بروكسل: وافق وزراء الدفاع في الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي الخميس على استحداث ستة "مراكز قيادة" في شرق اوروبا وتشكيل قوة تدخل سريع قوامها خمسة الاف عسكري، وذلك ردا على موقف روسيا ازاء اوكرانيا.

وقال الامين العام للحلف ينز شتولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع عقده الوزراء في بروكسل ان فرنسا والمانيا وايطاليا واسبانيا وبريطانيا وبولندا وافقت على المشاركة في هذه القوة التي اطلق عليها اسم "رأس حربة" وستكون قادرة على الانتشار في غضون اسبوع في حالات الازمة.

واوضح الامين العام ان هذه القوة ستصبح عملانية في 2016.

وكان شتولتنبرغ قال قبيل الاجتماع "هذا رد على الاعمال العدوانية التي تقوم بها روسيا التي انتهكت القانون الدولي وضمت شبه جزيرة القرم".

وعقب الاجتماع قال الامين العام "لقد قررنا ان تتشكل قوة التدخل السريع من كتيبة برية قوامها حوالى خمسة الاف رجل"، مشيرا الى انها ستتلقى اسنادا من قطعات جوية وبحرية وقوات خاصة.

واضاف "لقد اتفقنا على ان يتم فورا استحداث ستة مراكز متعددة الجنسيات للقيادة والسيطرة في كل من بلغاريا واستونيا ولافتيا وليتوانيا وبولندا ورومانيا".

واوضح انه "اذا اندلعت ازمة جديدة ستضمن هذه المراكز ان القوات الوطنية وقوات الحلف الاطلسي الآتية من كل دوله ستكون قادرة منذ البداية على التحرك بتناغم".

وكان رؤساء دول وحكومات الحلف قرروا في قمتهم في ويلز في ايلول/سبتمبر تعزيز وسائلهم الدفاعية بعد ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا ثم تدخلها في شرق اوكرانيا.

ويهدف اجتماع الخميس الى تنفيذ هذا الالتزام بينما يعتبر الحلفاء الوضع في اوكرانيا مقلقا جدا.

وحتى لا تشكل مصدر استفزاز لموسكو، ستبقى الوحدات البرية من هذه القوات في الغرب لكن يمكن ان تشارك في تدريبات في الدول السوفياتية السابقة التي انضمت الى الحلف او ان تنتشر فيها اذا قرر الحلف القيام بعملية ما.

وقد اوضح شتولتنبرغ ان هذه القوة مصممة ايضا للتدخل في مناطق اخرى وخصوصا لمواجهة الاضطرابات في شمال افريقيا والشرق الاوسط.

وستتولى ثلاث دول تنسيق تحركات هذه القوة، ستؤمن احداها "احتياطا" لمدة عام واحد امكانية جهوزية قواته خلال مهلة قصيرة جدا اي من يومين لطلائع القوات الى اسبوع للوحدات الاخرى. اما البلدان الآخران فيجب ان يضمنا امكانية التحاقهما بالقوة خلال فترة تتراوح بين اربعة وستة اسابيع.

واعلنت بريطانيا انها ستتولى قيادة هذه القوة في 2017 وتضع في تصرفها نحو الف رجل وثلاث مقاتلات من طراز تايفون لضمان الامن الجوي لدول البلطيق. وقالت مصادر في الحلف ان فرنسا والمانيا ستكونان الدولتين الاخريين.

وبدون انتظار ان تصبح هذه القوة قادرة على التحرك بالكامل، سيتم تعزيز وجود الحلف في اوروبا الشرقية اعتبارا من هذه السنة.

واستحداث ست مراكز قيادة في دول البلطيق الثلاث وبولندا ورومانيا وبلغاريا، مبادرة ترتدي طابعا رمزيا كبيرا.

وستقوم هذه المراكز التي سيضم كل منها نحو اربعين عسكريا، بتنظيم التدريبات المقررة في تلك البلدان. وستكون من مهامها ايضا تسهيل انتشار قوة "رأس الحربة" على اراضيها اذا احتاج الامر.

وقال شتولتنبرغ ان هذه القرارات تندرج في اطار تحديث "قوة الرد السريع" التي انشئت في 2003 لكنها توصف بالمحدودة والبطيئة جدا. واوضح ان عديد هذه القوة سيرفع الى "ثلاثين الف رجل".

ووصف هذه الاجراءات "بالدفاعية". وقال ان "روسيا تواصل انتهاك القواعد الدولية ودعم الانفصاليين" في اوكرانيا "بمعدات عسكرية متطورة وتدريب وقوات".

الا ان الامين العام للحلف الاطلسي رأى انه ليس هناك "خطر ملموس فوري" على الحلفاء الشرقيين.

وبينما تطالب اوكرانيا باسلحة اضافية وهو خيار تدرسه واشنطن، قال شتولتنبرغ ان الحلف "لا يمكن ان يقرر هذه الاسلحة". واضاف& انه "يعود الى كل دولة ان تقرر بمفردها".

ووصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس الى كييف لاجراء محادثات حول امكانية تسليح القوات الاوكرانية. وقد صرح في كييف ان "العدوان الروسي" في شرق اوكرانيا الانفصالي الموالي لروسيا هو اكبر تهديد لكييف، داعيا موسكو الى الالتزام "بوقف فوري لاطلاق النار".

وسيلتقي شتولتنبرغ في نهاية الاسبوع في ميونيخ نائب الرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.

&