيصه، بحسب المنتقدين، الحيز الأكبر منه للحديث عن حزبه، في حين أن البلاد في حالة طوارئ، وتونس الكبرى في حظر تجول.