تمخّض الحوار بين حزب الله والمستقبل على قرار نزع الصور والشعارات السياسيّة لكل من الطرفين في الشارع تخفيفًا للاحتقان المذهبيّ، فهل يكتفي الحوار بهذا القرار أم ستستتبعه قرارات أخرى؟.


ريما زهار من بيروت: القرار الأول للحوار بين حزب الله وتيار المستقبل كان بإزالة الصور والشعارات السياسيّة للفريقين من شوارع بيروت، فهل يبقى الحوار على هذا المستوى أم سوف يتطوّر إلى اتفاقات أخرى تباعًا؟.

في هذا الصدد يقول النائب باسم الشاب (المستقبل) لـ"إيلاف" إن إزالة الصور والشعارات السياسيّة في بيروت بداية جيّدة نتلمسها من حوار حزب الله والمستقبل، وعمليّة الحوار طويلة، ومن الطبيعي البدء بتلمّس نتائج سهلة في البداية، وبعدها الأمور الأكثر صعوبة، وتشكل عملية إزالة الصور والشعارات بادرة حسنة من الطرفين، على أن تستتبعها خطوات أخرى.

يلفت الشاب إلى أن هذه البادرة هي البداية، وستتطوّر إلى أمور أخرى ذات طابع سياسيّ أكثر. ويعتقد الشاب أن موضوع سرايا المقاومة وغيره من الموضوعات السياسيّة المعقّدة ستتبع الأمر، ولكن إزالة الصور والشعارات بداية جيدة تمهيدًا لخطوات ذات طابع سياسي أكثر أهمية.

أما النائب مروان فارس (8 آذار) فيعتبر في حديثه لـ"إيلاف" أن الحوار القائم بين تيار المستقبل وحزب الله هو دلالة على احتمال استبعاد الفتنة المذهبيّة التي يمكن أن تأتي بالمزيد من الخراب للبنان، ونزع الصور والملصقات السياسيّة والشعارات هي مسألة جيدة، إنما تشكل مقدمة لاتفاقات فعليّة وخلافيّة بين الأطراف المتخاصمة، ولا يكفي نزع الشعارات والصور إنما هذا عنوان ودلالة وإرادة طيبة باستبعاد الفتنة من لبنان. ومجرد اللقاء بين الطرفين هو مسألة إيجابيّة.

موضوعات الحوار الملحّة
وردًا على سؤال ما هي الموضوعات الأخرى الملحّة في الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، يقول الشاب إن الأهم في الحوار بين حزب الله والمستقبل هو تخفيف الاحتقان في الشارع، وخلق جو من الثقة بين الطرفين، ويكون تخفيف الاحتقان، بحسب الشاب، من خلال الكلام الصريح، وبعد عملية القنيّطرة تم الحديث عن الإلتزام بالقرار 1701، ولكن الموضوع الأهم هو عدم نقل الفتنة إلى الشارع.

أمام لماذا موضوع سلاح حزب الله غير مطروح في الحوار، وكذلك قرار الحرب والسلم، فيقول الشاب إن ما هو مطروح هو تخفيف التشنّج بين الطرفين، وليست مطروحة قضايا كبيرة، لأن الموضوع لا يخص فقط حزب الله والمستقبل، بل أيضًا كل الفرقاء، والتركيز اليوم على تخفيف الاحتقان السني الشيعي.

هل من جدوى فعليّة لكل الحوارات في لبنان؟، يجيب الشاب: "هناك جدوى، ولمسنا النتائج في الشارع، والجميع يشعرون بأن هناك هدوء في الشارع المسيحي وكذلك اللبنانيّ عامة، وكل الحوارات مرحّب بها، ولم يعترض عليها أحد".

ويلفت الشاب إلى أنه طالما أن الحوار لا يزال موجودًا فسنشهد هدوءً في الشارع، والحوار بالكلام أفضل من الحوارات بالصور والشعارات في الشارع. أما النائب فارس فيعتبر أن الحوار إذا أريد له أن يكون مفيدًا، فيجب أن يتمحوّر حول موضوع أساسي، وهو انتخاب رئيس للجمهوريّة. أما إذا اكتفى الحوار بموضوع نزع الصور والشعارات، فهذه خطوة جيدة، ولكن غير كافية، ولاحظنا أن الحوار أصبح في جولته الثالثة، ولا يزال يراوح مكانه، الحوار بين حزب الله والمستقبل نشهد إلى جانبه حوارًا مرتقبًا بين رئيس القوات اللبنانيّة سمير جعجع ورئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون. وبرأي فارس لن ينجح هذا الحوار مع وجود طرف يريد أن يستبعد الطرف الآخر. أما حوار حزب الله والمستقبل فقد يؤدي إلى فك الإشتباك في الشارع.

ومن أهم الموضوعات الملّحّة، برأي فارس، بين حزب الله والمستقبل، هو موضوع رئاسة الجمهوريّة وكذلك موضوع المقاومة الفعليّة للفساد في لبنان، حيث أصبح مستشريًا في كل القطاعات، ويعطّل عمل الحكومة اللبنانيّة، واجتمعت الحكومة بالأمس، ولم نشهد أنها توافقت على أي قرار، والحكومة معطّلة ولا رئيس للجمهوريّة ومع وجود حوار شكلي كلها أمور تضع لبنان في فوهة الأزمات.

ويلفت فارس إلى أنه رغم أن الحوار يبقى شكليًا، إلا أن القيام به أفضل من عدم وجود حوارات بين الجماعات المتخاصمة، وأفضل من تباعد الفرقاء.
&