ثأر الأردن لمعاذ الكساسبة عاجلًا بإعدام ساجدة الريشاوي، وأكد تصميمه على ثأر آجل، يتمثل في تكثيف عملياته على داعش، واتخاذ إجراءات غير مسبوقة ضد أي تنظيم جهادي محلي يناصر الارهاب.


تغطية خاصة بـ "إيلاف": اعتاد الناس، عرباً وعجماً، على أن يروا سياف تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)، الملثم الطويل أسود الملابس ملثم الوجه عاقد الحاجبين، واقفًا فوق ضحيته. هنا ينتهي المشهد، ليسري خبر ذبح الرهينة الفلانية. صار هذا المشهد ممجوجًا حتى، بالرغم مما يثيره من أحقاد، دفينة ومتفجرة، على جماعة تتخذ من الاسلام ستارًا، لتنفذ جرائم تقشعر لها الأبدان.

الأردن: غارات مقاتلاتنا الخميس بداية الانتقام
دموع الملكة رانيا تأسر البريطانيين: أين إليزابيث؟
محمد بن زايد يعزي هاتفيا العاهل الأردني
هل يشارك عبدالله الثاني شخصيًا بغارات ضد داعش؟
العاهل السعودي: قتل الكساسبة مخالف للدين والانسانية
بريطانيا: الكساسبة دفع حياته ثمناً لحمايتنا جميعاً
الأزهر يدعو إلى صلب وتقطيع أيدي "إرهابيي داعش"

&

إلا أن صور إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيًا حتى الموت كانت أكثر من أن تتحمله البشرية اليوم، إذ شكلت في الذهن المسلم، قبل الغربي، نقلة من ذبح هو جريمة موصوفة إلى إحراق هو أشبه بالعقاب الذي يعد به الخالق المرتدين والكفار، وبذلك نقل داعش نفسه إلى المصاف الإلهية.

الأردن يصلّب موقفه ضد "داعش"
الأردن: ردّنا سيسمعه العالم كافة
داعش: حرق الكساسبة لا يخالف الشريعة أو الديمقراطية!
عائلة الطيار الأردني تحسبه "شهيدا عند الله"
الاردن يعدم ساجدة الريشاوي وزياد الكربولي

&الثأر العاجل

نزلت صور إحراق الكساسبة على الأردنيين كالصاعقة، فنالت من الحكومة قبل أن تصيب الشعب، فبادرت فورًا إلى إعدام ساجدة الريشاوي، التي كان داعش يفاوض على تخلية سبيلها مقابل أحد الرهينتين اليابانيتين، وإعدام زياد الكربولي، قاتل سائق الشاحنة الأردني في العام 2005، والمتهم مع الرياشوي بالتخطيط لأعمال إرهابية كبرى في المملكة الهاشمية.&

الأردن يتعهد بالثأر وإعدام وشيك للريشاوي والكربولي

رد الفعل الشعبي هلل للثأر الأردني، خصوصًا أنه ليس الثأر الوحيد الموعود، مع تأكيد الدكتور محمد المومني، وزير الدولة لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، أن رد الأردن سيكون "حازمًا ومزلزلًا وقويًا، وغضب الأردنيين سيزلزل صفوف تنظيم داعش الارهابي".

إلا أن مراقبين دوليين كان لهم رأي مغاير، إذ رأوا في إعدام الريشاوي والكربولي وضع دولة بحجم المملكة الأردنية في كفة ميزان واحدة مع تنظيم إرهابي وحشي، لذا رأوا أنه كان من الأفضل إبقاء الريشاوي وصحبها في غياهب السجن، خصوصًا أن سجنها يثير داعش أكثر من قتلها، طالما أنها كانت آتية أصلًا في مهمة إنتحارية.

تكثيف العمليات

إلى جانب الثأر بإعدام الريشاوي والكربولي، تتوسل المملكة الأردنية ثأرًا أكبر، بإعلانها فورًا تمسك عمان بموقفها من المشاركة في التحالف الدولي ضد داعش، بل بتعزيز هذه المشاركة.

تغطية خاصة: "داعش" يحرق معاذًا... والغضب يجتاح العالم
الأردن: ردنا سيكون حاسماً ومزلزلاً لداعش

ونقلت تقارير صحفية عن مسؤولين أردنيين تأكيدهم أن الحكومة الأردنية لن تتراجع أبدًا في حربها على الإرهاب، بل ستضاعف مشاركتها في عمليات التحالف الدولي ضد داعش، بالمشاركة الفاعلة في عمليات عسكرية نوعية، تستهدف قادة داعش في أماكن تواجدهم، كما ستتخذ إجراءات صارمة ضد كل من يحاول العبث بالأمن الأردني، موجهة هذا التهديد إلى كل جماعة جهادية أردنية، تفكر أن تتخذ جانب تنظيم داعش، فكرًا أو سياسة أو نهجًا.

وقالت مصادر سياسية أردنية أن عمان ستقرر إجراءات سياسية وأمنية غير مسبوقة في مسيرتها ضد داعش والتنظيمات المحلية المشابهة.

دان وزير الأوقاف الأردني هايل داود حرق الكساسبة، وقال: "الحرق لا يجوز في الإسلام، ورب العالمين عاتب نبيًا لأنه أحرق قرية من النمل، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال في حديث شريف (لا يُعذب بالنار إلا رب النار)".
&

"داعش" يحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيًا

&استنكار ديني

سارعت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، في تصريح على موقعها الرسمي، إلى إدانة إعدام الشهيد البطل معاذ الكساسبة، كما سمته، واصفة إعدامه بالعمل الإجرامي والسلوك الشائن، معلنة إدانتها لجميع أنواع الإرهاب الذي يستحل الدماء ويعتدي على كرامة الإسلام، ومشاركتها لعشيرة الكساسبة وعائلة الطيار والشعب الأردني هذا المصاب الجلل.

واستنكر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب العمل الإرهابي الذي أقدم عليه داعش الإرهابي الشيطاني من حرق الكساسبة، ووصف ذلك بـ"العمل الإرهابي الخسيس". وقال الطيب في بيان أصدره الأربعاء: "الإسلام حرم قتل النفس البشرية البريئة"، مستشهدًا بقول الله تعالى: "ولا تَقْتُلُوا النَّفس التي حَرّم اللّهُ إِلا بِالحق"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الإنسان بنيان الربِّ ملعون من هدمه".

الحرق حرام

ورفض علماء أزهريون استناد داعش في جريمة إحراق الكساسبة حيًا إلى قول ابن تيمية: "فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجرا لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع". وأجمعوا على أن الحرق محرم في جميع الأديان حتى للحيوان.

قادة عراقيون لعاهل الاردن: معكم بخندق واحد ضد الارهاب

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن العميد السابق لكلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر عبد الله النجار قوله: "إن استناد داعش الى قول ابن تيمية هو استناد باطل لأن هناك أقوالاً وضعت في التراث تناسب أزمنة وضعها، والأحكام الفقهية التي أطلقها ابن تيمية وافقت الزمان الذي وضعت له، حيث وضع في حالة حرب بين المسلمين والتتار، واستخدام البعض لها يحدث هزة للمجتمعات الإسلامية".

قادة عرب وغربيون يدينون جريمة قتل الطيار الأردني

&