وجّه العسكريون المخطوفون في أول ظهور لهم في موكب تابع لـ"النصرة" الشكر إلى "أبو مالك التلي" و"أبو طاقية"، وأعربوا عن فرحتهم بتحريرهم، متمنين إطلاق سراح العسكريين المخطوفين لدى داعش. وأكدوا أن المعاملة التي تلقوها خلال 16 شهرًا كانت جيدة، آملين أن تتم إعادة النازحين إلى منازلهم، وأن تؤمّن لهم المساعدات الغذائية.


إيلاف - متابعة: افرجت جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، الثلاثاء عن 16 عسكريا لبنانيا كانوا مخطوفين لديها منذ اكثر من عام بموجب صفقة تبادل شملت اطلاق السلطات اللبنانية سراح عدد من المساجين وتقديم مساعدات انسانية.

وبثت قناتا الجزيرة القطرية وأم تي في اللبنانية صورا عن وصول العسكريون الـ16 داخل سيارات تابعة للصليب الاحمر الدولي الى حاجز للجيش اللبناني في منطقة جرود عرسال في شرق لبنان.

وأفرجت جبهة "النصرة" عن 16 جنديًا لبنانيًا كانوا مخطوفين لديها، وقد تم تسليمهم إلى الصليب الاحمر اللبناني، وذلك ضمن صفقة التبادل التي تم عقدها بين الدولة اللبنانية ممثلة في الامن العام اللبناني وجبهة النصرة. وذلك بعدما وصلت سيارة تابعة الصليب الأحمر تقلّ النسوة السجينات اللواتي كن في السجون اللبنانية الى نقطة التبادل بوادي حميد، وسيتم التاكد من كل واحدة منهن عن المكان الذي يرغبن في الانتقال اليه.

يستعد عناصر الامن العام والصليب الاحمر لتسليم السجناء الإسلاميين الى جبهة النصرة، حيث يتمّ تحميل السجناء المشمولين ضمن الصفقة داخل سيارات الصليب الأحمر للانتقال إلى نقطة التبادل مع "النصرة".

وكان المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم اكد في وقت سابق&أن الإشارة الأولى لبدء تنفيذ اتفاقية تبادل بين جبهة النصرة والدولة اللبنانية انطلقت، وكانت النصرة سلمت اليوم جثمان عسكري لبناني أعدمته في العام الماضي، وأشارت أنباء إعلامية إلى أنه جرى فتح ممر لمصابي "الجهاديين" لتيسير انتقالهم من جرود عرسال إلى عرسال لتلقي العلاج.

وتحدثت قناة "الجزيرة" عن وصول سيارة للصليب الاحمر الى النقطة التي تسيطر عليها جبهة النصرة في جرود عرسال فيها 10 سجناء قرروا البقاء داخل عرسال، وتعمل النصرة على سؤال السجناء المطلق سراحهم على الوجهة التي ينوون التوجه اليها. وذكرت انه لن يتم اطلاق سراح الجنود قبل التأكد من وجهة كل السجناء.

كما افادت "الجزيرة" عن نقل الجنود اللبنانيين المخطوفين إلى مكان قريب انتظارا لإكتمال صفقة التبادل، بعد بدء تساقط الامطار. أما سجى الدليمي، طليقة ابو بكر البغدادي، فقالت في تصريح لها بعد اطلاق سراحها ضمن عملية تبادل العسكريين المخطوفين، انها تريد العودة الى بيروت، ومن ثم الانتقال الى تركيا بعد تسوية اوراقها، ولفتت الى ان اخاها ينتمي الى جبهة النصرة، واوضحت انها طليقة البغدادي منذ 7 سنوات.

وبدأ أهالي العسكريين المخطوفين اللبنانيين يحتفلون في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت ببدء إنجاز صفقة التبادل. وأعلن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم في وقت سابق&في حديث لقناة "NBN" اللبنانية ان الامور تأخذ مجراها المتفق عليه مع ساعات الفجر في اطار صفقة التبادل في ملف العسكريين، واوضح ان الاشارة الاولى لبدء تنفيذ الاتفاقية انطلقت. كما أفاد موقع "النشرة" الإخباري ان موكب الامن العام اللبناني وصل الى حاجز وادي حميد في جرود عرسال بانتظار الانطلاق الى نقطة التسلم والتسليم.
&
وافادت قناة "الجزيرة" القطرية عن انتشار عناصر مسلحة لجبهة "النصرة" في بلدة عرسال، وسط غياب عناصر الامن اللبناني. كما أوضحت الجزيرة أن الصفقة تشمل إطلاق 16 جنديًا لبنانيًا، مقابل 13 سجينًا، بينهم 5 نساء، واشارت إلى فتح ممر للمصابين من "الجهاديين" للانتقال من جرود عرسال الى عرسال لتلقي العلاج، وذلك ضمن صفقة تبادل العسكريين المخطوفين.

بنود الاتفاق
تلا ممثل مؤسسة "لايف" الناشط الحقوقي نبيل الحلبي الاتفاق الذي تم بين الدولة اللبنانية الممثلة في المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم والوساطة القطرية و"جبهة النصرة" في مسألة الافراج عن العسكريين. وبنود الاتفاق هي:
-& فتح ممر الزامي آمن بين مخيم اللاجئين وعرسال بشكل دائم، مما سيؤدي الى تخفيف عملية الاحتقان بين اللاجئين والقوى الامنية.
- تأمين اغاثة بشكل شهري الى اللاجئين في عرسال من خلال الهيئات الانسانية.
- اجلاء الجرحى المدنيين وتسهيل دخولهم الى مشافي عرسال، حيث سيتم الاطلاع على لائحة بأسماء الجرحى وتسوية اوضاعهم للمعالجة داخل الاراضي اللبنانية.
- تأمين المواد الطبية وتجهيز مشفى عرسال.
- جعل منطقة وادي حميد منطقة آمنة.
- متابعة الاوضاع الانسانية والقانونية للاجئين.
&
تسليم جثمان جندي
سلمت جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، الثلاثاء السلطات اللبنانية جثة جندي أعدمته في السنة الماضية، وكان محتجزًا لديها مع آخرين، كما اعلنت السلطات. وهذا التسليم يبدو الخطوة الاولى في مفاوضات معقدة، تفرج فيها جبهة النصرة عن 16 عنصرًا من الجيش اللبناني وقوى الامن تحتجزهم مقابل افراج لبنان عن سجناء وتسليمها مساعدة. من جهتها، اعلنت عائلة الضحية محمد حمية في تعليقها على عملية تبادل العسكريين المخطوفين، إن العائلة لن ترتاح الا عندما يسلم مصطفى الحجيري "ابو طاقية" نفسه، ومشكلتنا معه.

وقال الامن العام اللبناني في بيان "في إطار متابعة قضية العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة وبنتيجة المفاوضات، استلمت دورية من المديرية العامة للأمن العام والصليب الأحمر اللبناني جثة الجندي الشهيد محمد حمية، وسيصار إلى تسليمها إلى المراجع المعنية". وحمية كان احد الجنود اللبنانيين وعناصر قوى الامن الذين خطفتهم جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية من بلدة عرسال في شرق لبنان في اب/اغسطس 2014 بعدما عبر الجهاديون من سوريا.

واعلنت الحكومة اللبنانية وجبهة النصرة في ايلول/سبتمبر 2014 اعدام الجندي حمية. ووقعت في الثاني من آب/اغسطس 2014 معارك عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن داخل مخيمات للاجئين في بلدة عرسال استمرت اياما، وانتهت باخراج المسلحين من البلدة، لكنهم اقتادوا معهم عددًا من عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي.

وقتل الخاطفون اربعة من الرهائن، ولا يزالون يحتفظون بـ25 منهم، 16 لدى جبهة النصرة، وتسعة لدى تنظيم الدولة الاسلامية. ونظمت جبهة النصرة مرات عدة لقاءات بين اهالي العسكريين وابنائهم في جرود القلمون السورية الحدودية مع عرسال، بينما لا يعرف شيء عن المحتجزين لدى تنظيم الدولة الاسلامية. والاحد، بدت صفقة التبادل على وشك الانتهاء مع دخول مواكب امنية عديدة الى عرسال وتشديد الاجراءات الامنية. لكن التسوية اصطدمت بعراقيل "في اللحظات الاخيرة"، بحسب ما ذكر مصدر امني لوكالة فرانس برس. وتعثرت في وقت سابق جولات عدة من التفاوض دخل على خطها مفاوضون قطريون. الا انها المرة الاولى التي تبدو الصفقة على وشك ان تتم.

&