فاجأ الاعلان عن تعبئة لتعزيز صفوف المتمردين الموالين لروسيا في دونيتسك شرق اوكرانيا السكان الذين باتت تتنازعهم مشاعر الريبة والقلق والحس الوطني.

&كييف: يقول الكسندر (28 عامًا)، الموظف لدى شركة نقل، "على الاغلب أنه خبر غير صحيح اطلقته جمهورية دونيتسك الشعبية (المعلنة من جانب واحد) لمجرد اثارة الاعلام الاوكراني"، ليعكس بذلك موقف هؤلاء الذين يرفضون تصديق صدور هكذا اعلان غير متوقع.
&
وفي المقابل، لم يتفاجأ آخرون باعلان التعبئة، اذ يعتبر فيكتور تيشتشينكو (41 عامًا) أن "الاحداث خلال الاشهر الاخيرة ادت الى حصول تلك التعبئة".&
&
ويبدو فيكتور مستعدًا للمشاركة، ويتساءل "لِم لا؟" فتلتفت اليه صديقته ايلينا بنظرة حزينة من دون أن تعطي رأيها في الموضوع.
&
ويبدو فيكتور واثقًا من أن المواطنين سيستجيبون للنداء ويشرح انه "سيشارك الكثير من الاشخاص على وقع القصف الذي يطال المدن والمنازل منذ ستة اشهر".
&
&ومن بين هؤلاء الذين سيلتزمون بالتعبئة الكسي وايفان، وهما مهندسان الكترونيان في الثلاثين من عمرهما. ويقول الكسي "طبيعي! يجب الدفاع عن الوطن"، ويبتسم ايفان مضيفًا: "جاهزون دائمًا".
&
وبالرغم من الحس الوطني الذي يجمعهما الا انهما لا يعتقدان اصلاً بامكانية تحقيق الهدف الذي اعلن عنه "رئيس جمهورية دونيتسك الانفصالية" الكسندر زخارتشنكو بتعبئة مئة الف مقاتل. ويسخر الشابان بالقول "انظروا حولكم. اين ستجدون هؤلاء"، مشيرين الى الشوارع الخالية حولهما.
&
وبالنسبة للعديد من سكان دونيتسك، معقل الانفصاليين، فإن الذهاب الى الحرب ليس بالامر السهل. ويشرح دانييل، الطالب في الـ24 من عمره، "عندما يحين الوقت سأفكر في الموضوع، ولكني لست عسكريًا". والقضية بالنسبة له تختصر في حلين اثنين "الذهاب الى الحرب أو مغادرة البلاد والذهاب الى روسيا".
&
من جهته يشرح فيتالي (24 عاماً)، مصمم المواقع الالكترونية، انه "يتم الاعلان عن ذلك قبل عشرة ايام، ونحن نعلم اننا بحاجة الى عشرة ايام على الاقل لتحضير كافة الاوراق المطلوبة للذهاب الى اوكرانيا (المناطق الواقعة تحت سيطرة كييف)، وبالنتيجة ليست هناك فرصة للفرار". ويؤكد أن "شعوره بأنه رهينة يزداد مع الوقت".
&
ويتابع فيتالي "المعارك تدور بشكل دائم، قد نموت في أي وقت او حتى الآن، من ثم يعلنون تعبئة يزعمون أنها تطوعية. انها تطوعية تحت نيران المدافع. اذا صح ذلك فليس هناك أي سبيل سوى الانتحار".
&
بدوره يرفض المحامي فياتشيسلاف (30 عامًا) المشاركة اذ يعتبر ما يحصل &مجرد "حرب بين الاشقاء". وهو لا يعتقد بأن للمواطنين شأناً في الامر. ويوضح "لدي اصدقاء من الموالين لروسيا وغيرهم يؤيدون اوكرانيا واستبعد ذهابهم الى الحرب. الاعلام يؤثر على النفوس. إن هذه الحرب ليست سوى قضية عسكريين واثرياء".
&
ويعلم كل من اوستاب غافريلياك (26 عامًا) وستانيسلاف ستوبا (23 عامًا) ما يعنيه التجنيد، فقد انضما الى الجيش الاوكراني في آب/اغسطس الماضي، وأسرا في 21 كانون الثاني/يناير اثناء معارك في مطار دونيتسك. وهما يتشاركان اليوم الغرفة ذاتها في المستشفى في دونيتسك بعدما فقدا ساقيهما.
&
ويندم الشابان على تركهما لحياتهما العادية للذهاب الى الحرب. ويعترف ستانيسلاف قائلاً "بصراحة لم ارغب يومًا بالذهاب الى الحرب"، فهو ترك دراساته للالتحاق بالجيش. ويتابع: "لكنّ هناك فرقاً كبيراً بين الرغبة والقدرة".