يتوجه الناخبون في المملكة المتحدة لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية في السابع من أيار (مايو) المقبل.

نصر المجالي: يدلي الناخبون البريطانيون بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية المقررة في 7 أيار (مايو) المقبل. وتتركز التساؤلات على دور العمالة البريطانية في الخارج في مثل هذه الانتخابات، حيث يحتمل أن نسبة كبيرة تقدر بحوالى 5.5 ملايين شخص من هذه العمالة لن يدلوا بأصواتهم لأسباب مختلفة.

ففي بعض الحالات، يشعر المغتربون البريطانيون أن التصويت لا يعنيهم حيث لم يعودوا يعيشون في المملكة المتحدة لأوقات طويلة.

ويقول سيمون كيلبي، وهو مواطن بريطاني يعيش في فيينا على مدى السنوات الست الماضية لصحيفة (ذي لوكال ـ The Local) الإسبانية: "أنا لن اصوت، ولست مهتما بالانتخابات حيث أعيش في بلد آخر". ويضيف كيلبي أنه لم يقترع حتى في الانتخابات الأوروبية أو المحلية في النمسا رغم أنها تؤثر فيه مباشرة، ويشار الى انه يحق للوافدين التصويت في الانتخابات المحلية في البلدان التي يعيشون فيها.
&
والمغترب البريطاني المقيم في ألمانيا مقرا أدريان روبنسون: "أنا لم أعد أقيم لفترة طويلة في المملكة المتحدة ولا أدفع ضرائب، وبالنسبة لي الحكومة (بغض النظر عن السياسة) لم تعد مهمة لي كمواطن". ومثل كيلبي المقيم في النمسا، قال روبنسون انه مع ذلك يولى اهتماما نشطا في السياسة المحلية في البلد الذي أصبح يعيش فيه لأنها مهمة بالنسبة له ولها تأثير عليه.

لن أشارك

أما بالنسبة للبريطاني المقيم في إيطاليا أندرو ماكدونالد فقد عبر عن خيبة أمله في السياسة في المملكة المتحدة ويقول: "أنا مواطن بريطاني وأعيش في إيطاليا ولكن لن اشارك في التصويت سواء هنا أو هناك، ولا يوجد أي حزب سياسي يمثلني، بالنسبة لي كلهم كذابون يسعون فقط لملء جيوبهم، كما أنهم يكذبون في كل شيء!".

وبالنسبة للبريطاني ديفيد طومسون في فرنسا، فإن قراره بعدم التصويت في الانتخابات المقبلة يبدو أقل تعقيدا، فهو يقول: "لا، هناك الكثير من المتاعب في مثل هذه الانتخابات، فضلا عن أني لم أعد أثق بأي شخص لأصوت له".

وبالتأكيد، لم يكن جميع المغتربين البريطانيين يضربون على الوتر ذاته بالنسبة إلى الانتخابات، فمنهم من يعتقد أن الانتخابات في المملكة المتحدة مهمة نسبياً للمواطنين البريطانيين الذين يعيشون في الخارج.

بريطانيا والاتحاد الأوروبي

ويقول دان بورتشيز البريطاني الذي يعيش في النمسا: الانتخابات تهمني حيث الجدل قائم حاليا على علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبي، مع احتمال إجراء استفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد. ويضيف بورتشيز: "أنا أعتبر النمسا بيتي وليس لدي أي خطط لمغادرتها، لكنني أشعر أنه سيكون من الخطورة بمكان قطع علاقات بلدي بالمملكة المتحدة".

وقال: "اذا صوتت المملكة المتحدة على اي استفتاء لمغادرة الاتحاد الأوروبي، فإنها تريد بالطبع أن تكون جزءا من المنطقة الاقتصادية الأوروبية التي من شأنها أن تسمح باستمرار حرية تنقل الأشخاص بين بلدان المنطقة كما هو قائم حالياً، ولكن ليس هناك ما يضمن أن الاتحاد الأوروبي سيوافق على هذا، وخاصة مع احتمال فك الارتباط بين الطرفين".

ومن جهتها، قالت المغتربة البريطانية في إسبانيا ميشيل فاولر انها مسجلة للاقتراع في الانتخابات ولكنها ستقوم بذلك عبر تصويت (الوكالة ـ Proxy) وهو نظام صفته بأنه "أكثر موثوقية من تصويت البريدي، والذي لا يعطي حقا ما يكفي من الوقت إذا كان هناك تأخير في تسليم وثيقة الاقتراع".

نظام الـ 15 عاماً

ويشار إلى أنه ليس كل البريطانيين في الخارج يحق لهم التصويت وذلك بسبب ما يسمى نظام ألـ 15 عاماً الذي يمنع العمالة المقيمة في الخارج لأكثر من 15 عاما من التصويت في الانتخابات في المملكة المتحدة.

ولذلك، فإن روجر أوين الذي قضى 17 عاماً في خدمة الحكومة البريطانية في الخارج، حيث فقد حقه الانتخابي& قال "شكرا لكم على ذلك"، ومن جهته يقول هاري شيندلر الذي يعيش في إيطاليا منذ ما يقرب من 30 عاما: "ليس هناك شك في أن علاقاتنا مع بريطانيا قد تضاءلت، ولكن لدينا هناك عائلة وأصدقاء في المملكة المتحدة، وسواء ذهبنا إلى الوراء أو إلى الأمام، فإنه يمكنني الوصول إلى لندن على متن طائرة أسرع من أي برلماني بريطاني يقيم في مدينة كارلايل".

وفي الختام، يشار الى أن نسبة ضئيلة تقدر بحوالى 20 ألف ناخب في الخارج سجلوا للمشاركة في الانتخابات المقبلة من أصل ألـ 5.5 ملايين مغترب مؤهلون جميعهم للتصويت. كما أن مفوضية الانتخابات أعلنت عن توظيف ما يقارب ألـ100 موظف للمشاركة في تنظيم الانتخابات المقبلة في 7 أيار (مايو) المقبل.