يُشكل الرئيس الكازاخستاني مثالًا حيًا على القدرة على اجتراح الحلول وصناعة المستحيل، فقد استطاع أن يترك بصمة واضحة في بلاده، وأن يرتقي بها إلى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة، رغم وضعها السياسي والجغرافي المعُقّد، وفي هذا السياق، طرح الرجل خطة لمواجهة الإرهاب، تقوم على إحداث تغيير جذري في قواعد السلوك العالمي.

&جواد الصايغ: طالب الرئيس الكازاخستاني، نور سلطان نزارباييف "قادة العالم والأمم المتحدة باتخاذ تدابير ملموسة لوضع حدٍ للممارسات الوحشية لإرهابيي تنظيم داعش"، مؤكدًا أن المشاكل الاقتصادية تُثير "الظواهر السلبية في العالم، بما في ذلك الإرهاب".
&
وفي خطاب له أمام الأمم المتحدة، قال نزارباييف: "إنه يتعين على العالم إحداث تغيير جذري في قواعد السلوك العالمي وتوحيد الجهود ضد التهديد المتمثل بالارهاب، والذي أصبح على نطاق عالمي اليوم"، مشيرًا إلى أن "إنشاء شبكة عالمية موحدة لمواجهة ووضع حد للتطرف والإرهاب المستشري في العالم، قد يعتبر امرًا مستحيلًا للوهلة الأولى، ولكن يجب على زعماء العالم ان يقوموا بهذه الإجراءات".
&
مُقترحات
&
إلى ذلك، أكد الرئيس الكازاخستاني أن الأزمات التي حدثت &في السنوات الماضية أظهرت عدم جدوى السياسة الانعزالية، مقترحًا قواعد جديدة أكثر فعالية لمنع تكرار الازمات مستقبلًا، كتوحيد العملات، وإيجاد تمثيل أوسع في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، مؤكدًا "ان هذه التدابير تساعد على معالجة الخطر الرئيس والحروب المستدامة، والتي توّلد الهجرة والإرهاب والفوضى".
&
هذا ويعتبر مراقبون بأن كازاخستان تُشكل نموذجًا للإصلاحات التي اقترحها نزارباييف، وذلك بسبب تمّكن السلطات من تثبيت الإستقرار رغم الظروف المحيطة، كمجاورتها لأفغانستان، والتي تُشكل الأوضاع فيها أحد المصادر الرئيسة لعدم الاستقرار في آسيا الوسطى، مؤكدين أنها تُعتبر مثالًا لعالم مُصغّر، ولا سيّما أنها أول دولة في التاريخ تخلّت طوعًا عن رابع أكبر ترسانة نووية في العالم.
&
دولة رائدة
&
وتختلف أوضاع كازاخستان عما كانت عليه قبل عقدين، فهي اليوم دولة رائدة بين بلدان رابطة الدول المستقلة في منظمة دولية أورو- آسيوية، مكوّنة من 12 جمهورية سوفياتية سابقة، لا سيّما لجهة الازدهار والقدرة على المنافسة، كما ان زعماء البلاد تعهدوا بعدم الاكتفاء بما تحقق، وأعربوا عن تصميمهم على مواصلة السعي للوصول إلى مستويات غير مسبوقة، تخولهم، بحلول عام 2050، لدخول مجموعة أكثر 30 بلدًا متطورًا في العالم.
&
وفي هذا الإطار، وصف وزير التنمية الاقتصادية الروسية الأسبق، جيرمان غريف، الذي يرأس واحدًا من أكبر البنوك في العالم، الخطة الإقتصادية التي يشرف عليها نزارباييف، وتُعرف بـ "مئة خطوة ملموسة"، بأنها "واحدة من أفضل الخطط التي إطلع عليها في حياته"، وأضاف: "بعد &تنفيذ 50 خطوة، أصبحت كازاخستان دولة مختلفة".
&
يُذكر بأن كازاخستان، التي نالت استقلالها بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، تشترك في الحدود مع أفغانستان الملتهبة، وتضم أكثر من اربعين اثنية، معظمها ينتمي الى الاسلام، وقد ساهم حكم الرئيس نزارباييف في نقل البلاد عبر خطوات كبيرة نحو التحديث والرخاء، في ظل استقرار مُستدام.