أكد العاهل المغربي في كلمته أمام مؤتمر الأمم المتحدة حول التغيّرات المناخية (كوب 21)، أن القارة الأفريقية تستحق اهتمامًا خاصًا، "فهي قارة بدأت تستفيق في كل مناطقها، وتستكشف ذاتها وتكتسب الثقة في نفسها. إنها قارة المستقبل، وعلى أرضها سيحسم مصير كوكبنا".


محمد بن يحيى من الرباط: عدّ عاهل المغرب الملك&محمد السادس مؤتمر الأمم المتحدة حول التغيّرات المناخية (كوب 21)، الذي انطلقت أعماله الاثنين في باريس، بأنه يشكل فرصة لتطوير آلية قانونية شاملة وعملية ومتوازنة وكونية، تمكن من الحفاظ على ارتفاع حرارة الأرض دون مستوى درجتين مئويتين، والتطلع نحو اقتصاد خالٍ من الكربون.

وقال ملك المغرب، في خطاب تلاه نيابة عنه شقيقه الأمير مولاي رشيد، بحضور الملك محمد، نظرًا إلى إصابته بوعكة أفقدته صوته، إنه أضحى من الضروري التوصل إلى إجماع دولي حقيقي وشامل بشأن ذلك، مشيرًا إلى أن هذا الإجماع لن يتحقق إلا بدعم الانخراط الفعلي للدول النامية، في كل تحركاتها لفائدة المناخ.

وكان بيان رسمي صدر ليلة الأحد عن الديوان الملكي قد ذكر أن الملك محمد السادس، ونظرًا إلى استمرار فقدان الصوت الذي أصيب به، كلف الأمير مولاي رشيد بتلاوة خطابه خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.

وأضاف البيان أن تلاوة الخطاب الملكي ستتم بحضور الملك محمّد السادس داخل القاعة المحتضنة لأشغال المؤتمر. يذكر أن العاهل المغربي توجه الى فرنسا، قبل أسبوعين، من أجل قضاء جزء من فترة نقاهة طبية، وذلك بعدما اشتدت عليه نزلة البرد الحادة التي ألمّت به أثناء زيارته، في بدايات الشهر الجاري، لمدينة العيون كبرى مدن الصحراء.

وكان الطبيب الخاص للملك قد أوصاه بتعليق جميع أنشطته، التي كان مقررًا أن يقوم بها في الصحراء، لفترة تتراوح بين 10 و15 يومًا، مضيفًا أنه "خلال الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى الهند أصيب بإنفلونزا حادة، تضاعفت خلال زيارته لمدينة العيون".

ونبه الملك محمد السادس في خطابه إلى أن التهديد صار عالميًا، بحيث لا يمكن لأي بلد ولا لأي منطقة ولا قارة الإفلات من آثار التغيّرات المناخية. وقال" إن زمن الشك والريبة قد ولى، ولم يعد هناك مجال لمبررات ترتبط بأولويات كاذبة، قد تعتذر بها المجموعة الدولية، التي أدارت ظهرها طويلاً لمصير ومستقبل أطفالها".

في سياق ذلك، ذكر ملك المغرب بالاستراتيجية التي أطلقتها المملكة المغربية، منذ أكثر من نصف قرن، مشيرًا إلى سياسة السدود، كاختيار رائد يعكس بعد النظر، الذي نهجه والده الراحل الملك الحسن الثاني، منذ مطلع عقد الستينيات من القرن الماضي.

وأضاف: "ووعيًا منا بأهمية هذا المكسب الهيكلي والمحوري بالنسبة إلى مستقبل المغرب، فقد حرصنا على تعزيزه. وهو ما مكن المملكة المغربية من التوفر على 140 من السدود الكبرى المصنفة، تم إنشاء ثلثها تقريبًا خلال الخمس عشرة سنة الماضية".

وفي مجال الصيد البحري، قال الملك محمد السادس إن بلاده اعتمدت سياسة تحافظ على ثرواتها السمكية ودافعت عنها، رغم كل الصعوبات، التي واجهتها في مفاوضاتها مع شركائها. وأضاف أن بلاده، ومنذ لقاء ريو دي جانيرو سنة 1992، الذي دق ناقوس الخطر بالنسبة إلى قضية المناخ، انخرطت وبكل حزم، من خلال سياستها الإرادوية للتنمية المستدامة وحماية البيئة، في الجهود الشاملة التي يبذلها المجتمع الدولي، وذلك عبر مجموعة من الاصلاحات الدستورية والتشريعية والمؤسساتية والتنظيمية، معتبرًا الميثاق الوطني للبيئة، ومخطط المغرب الأخضر، ومخطط الاستثمار الأخضر، ومنع المواد المعدلة جينيًا، والقانون المعتمد اخيرا حول النفايات البلاستيكية، تعبيراً&عن هذه التعبئة وهذا الالتزام، علاوة على أن المملكة المغربية، وفي إطار الرؤية نفسها&التي تعطي الأولوية للمدى البعيد، أصبحت، في الآونة الأخيرة، أحد أهم الفاعلين في مجال الانتقال الطاقي في العالم، وفي القارة الأفريقية بصفة خاصة.

وقال الملك محمد السادس إن المساهمة المرتقبة والمحددة للمغرب في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغيّرات المناخية تؤكد هذه المقاربة الريادية للمملكة المغربية، من حيث طبيعتها الطموحة والملموسة، مضيفًا أنه، انطلاقًا من هذا الالتزام، الذي لا رجعة فيه، يتقدم المغرب اليوم بترشيحه لاستضافة المؤتمر 22 حول التغيّرات المناخية، في مدينة مراكش، سنة 2016.

من جهة أخرى، أكد العاهل المغربي أن القارة الأفريقية تستحق اهتمامًا خاصًا، "فهي قارة بدأت تستفيق في كل مناطقها، وتستكشف ذاتها وتكتسب الثقة في نفسها. إنها قارة المستقبل، وعلى أرضها سيحسم مصير كوكبنا".

وشدد العاهل المغربي على ضرورة تشجيع نقل التكنولوجيا وتعبئة الموارد المالية، خاصة لفائدة الدول النامية، لما لهما من أهمية بالغة، مع الأخذ&في الاعتبار ضرورة تفادي وضع هذه الدول أمام الاختيار بين تطوير اقتصاداتها، وحماية البيئة.

وخلص الملك محمد السادس الى القول إن مؤتمر باريس والمؤتمر الذي يقترح المغرب احتضانه في مدينة مراكش في العام المقبل&"هما أولًا وقبل كل شيء، قمتان من أجل المستقبل، الذي من واجبنا ومن مسؤوليتنا أن نتركه لأطفالنا".

&


آخر مستجدات قمة المناخ المنعقدة في باريس

طرح مليون نسخة من طابع البريد الفرنسي عن مؤتمر المناخ
مؤتمر المناخ في باريس ينهي اليوم جولة أعماله الأولى
مفاوضو "المناخ" يحاولون تسريع وتيرة المحادثات
الرئاسة ترد بغضب على منتقدي أداء معصوم في قمة المناخ

مؤتمر المناخ في باريس يناقش المسائل الصعبة الأربعاء

حظر التظاهر في محيط لوبورجيه وعلى الشانزيليزيه
العالم أمام الفرصة الأخيرة للتحرك بشأن تغيّر المناخ

مؤتمر المناخ يدخل في صلب الموضوع مع بدء المفاوضات

&لقاء بوتين - أوباما: سوريا وأوكرانيا من جديد
&
&(كوب 21) الباريسية: اتفاق عالمي حول تغيّر المناخ
&
&لا لقاء بين بوتين وإردوغان على هامش قمة المناخ
&
&فابيوس: التعاون مع الجيش السوري ممكن بعد رحيل الأسد
&
&قادة الدول يشهدون افتتاح أكبر مؤتمر للمناخ في باريس
&
&الاختلال المناخي عامل مسبب لتفاقم النزاعات
&
&20 دولة ستتعهد مضاعفة استثماراتها في الطاقة النظيفة
&
&
&
&السيسي يُمثّل افريقيا في قمة المناخ
&
&باريس: سلسلة بشرية تندد ب "حالة الطوارىء المناخية"
&
&المصادر الرئيسية لانبعاثات الغازات الدفيئة
&
&مؤتمر الأمم المتحدة في باريس حول المناخ في أرقام
&
&تعبئة في سيدني ولندن قبل المؤتمر العالمي حول المناخ
&
&احتجاجات لدفع قادة العالم الى تجنب كارثة مناخية
&
&البلدان النفطية عالقة بين المصالح والمناخ
&

&

&