نصر المجالي: أعلنت مصر عن فوز شركة (كونترول ريسكس) البريطانية بعقد مع الحكومة لمراجعة الإجراءات وتقديم الاستشارات الأمنية في مطاراتها.

وفي مؤتمر صحافي عقد في القاهرة، أعلن وزير السياحة المصري هشام زعزوع أن هذا الاجراء يأتي في إطار سعي الحكومة لتوفير أعلى المعايير الامنية في المطارات.

ويأتي هذا القرار ذلك بعد أكثر من شهرين من حادث سقوط طائرة الركاب الروسية في سيناء حيث اعلن تنظيم ولاية سيناء مسؤوليته عن إسقاطها عبر زرع قنبلة يدوية الصنع داخل الطائرة. وتصر الحكومة المصرية على عدم وجود أدلة مؤكدة تفيد بتفجير الطائرة رغم تأكيد روسيا إسقاطها بقنبلة.

المخاطر الأمنية والسياسية

ووفق ما تقوله (كونترول ريسكس ـ Control Risks) على موقعها الإلكتروني، فإنها تعمل "مستشارا مستقلا للمخاطر، ومتخصصة في مساعدة المؤسسات على إدارة المخاطر السياسية والأمنية وتلك المتعلقة بالنزاهة في بيئات معقدة وتتسم بالعداء".

كما تؤكد أنها تقدم لعملائها استشارات استراتيجية وتحليلات لخبراء وبحوث معمقة وتعمل من خلال 36 مكتبا في مختلف دول العالم. وأثارت عدة جهات دولية ووسائل إعلام مخاوف من ترهل الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية ونصحت عدة دول مواطنيها بعدم زيارة شرم الشيخ خوفا من تردي الأوضاع الأمنية.

تراجع قطاع السياحة

وفي تصريحات لـ(بي بي سي) قال زعزوع إن عائدات قطاع السياحة خلال عام 2015 تراجعت بنسبة 20 في المائة عن العام السابق وبنسبة 60 في المائة عن عام 2010. وأوضح زعزوع أن التراجع حدث خلال الشهرين التاليين لسقوط الطائرة الروسية مؤكدا انه لم يتم بعد تحديد أي موعد لرفع الحظر عن رحلات الطيران الروسي والبريطاني الى شرم الشيخ.

وقال زعزوع إن الهدف من التعاقد مع الشركة البريطانية هو "وجود جهة محايدة لإصدار شهادة بأن إجراءات الامن المتبعة في المطارات المصرية على أعلى مستوى". وأكد أن الحركة السياحية الوافدة الى شرم الشيخ فقدت 70 في المائة من زخمها بين عشية وضحاها بوقوع حادث الطائرة الروسية.

فحص أمني

ومن جهته، قال وزير الطيران المصري محمد حسام كمال إن "جميع الدول التي طلبت القيام بفحص أمني للمطارات المصرية تم السماح لها وأعطيت حرية كاملة في ذلك".

وأضاف أن "عددا من الدول طلبت إجراءات أمنية أكبر من الإجراءات العادية في المطارات المصرية للسماح بعودة مواطنيهم واستجابت الحكومة المصرية لكن رغم ذلك لم تعد الحركة السياحية في المطارات المصرية كما كانت من قبل".

واعتبر كمال أن البدء بالمراجعات الامنية في مطاري القاهرة وشرم الشيخ يعود إلى انهما الأكثر استقبالا للسائحين في مصر.

مهمات كونترول ريسكس

ومن جانبه قال أندرياس كارلتون سميث، الرئيس التنفيذي لشركة (كونترول ريسكس) في منطقة& الشرق الأوسط وأفريقيا أن دور شركته يرتكز حول مراجعة العمليات والإجراءات الأمنية المتبعة حاليًا، وقياسها مع الممارسات الدولية ومعايير الحوكمة، "كما سنجري تقييمًا شاملًا وموضوعيًا مع اقتراح التوصيات المناسبة لتعزيز أمن المطارات".

وأضاف: "نتطلع قدمًا إلى التعاون مع كافة الإدارات المعنية وفرق الوفود الدولية التي تم إرسالها. وأشار سميث إلى أن الشركة تعمل في هذا المجال منذ 40 عامًا، وتعمل في 36 دولة عالمية منها الإمارات والسعودية وباكستان والعراق في منطقة الشرق الأوسط".&

وختم: "كما نتطلع إلى التعاون مع كل الإدارات المعنية وفرق الوفود الدولية التي تم إرسالها فعليًا لمصر".

جدل كبير

وإلى ذلك، فإن اختيار (كونترول ريسكس) لتأمين المطارات المصرية، يأتي وسط جدل كبير حول الدور المنوط بالشركة، وحساسيته في ما يتعلق بالأمن القومي للبلاد. ومن المقرر أن تبدأ الشركة عملها حاليًا بمطاري القاهرة وشرم الشيخ، على أن يمتد عملها بالمطارات الأخرى بالمرحلة الثانية لعملها.

وتشمل قائمة عملاء (كونترول ريسكس) الكثير من الشركات متعددة الجنسيات والحكومات والمنظمات غير الحكومية، بصفتها شركة عالمية مستقلة. وتقدم الشركة العالمية، الاستشارات الاستراتيجية الموضوعية للعملاء، وفق إطار عمل أخلاقي صارم، فضلًا على الالتزام بأرقى معايير المساءلة والنزاهة في العمل.