توصلت تركيا والاتحاد الأوروبي خلال قمة جمعتهما في بروكسل إلى اتفاق يهدف إلى الحد من تدفق اللاجئين والمهاجرين على دول الاتحاد.


نصر المجالي: بموجب الاتفاق، ستحصل تركيا على 3.2 مليارات من الدولارات، كدعم مالي لمصلحة اللاجئين السوريين في تركيا، مقابل اتخاذ الأخيرة إجراءات تحدّ من تسلل المهاجرين إلى الأراضي الأوروبية.

وبحثت القمة إحياء عملية عضوية تركيا الكاملة في الاتحاد، وإعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الدول الأعضاء، إضافة إلى أزمة اللاجئين. ووصف رئيس الحكومة التركية أحمد داود أوغلو الاتفاق بأنه "تاريخي" في مسار العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي. وتأمل أنقرة حدوث تقدم في مساعيها من أجل الانضمام إلى الاتحاد. كما ترغب في رفع قيود على حصول الأتراك تأشيرات سفر إلى أوروبا.

وتشير تقديرات إلى أن قرابة 900 ألف مهاجر وصلوا إلى أوروبا العام الحالي، غالبيتهم جاءت هربًا من الصراعات في سوريا والعراق وأفغانستان.

قمتان سنويًا
وأكدت قمة بروكسل "الحاجة إلى إحياء عملية عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي"، إضافة إلى الاتفاق على عقد قمتين سنويًا، تشكلان مناسبة لبحث العلاقات الثنائية، فضلًا عن المسائل الدولية.

وتصدرت موضوعات، فتح فصول جديدة في مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد، فضلًا عن رفع حق النقض، الذي تفرضه بعض الدول الأعضاء على فتح عدد من الفصول، سلم أولويات تركيا في القمة.

وحسب وكالة (الأناضول) ترغب تركيا في فتح 6 فصول متعلقة بالطاقة، والاقتصاد والسياسات النقدية، والقضاء والحقوق الأساسية، والعدالة والحرية والأمن، والتعليم والثقافة، والأمن الخارجي والسياسات الدفاعية.

كما تطرقت القرارات إلى فتح الفصل 17 المتعلق بالاقتصاد والسياسات النقدية في 14 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، مشيرةً إلى أن المفوضية الأوروبية ستنهي عملها من أجل فتح بعض الفصول في الربع الأول من العام المقبل بغضّ النظر عن موقف بعض الدول الأعضاء في الاتحاد، من دون أن تذكر المسودة تلك الفصول.

تأشيرة الدخول
بموجب الاتفاق ستعرض المفوضية الأوروبية في شهر آذار (مارس) المقبل، تقريرها الثاني حول مسألة الإعفاء من تأشيرة الدخول، وستكون اتفاقية "إعادة القبول" (إعادة اللاجئين إلى بلدانهم، وفي حال تعذر ذلك، إعادتهم إلى آخر بلد عبروه، قبل دخولهم إلى حدود الاتحاد الأوروبي)، جاهزًة للتطبيق بشكل كامل في حزيران (يونيو) العام 2016، وفي حال تطبيق الاتفاق، فإن المفوضية ستعرض تقريرها الثالث، وتقدم توصية بشأن سفر الأتراك إلى دول الاتحاد بدون تأشيرة.

كما نص الاتفاق على تقديم الاتحاد الاوروبي دعمًا ماديًا إلى تركيا بقيمة 3 مليارات يورو بشكل مبدئي، في ما يتعلق باللاجئين السوريين على أراضيها، حيث تطلب أوروبا تأمين المبلغ على مدى عامين، بينما تطلب أنقرة سداده سنويًا.

إعادة قبول المهاجرين
وطالب الاتفاق تركيا، بإعادة قبول المهاجريين الذين وصلوا إلى أوروبا عبرها، ولا يحتاجون "حماية دولية"، وذلك في إطار مشروع القرار المشترك، الذي اعتُمد في 15 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.

كلام داود أوغلو
وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أبدى استعداد بلاده للتعاون مع الاتحاد الأوروبي، وتقديم ما بوسعها من الدعم، لحل كل الأزمات التي تعانيها القارة، وليس أزمة اللاجئين فحسب. وأشار داود أوغلو، في كلمة له خلال افتتاح القمة، الى أن تركيا تريد أن تكون عضوًا في الاتحاد، مؤكدًا أنها "ستقدم دائمًا المساهمات الإيجابية لأوروبا، وإنجازاتها".

وأوضح أن لدى تركيا ديمقراطية ديناميكية، وبرلمانًا قويًا، وحكومة فعّالة ونشطة، ستدير البلاد على مدار الأعوام الأربعة المقبلة. ولفت داود أوغلو إلى أن المطار الثالث، الذي يتم إنشاؤه في مدينة إسطنبول، سيكون أحد أكبر المطارات في العالم، بقدرة استيعابية تصل إلى 150 مليون مسافر سنويًا، مشيرًا الى أن هذا الأمر وحده دليل على قوة الاقتصاد التركي وحيويته.

&