يبدو أن الإفراج عن العسكريين المخطوفين اللبنانيين قد تعثر في اللحظة الأخيرة، بعدما فرضت جبهة النصرة شروطًا تعجيزية في اللحظات الأخيرة.


ريما زهار من بيروت: كل الإشارات كانت توحي بأنّ تنفيذ اتفاق التبادل بين النصرة والعسكريين اللبنانيين المخطوفين بات قريبًا جدًا، لكنّ المشهد تبدّل فجأة، فعادت الأمور إلى بداياتها، وسَحب المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم المواكب الأمنية، وغادر شتوره، حيث كان يقيم غرفة عمليات مشتركة بينه وبين الوسيط القطري في إطار عملية التفاوض.

من الأسباب التي ذكرت هي أن النصرة في اللحظة الأخيرة فرضت شروطًا جديدة تعجيزية، أضافتها إلى مطالبها، وبدأت تمررها عندما اكتملت التحضيرات اللوجستية والأمنية من أجل تنفيذ الاتفاق، في محاولةٍ منها للابتزاز ولرفعِ سقف المطالب تحت عامل الضغط النفسي والزمني.

في هذا الصدد، يقول النائب عبد المجيد صالح في حديثه لـ"إيلاف"، إن المنحى أو الأسلوب الذي اتخذ أخيرًا والتدابير التي اتخذت كلها كانت مؤشرات إيجابيّة إلى قرب حل موضوع العسكريين المخطوفين في لبنان. ويلفت صالح إلى أن الجميع يدعو وبحرارة إلى أن ينجو هؤلاء من أسرهم ومن هؤلاء الذين اختطفوهم واحتجزوهم، في أسرع وقت ممكن.

الخوف على المخطوفين
وردًا على سؤال: هل بات الخوف أكبر على المخطوفين العسكريين من قبل تنظيم داعش والنصرة؟. يجيب صالح: "الخوف اليوم ممن لا يخاف الله، فالإنسان لا يخاف من أخيه الإنسان، بل يخاف من الذين لا يهابون الله، من هؤلاء الذين يذبحون أخاهم الإنسان، وأصحاب السواطير، ويجب اليوم أن تتغير استراتيجية مواجهة "الإرهاب"، فهذا الأخير ليس خطرًا محليًا، بل أصبح معولمًا، ولا يستطيع الإنسان مهما وصل من بلاغة أن يوصف هذه الجرائم التي لا تنتمي إلى أي ديانة، فهؤلاء يضرّون بالإسلام، وهم يكفّرون ويقتلون روح الإسلام والإنسانيّة.

ويؤكد صالح أن الخوف قائم بالفعل على العسكريين المخطوفين، ولكن يبدو أن البعض لا يزال يرى فيهم إرهابًا حميدًا، غير أن "الإرهاب" أمة واحدة وكذلك "التكفيريين".
واليوم لا يستطيع الإنسان صدقًا إلا أن يخشى على العسكريين المخطوفين في لبنان، وأن يشعر بالأسى، ويتعاطف مع أمهاتهم، "وسنقف معهم خوفًا على الإنسانيّة جمعاء".

مقاربة الموضوع
ولدى سؤاله كيف يمكن مقاربة ملف المخطوفين العسكريين من قبل النصرة وداعش في لبنان؟، يقول صالح إن هناك معايير مزدوجة في ملف المخطوفين مع وجود فئات "إرهابيّة" أعلنت عن نفسها، وكأن هناك سباقًا محمومًا بين القاعدة والنصرة وداعش وكل الفئات "الإرهابيّة"، وهناك نوع من السباق المحموم على خلافة مزعومة، من الذين يوزّعون فتاوى الدم والذبح والقتل، والأفضل اليوم أن تُقفل الأبواب الإعلاميّة وصفحات التواصل الإجتماعي، وأن يتوقّف دعم هؤلاء عبر المال والنفوذ والنفط والغاز والذي يقوم به بعض الدول.

يعتبر صالح أن "الإرهاب" يبقى "إرهابًا" بغضّ النظر، إن كان في سوريا أو لبنان أو في تونس أو المغرب، وأصبح "الإرهاب" معولمًا، لأنه يضرب في فرنسا وغيرها من الدول، وآن الآوان كي يحاصر هذا "الإرهاب".

دور الدولة
وردًا على سؤال: هل يمكن القول إن الدولة اللبنانيّة لم تتطرق كما يجب إلى ملف العسكريين المخطوفين؟، يجيب صالح، إن الوقت ليس للعتاب على الدولة، بل للعمل على إخراجهم، ولا داعي اليوم لفتح أوراق الحساب مع الدولة اللبنانيّة حول هذا الملف.

ويلفت صالح إلى أن "مهما كانت الجهة التي ستفرج عن المخطوفين العسكريين، فنحن نساندها"، ويبدو - بحسب صالح - أن لدى الأهالي بعضًا من الإستقرار والإطمئنان بشأن عودة المخطوفين العسكريين.
&