أعلنت وزارة المياه والري الأردنية الثلاثاء عن طرح عطاء لتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع قناة تربط البحر الأحمر بالبحر الميت، الذي يتخوف خبراء من احتمال جفاف مياهه بحلول عام 2050، وبكلفة تقدر بحوالى تسعمئة مليون دولار.


إيلاف - متابعة: وقع ممثلون عن الاردن واسرائيل والسلطة الفلسطينية في العاشر من كانون الاول/ديسمبر 2013 في واشنطن بعد احد عشر عامًا من المفاوضات، اتفاقًا يرمي الى تحسين تقاسم الموارد المائية. وينص الاتفاق على اقامة نظام للضخ في خليج العقبة في اقصى شمال البحر الاحمر لجمع حوالى مئتي مليون متر مكعب من المياه سنويًا، ونقلها الى البحر الميت، وتحلية اجزاء أخرى من مياه البحر الاحمر وتوزيعها على الاطراف الثلاثة.

وقالت الوزارة في بيان "المرحلة الاولى من المشروع تتضمن انشاء مآخذ للمياه لسحب ما مقداره ثلاثمئة مليون (متر) مكعب في السنة من البحر الأحمر، وهي الكمية المطلوبة للمرحلة الاولى، وبطاقة اجمالية تصل الى سبعمئة مليون متر مكعب بالسنة لتزويد المراحل المستقبلية للمشروع".

واضاف البيان أن المشروع يتضمن "إنشاء محطة ضخ المأخذ على الشاطئ الشمالي للعقبة وخطوط المياه اللازمة، بحيث يتم إنشاء المبنى لاستيعاب كل المضخات التي ستلزم لضخ المياه لمراحل المشروع المستقبلية من ضمن أعمال المرحلة الأولى".

وسيتم المشروع على اساس "البناء والتشغيل ونقل الملكية (BOT) وعلى مدار 25 عامًا. وتقدر تكلفة المرحلة الاولى بحوالى تسعمئة مليون دولار أميركي". واوضحت الوزارة انه "سوف يتم استلام العروض من الشركات المؤهلة بداية العام 2016".

كما يتضمن المشروع انشاء خط مياه لنقل مياه البحر الأحمر الى محطة التنقية والتحلية بطول حوالى 23 كلم، و"إنشاء محطة تنقية وتحلية بطاقة إجمالية لانتاج 65-80 مليون متر مكعب بالسنة من المياه المحلاة مع امكانية التوسع مستقبلاً". كما يشمل امكان انشاء محطات لتوليد الطاقة في المستقبل.

ويلحظ المشروع ايضًا، بحسب البيان، خطًا بطول 210 كلم، "لنقل المياه المالحة الناتجة من التحلية ومياه البحر والبالغة حوالى مئتي مليون متر مكعب بالسنة الى البحر الميت".
وتعد المملكة من اكثر عشر دول في العالم افتقارًا للمياه. كما تعاني اسرائيل والاراضي الفلسطينية من شح في المياه. وهدفت المفاوضات المائية بين الاطراف الثلاثة ايضًا الى ايجاد السبل لتأخير جفاف المياه في البحر الميت& المغلق، والذي يتركز فيه الملح.

وتشير دراسة اجراها البنك الدولي مع الاطراف الثلاثة الى أن كلفة المشروع الكلية تقدر بحوالى احد عشر مليار دولار. ووقع الاردن واسرائيل في 26 شباط/فبراير الماضي اتفاقًا لتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع. وتعثر المشروع لسنوات طويلة نظرًا إلى جمود عملية السلام في المنطقة.

وبدأ جفاف البحر الميت في بداية الستينات بسبب الاستهلاك المكثف لنهر الاردن، وهو النهر الرئيس، الذي يصب في البحر الميت، وايضًا بسبب وجود العديد من حفر التبخير على شواطئه التي تستخدم لاستخراج المعادن الثمينة. وينخفض منسوبه مترًا واحدًا كل سنة.