نفذ تنظيم "داعش" الإرهابي وعيده السابق بقتل الطيار الاردني معاذ الكساسبة الذي يحتجزه منذ 24 كانون الاول/ديسمبر، وخلفت الطريقة البشعة التي نفذ بها هذا التنظيم جريمته ردود فعل غاضبة وسخطًا تجاوز الأردن والمنطقة ليشمل العالم برمته. وفي ما يلي، تواكب "إيلاف" تداعيات جريمة "داعش" الجديدة لحظة بلحظة.


إيلاف: أظهر مقطع فيديو نشره تنظيم "داعش" يوم الثلاثاء تنفيذ الاعدام حرقًا في حق الطيار الأردني المحتجز لديه معاذ الكساسبة، وتعتذر "إيلاف" عن نشر صور أو مقاطع من الفيديو لبشاعته، فيما تعهد الأردن على الفور برد "مزلزل" على مقتل طياره.

وافاد مصدر امني اردني مسؤول وكالة "فرانس برس" الثلاثاء أن حكم الاعدام سينفذ فجر الاربعاء بالانتحارية العراقية ساجدة الريشاوي التي كان تنظيم الدولة الاسلامية طالب باطلاق سراحها مقابل رهينة ياباني، اضافة الى مدانين آخرين بالقيام بأعمال ارهابية.

واعلن التلفزيون الرسمي الاردني الثلاثاء أن العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني قطع زيارته للولايات المتحدة التي توجه اليها الاثنين، بعيد اعدام الطيار الاردني.

وقال الملك الاردني في رسالة بثها التلفزيون الرسمي مساء، "تلقينا بكل الحزن والأسى والغضب نبأ استشهاد الطيار الشهيد البطل معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش الإرهابي الجبان، تلك الزمرة المجرمة الضالة التي لا تمت لديننا الحنيف بأية صلة".

واللافت أنّ تنظيم "داعش" استجاب لرغبة بعض مناصريه ممن طالبوا بإحراق الطيار، ففي تغريدات سابقة رصدتها "إيلاف" لحسابات على تويتر وفايسبوك، تزعم الانتماء للتنظيم، عرض متشددون ما يشبه الاستفتاء على أنصارهم، وطالبوا بتقديم الطريقة "الأمثل" لاعدام الطيار الأسير، فكان من بين "المقترحات" التي تقدم بها متخفون وراء حسابات مستعارة، الاعدام حرقًا.

وتضمن الشريط الذي نشر على منتديات "الجهاديين" على شبكة الانترنت مشاهد مروعة للرجل الذي ألبس لباسًا برتقاليًا وقدِّم على انه الطيار، وهو محتجز في قفص كبير اسود، قبل ان يقوم رجل ملثم بلباس عسكري قدِّم على انه "امير احد القواطع التي قصفها التحالف الصليبي"، بغمس مشعل في مادة سائلة هي وقود على الارجح، واضرم النار فيها.

وتنتقل النار بسرعة نحو القفص حيث يشتعل الرجل في ثوانٍ، يتخبط أولا، ثم يسقط ارضًا على ركبتيه، قبل ان يهوى متفحمًا وسط كتلة من اللهيب.

وفي لقطات لاحقة، يمكن رؤية جرافة ضخمة ترمي كمية من الحجارة والتراب على القفص، فتنطفىء النار ويتحطم القفص، ولا يشاهد أي اثر لجثة الرجل.

وتم التقاط المشاهد وسط ركام انتشر بينه عدد من المسلحين الملثمين بلباس عسكري واحد.

كما يتضمن الشريط صورًا للطيار معاذ الكساسبة باللباس البرتقالي اياه وهو يجول بين الركام، قبل صور الحرق.

وقال صوت مسجل في بداية الشريط بعد بث صور للملك الاردني عبدالله الثاني متحدثًا عن الحرب على الارهاب، ان اعدام الطيار جاء ردًا على مشاركة الاردن في التحالف الدولي، واصفًا العاهل الاردني بـ"طاغوت الاردن".

وجاء في الشريط ان "الدولة الاسلامية" خصصت "مكافأة مالية قدرها مئة دينار ذهبي لمن يقتل طيارًا صليبيًا". واضاف أن "ديوان الامن العام اصدر قائمة باسماء الطيارين الاردنيين المشاركين في الحملة".

وينتهي الشريط بنشر صور واسماء يقول إنها لطيارين اردنيين، مع عناوين سكنهم، بحسب ما يدعي، وتحديد هذه العناوين على صور عبر الاقمار الصناعية.

وفوق كل صورة كتبت عبارة "مطلوب للقتل"، قبل بث لائحة طويلة من الاسماء والرتب العسكرية التي لا يمكن التحقق من صحتها.

وبعد وقت قصير من انتشار الشريط، بث التلفزيون الاردني الرسمي خبرًا عاجلاً اشار فيه الى أن الكساسبة "استشهد منذ الثالث من الشهر الماضي".

وردًا على اعلان قتل الطيار، قال وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام محمد المومني للتلفزيون الاردني "إن من كان يشكك بأن رد الاردن سيكون حازمًا ومزلزلاً وقويًا، فلسوف يأتيهم البرهان وسيعلمون أن غضب الاردنيين سيزلزل صفوفهم".

واضاف أن "من كان يشكك بوحشية تنظيم داعش الارهابي فهذا هو البرهان ومن كان يعتقد انهم يمثلون الاسلام السمح فهذا هو البرهان، ومن كان يشكك بوحدة الاردنيين في وجه هذا الشر فسنريهم البرهان".

بدورها، هددت القوات المسلحة الاردنية بالقصاص من قتلة الطيار.

وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة الاردنية العقيد ممدوح العامري في بيان تلاه على التلفزيون الرسمي إن "القوات المسلحة تؤكد أن دم الشهيد الطاهر لن يذهب هدرًا، وان قصاصها من طواغيت الارض الذين اغتالوا الشهيد معاذ الكساسبة ومن يشد على اياديهم سيكون انتقامًا بحجم مصيبة الاردنيين جميعًا".

على الصعيد العربي والدولي، تواترت ردود الفعل فور تأكيد الأردن لنبأ مقتل طياره، وتعاطف قادة العالم مع المملكة، وتعهدوا ببذل الجهد من أجل القضاء على الإرهاب، وأشادوا بشجاعة معاذ الكساسبة.

ويستقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما بعد ظهر الثلاثاء في البيت الابيض العاهل الاردني عبدالله الثاني بعد بضع ساعات من بث شريط فيديو اعدام الكساسبة.

وقالت الرئاسة الاميركية ان الاجتماع الذي تم الاعداد له في اللحظة الاخيرة سيعقد في المكتب البيضوي عند الساعة 18,00 (23,00 ت غ).

والتقى الملك الاردني في وقت سابق الثلاثاء وزير الخارجية جون كيري ونائب الرئيس جو بايدن الذي كرر "الدعم الكامل" الذي تقدمه الولايات المتحدة للاردن، مشيدًا بمشاركة هذا البلد في التحالف الدولي ضد الدولة الاسلامية.

يشار إلى أنّ الطائرة التي كان يقودها الكساسبة سقطت خلال غارة كان ينفذها في محافظة الرقة في شمال سوريا، وتم اسره على الاثر على ايدي التنظيم المتطرف.

وكان تنظيم الدولة الاسلامية تحدث عن احتمال الافراج عن الطيار الاردني في حال افرجت السلطات الاردنية عن ساجدة الريشاوي المعتقلة لديها لمشاركتها في عملية تفجير ثلاثة فنادق في عمان في 2005.

وأبدت عمان استعدادها للافراج عن الريشاوي، لكنها طالبت بدليل يثبت أن طيارها على قيد الحياة.