أكد لواء في الجيش السوري الحر أن الولايات المتحدة تمنع تغيير موازين الصراع ضد الأسد وترفض تزويد المقاتلين المعارضين بالأسلحة التي يطلبونها وأوضح أن هدفها الحالي هو فقط دفعه إلى الجلوس على مائدة المفاوضات موضحًا أن التدخل السوري أضاف قوة للنظام لكنه لم يحقق اهدافه في ردع المقاومة وقال إن غارات موسكو لا تستهدف داعش مشددا على ان قرار تنحي الأسد لم يعد بيده وانما بيد الروس والإيرانيين.

لندن: دعا اللواء السوري المنشق محمد حسين الحاج علي مدير اكاديمية الدفاع الوطني في سوريا سابقا والمنسق العام لتشكيلات الجيش الحر في حديث مع "إيلاف" القوى السورية المشاركة في مؤتمر المعارضة المنتظر في السعودية الى توحيد كلمتها من خلال برنامج مشترك متوافق عليه لتخرج من المؤتمر بنتائج تصب في مصلحة قضية الشعب السوري.

وفي ما يلي نص الحوار مع اللواء علي:

*ما هو وضع الجيش الحر حاليا بعد تطورات السنوات الثلاث الاخيرة التي شهدت دخول منظمات مسلحة اخرى الى الساحة السورية.. وما هي مناطق وجوده وعديد عناصره؟

- الجيش الحر متواجد في جميع المناطق بدءا من الساحل السوري الى ادلب وحمص ودمشق ودرعا والقنيطرة وبتوزيع غير متساوٍ وانما بحسب متطلبات كل منطقة.. وهو الذي يقاتل وكذلك جبهة النصرة ضد النظام لكن عدد مسلحيها لا يشكلون الا نسبة تتراوح بين 3و5 بالمائة من عديد الجيش الحر البالغ حوالى 100 الف مقاتل يزيد عددهم في حالة الاستنفار لان هناك مسلحين للجيش غير منتظمين في تشكيلاته لكنهم يحملون السلاح في حال وجود ضغط على احدى الجبهات.

*هل انتم مستعدون لقتال داعش كما تقاتلون النظام كما يطلب الاميركان منكم.. وهل يؤثر ذلك على تفرغكم لمواجهة قوات النظلم؟

- الخطأ الاميركي الذي ارتكبوه انهم يريدون مقاتلين مرتزقة بتوجيه منهم ويقاتلون لحسابهم لكن الفرق بيننا وبينهم اننا نعمل لمشروع وطني ونقاتل داعش وهم يريدون منا ان نقاتل داعش ثم النظام ولكننا اعترضنا على ذلك ولذلك لم يتطوع لديهم سوى عدد محدود لايتجاوز الخمسين فردا دخلوا الى الاراضي السورية لكنهم سرعان ما تشتتوا وانتهوا لكن الاميركيين لم يفهموا هذا الامر رغم رسائلنا اليهم عبر وسطاء افهمناهم خلالها اننا جاهزون لقتال داعش والنظام معا واذا كانوا مستعدين للعمل بهذا الاتجاه سنضع ايدينا بايديهم لكنهم لم يردوا علينا.. وتصوري انهم لايريدون تغيير معادلة الصراع ضد النظام على الارض فهم يريدون توازنا لهذا الصراع ولايسعون إلى تغييره ليبقى القتل سيد الموقف في سوريا.

*ما هو نوع العلاقة بين الجيش الحر والفصائل المسلحة الاخرى وخاصة داعش والنصرة؟&

- لدينا عداء كامل مع داعش ونحن نقاتل هذا التنظيم ولا يوجد اي تعاون بيننا وانما حرب قائمة على كل الجبهات ابتداء من درعا وصولا الى حلب.. اما النصرة فنحن نختلف معهم في النهج الفكري لكن نتفق معهم في الاداء القتالي الذي يزيد الضغط على النظام.. لنا مصلحة ان يكونوا رافدا قويا لمقاتلة النظام.. هم يطرحون مشروعا لدولة اسلامية هو مشروع القاعدة وهذا يتناقض مع مشروعنا السوري الوطني.. لكنهم يستفيدون من الجيش الحر كبيئة حاضنة ونحن ايضا نستفيد منهم كمقاتلين اشداء اصحاب عقيدة ومن هنا فنحن متفقون مع النصرة على مقاتلة النظام رغم ان مشروعهم اممي ومشروعنا سوري وطني ولذلك نحن متصادمون فكريا. عناصر النصرة غالبيتهم العظمى من السوريين المعتدلين الوطنيين لكن اجرام النظام وجرائمه البشعة والاصطفاف الطائفي والمذهبي المقيت ادى بالمقابل الى ردود افعال مقابلة ما دفع الكثيرين منهم الى التطرف فاتجهوا الى بيئة تلبي طموحاتهم الجديدة فاحتضنتهم النصرة ولكننا نعتقد انه متى ما سقط النظام فإن هؤلاء سيتحولون الى الاتجاه الوطني السوري.

*إلى أي مدى ترى هناك هيمنة أو تأثيرا تركيا او قطريا على الجيش الحر باعتبارهما من الداعمين له؟

- هي ليست هيمنة بشكلها المعروف وانما الامر ان دولة تدعمنا وتسهل تحركاتنا فمن الواجب الطبيعي ان يكون رد فعلنا ايجابيا تجاهها لان اي قوة تمد يدها إلينا بالمساعدة والتعاون معنا فمن الطبيعي ان نحترمها.. ولايكون هذا على شكل هيمنة ولكن يمكن ان نسميه تأثيرا. لايوجد شيء مطلق ولكن هناك توافق مصالح غير انه ليس بالشكل الذي يؤثر في منهج العمل الوطني.. نعم هناك تأثير ليس قطريا وتركيا فحسب وانما سعودي واماراتي واردني ايضا لان عددا منها يدعم بعض الفصائل المقاتلة ماديا والبعض تسليحيا والاخر لوجستيا.

*طلبتم من الداعمين للثورة السورية اسلحة متطورة وخاصة مضادات الطائرات.. ماذا وصلكم منها ومن تعاون معكم ومن رفض هذا الطلب؟

- موضوع الاسلحة مرتبط بغرفتي سيطرة دولية احداها في الجنوب والاخرى في الشمال تتشكل من مكاتب عمليات تضم في الجنوب ممثلين لدول غربية منها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وايطاليا وعربية مثل السعودية وقطر والامارات والاردن.. وفي الشمال يضاف اليهم تركيا.. وهذه الغرف تسيطر على نوعية وكميات الاسلحة التي قد تغير من طبيعة الصراع القائم ولذلك هم يرسلون قوائم بأسلحة معينة وكمياتها الى هذا الفصيل واخرى لفصيل غيره وهكذا.. والهدف من ذلك هو استمرار القتال فهم مثلا رفضوا طلبا تقدمنا به منذ ثلاث سنوات لتزويدنا بصواريخ مضادة للطائرات.

*في بداية الاعلان عن تشكيل الجيش الحر كانت الامال كلها معلقة عليه في انجاز اهداف الثورة وازاحة نظام الأسد.. لكن هذه الامال تراجعت الان.. لماذا؟

- نعم السبب في ذلك هو وجود قرار دولي بعدم السماح بإنشاء جيش للمعارضة يكون ندا لجيش النظام وبالتالي اضعاف الجيش الحر ومنع اقامة اي عمل عسكري مؤسسي وانما ترك الامور للجماعات المسلحة منفردة بعيدا عن التنظيم فلم يتم دعم العمل العسكري الجامع المنظم بهيكلية الجيوش المعروفة..ولذلك شكلوا قبل سنوات هيئة للاركان انيطت بها مهمة ايصال السلاح للجماعات المقاتلة منفردة حيث انه كانت تأتي الاسلحة ومعها قائمة بكميات الاسلحة ونوعيتها التي تسلم الى هذا الفصيل او ذاك.. لكن هذه الهيئة تم حلها لأنها لم تكن في الحقيقة الا عبارة عن امانة مستودع للاسلحة مكلف بتوزيع الاسلحة فقط. وهم مستمرون بهذا المخطط لان الهدف بالنسبة للغرب خاصة ليس انتصار الارادة السورية وانما ارغام النظام على الجلوس الى مائدة مفاوضات مباشرة مع المعارضة بأمل تنحي رئيس النظام بشار الأسد لكن هذا الهدف يبدو ضبابيا لحد الان لانه بعد التدخل الروسي وتوسع التدخل الإيراني والمجاميع المسلحة الاخرى من دول عدة فإن هدف موسكو وطهران هو الان تغيير معادلة المواجهة لصالح النظام. فتركيا كانت على وشك اقامة منطقة امنة في شمال سوريا فتدخل الروس لمنع اقامتها.. هناك صراع دولي على الاراضي السورية والسوريون الان آخر من يؤخذ برأيهم او يستشارون حول قضيتهم او يقررون في امورهم.

*إلى أي مدى اثر القصف الروسي بعد شهرين من بدايته في موازين القوى العسكرية على الارض.. وهل تستهدف الغارات داعش ام الفصائل الاخرى ومن بينها الجيش الحر؟&

- التدخل السوري شكل اضافة عسكرية للقوات الداعمة للنظام خاصة وان موسكو تمتلك طيرانا متطورا لكن شجاعة المقاتلين وتضحياتهم في الجيش الحر اضعفت التوقعات الروسية كثيرا.. ثم انهم عولوا على تغطية الجو ويكون بقايا جيش النظام والميليشيات على الارض لكنهم لم يحققوا اهدافهم.. وهنا يجب ان نذكر ان الطيران الروسي لا يستهدف تنظيم داعش وقصفهم له خلال الشهرين الماضيين لم يتعد نسبة 8 بالمائة من مجموع قصفهم الجيش الحر والفصائل المعارضة المسلحة.

*من المنتظر ان تحتضن السعودية قريبا مؤتمرا للمعارضة السورية.. ما المطلوب برأيك من المملكة ومن قوى المعارضة لإنجاحه؟

- مطلوب من السعودية ان تجمع المعارضة السورية من خلال ايجاد بيئة مناسبة للتفاهم وتوحيد الرؤى السياسية والعسكرية حتى تستطيع الاستعداد لاستحقاقات المرحلة المقبلة سواء كانت سياسية او تفاوضية. اما بالنسبة للمعارضة فمطلوب منها توحيد كلمتها ورؤاها من خلال برنامج مشترك متوافق عليه وهي فعلا بدأت تجهيز دراسات في هذا المجال ستناقشها&وتتخذ فيها قرارات.

*هل تعتقد ان قرار تنحي بشار عن السلطة ما زال بيده ام برهن القوى الخارجية التي دخلت لسوريا لدعمه وقدمت خسائر كبيرة مثل إيران وروسيا؟

- منذ عام 2013 لم يعد بشار صاحب السلطة الحقيقية في سوريا.. فاصحاب السلطة هم إيران وميليشياتها الموجودة على الارض السورية.. والذين قاتلوا النظام توزعوا المناطق في ما بينهم فلم يعد هو صاحب القرار في البلد.. وبعد تدخل روسيا ايضا فإنها اصبحت تشارك في قرار تحديد مصير الأسد الذي هو الان مجرد منفذ لسياسات إيران وروسيا في سوريا التي كان يحكمها.

*بعد سنوات الدم والخراب الذي عم سوريا وما زال مستمرا.. هل انت كمقاتل ومعارض عسكري ولديك اتصالاتك الداخلية والدولية متفائل ام متشائم بالنسبة إلى مستقبل الثورة السورية؟

- انا متفائل.. لانه ليس هناك شعب ثار ثم هزم فالشعوب لاتهزم رغم الثمن الغالي الذي يدفعه السوريون الان.. النظام ورغم وجوده في السلطة الا انه في الحقيقة قد سقط في بداية الثورة بمجرد ما انتفض الشعب ضده وكان عليه ان يرحل لكنه رفض ذلك فلم يبق امام الشعب غير إزاحته بالقوة رغم التكاليف العالية حيث تخربت سوريا بسبب عناد النظام وتمسكه بالحكم لان الكرسي هو للعائلة وان سوريا من الاملاك الشخصية لعائلة الأسد ولايجوز المساس بها كما يعتقد.. فالشعب ثار ولايمكن ان يتراجع بوجود بشار خاصة بعد هذا الدم والانتهاكات الجسيمة لأخلاقيات الشعب السوري وتكوينه حيث حصل هناك انقسام عمودي في المجتمع وهذه مسألة خطيرة.
&