بعد محاولات عدة لم تثمر عن أي نتائج، تمّت اليوم صفقة الإفراج عن الجنود اللبنانيين لدى جبهة النصرة بوساطة قطرية ودور محوري لوزير الصحة وائل أبو فاعور.

بيروت: أفرجت جبهة النصرة اليوم الثلاثاء عن 16 عسكريا لبنانيا كانوا مخطوفين لديها منذ اكثر من عام بموجب صفقة تبادل شملت اطلاق السلطات اللبنانية سراح عدد من المساجين وتقديم مساعدات انسانية.

وساطة قطرية

والصفقة التي تمت اليوم تكللت بالنجاح بعد وساطة قطرية وجهود وزير الصحة اللبناني وائل أبو فاعور الذي لعب دورا فاعلا داخل خلية الأزمة والوساطة مع النصرة.

واعلنت وزارة الخارجية القطرية بعد اتمام عملية التبادل الثلاثاء ان الوساطة القطرية "نجحت في إطلاق سراح 16 من الجنود اللبنانيين المختطفين (...) مقابل 25 أسيرا بينهم 17 امرأة وأطفالهم".

وتؤكد مصادر الامن العام اللبناني ان عدد السجناء الذين تم الافراج عنهم 13. بينما اوردت الخارجية القطرية رقم 25 الذي يلتقي مع لوائح اسماء نشرتها جبهة النصرة على حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي. وتقول الجبهة انها تسلمت 19 شخصا كانوا معتقلين في لبنان، وستة في منطقة التل شمال دمشق، ما يرجح ان هؤلاء كانوا معتقلين في سجون النظام السوري وشملتهم الصفقة.

علما أن النصرة تحصي ايضا بين الذين اطلق سراحهم في لبنان عددا من الاطفال كانوا مع امهاتهم في السجن، ولا تعدهم السلطات اللبنانية سجناء.

وبقي تسعة عسكريين لدى تنظيم داعش بانتظار خطوة مماثلة، فيما أكد المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم أن الدولة اللبنانية على استعداد لفتح باب التفاوض مع التنظيم للوصول إلى إطلاق سراح العسكريين.

بنود الاتفاق
&
الاتفاق الذي جرت عملية التبادل بناء عليه، تلاه الناشط الحقوقي نبيل الحلبي ممثلا مؤسسة "لايف" من منطقة التبادل والذي تضمن النقاط المعلنة التالية:
&
- فتح ممر إلزامي آمن بين مخيم اللاجئين وعرسال بشكل دائم، مما سيؤدي إلى تخفيف عملية الاحتقان بين اللاجئين والقوى الأمنية.
&
- تأمين إغاثة بشكل شهري إلى اللاجئين في عرسال من خلال الهيئات الإنسانية.
&
- إجلاء الجرحى المدنيين وتسهيل دخولهم إلى مشافي عرسال، حيث سيتم الاطلاع على لائحة بأسماء الجرحى وتسوية أوضاعهم للمعالجة داخل الأراضي اللبنانية.
&
- تأمين المواد الطبية وتجهيز مشفى عرسال.
&
- جعل منطقة وادي حميد منطقة آمنة.
&
- متابعة الأوضاع الإنسانية والقانونية للاجئين.

مأساة

وينهي الافراج عن العسكريين مأساة عائلات مستمرة منذ عام واربعة اشهر، في وقت لا يزال تنظيم الدولة الاسلامية يحتفظ بتسعة عسكريين لديه، ومصيرهم مجهول.

ووقعت في الثاني من آب/اغسطس 2014 معارك عنيفة بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن داخل مخيمات للاجئين في بلدة عرسال (شرق) الحدودية مع سوريا استمرت اياما. وانتهت باخراج المسلحين من البلدة، لكنهم اقتادوا معهم 29 من عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي، قتل الخاطفون اربعة منهم.

ولبلدة عرسال حدود طويلة مع منطقة القلمون السورية. وهي حدود غير مرسمة بوضوح، وعليها العديد من المعابر غير الشرعية التي كان يسلكها مقاتلون ولاجئون وناشطون قبل ان تتراجع الحركة اثر المواجهات بين جانبي الحدود، وسيطرة المسلحين وبينهم جبهة النصرة على المناطق المحاذية لعرسال.

وبين السجناء الذين اطلقت السلطات اللبنانية سراحهم سجى الدليمي وهي عراقية وزوجة سابقة لزعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابي بكر البغدادي، وقد اوقفت في نهاية العام 2014، وعلا العقيلي التي اوقفت في الفترة نفسها وهي زوجة احد قياديي جبهة النصرة، وجمانة حميد، وهي لبنانية من عرسال اوقفت في شباط/فبراير 2014 بينما كانت تقود سيارة مفخخة.

زغاريد ودموع

وفي وسط بيروت حيث يعتصم اهالي المخطوفين منذ نحو عام داخل خيم، امتزجت الزغاريد بالدموع مع ورود الخبر السعيد. وبدا التأثر واضحا على وجوه ذوي العسكريين، تزامنا مع حلقات دبكة وتوزيع حلوى في محيط الخيمة التي قصدها مهنئون ومسؤولون واعلاميون.
&