واشنطن: وصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الليلة الماضية إلى العاصمة الاميركية واشنطن في زيارة تجري خلالها محادثات مع الرئيس الاميركي باراك أوباما، والتي من المتوقع أن يهيمن عليها الشأن الأوكراني، اضافة الى بحث اعمال قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التي ستعقد في حزيران/يونيو المقبل والحرب على تنظيم داعش وقضية المناخ وتحرير التجارة.

وكانت ميركل قد اكدت قبل مغادرتها، رفضها القاطع لدعوات في واشنطن تطالب الولايات المتحدة بالبدء في تسليح الجيش الأوكراني في معركته ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.

وتأتي زيارة المستشارة الالمانية لواشنطن قبيل القمة التي ستعقد في منسك، يوم الأربعاء المقبل لتناول الأزمة في أوكرانيا، حيث سيدفع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند وميركل بخطة سلام جديدة.

ومن المقرر ان تقوم ميركل في ختام زيارتها لواشنطن في وقت لاحق اليوم الاثنين بزيارة مماثلة إلى اوتاوا، حيث تعقد محادثات مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر.

ويستقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في وقت تتصاعد حدة الازمة في اوكرانيا، ما يحتم عليهما الاختيار بين تزويد كييف بالسلاح او الدخول في محادثات سلام غير مضمونة النتائج.

وستعقد ميركل اجتماعا ثنائيا مع الرئيس الاميركي في البيت الابيض، وسط تزايد الانقسامات حول الطريقة الافضل لوقف النزاع الدامي بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق البلاد.

ويواجه اوباما ضغوطا سياسية من الداخل لتزويد الجيش الاوكراني بالسلاح وتعزيز قدراته الدفاعية. وفي المقابل تعتقد العديد من الدول الاوروبية ومن بينها المانيا انه لن يكون بمقدور السلاح تغيير المعادلة على الارض بين كييف والانفصاليين المدعومين من روسيا، بل انه ببساطة سيساهم في تصعيد النزاع الذي اسفر في اقل من عام واحد عن مقتل 5400 شخص على الاقل.

وسعت ميركل إلى بحث اتفاق سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقامت بزيارة الى موسكو في الاسبوع الماضي برفقة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. ومن المقرر عقد قمة رباعية الاربعاء في مينسك بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الاوكرانيا بترو بوروشنكو وفرنسوا هولاند وانغيلا ميركل لبحث الازمة الاوكرانية. غير ان بوتين وضع شروطا محذرا بانه سيتعين قبل ذلك الاتفاق على "عدد من النقاط" تتعلق بخطة السلام لاوكرانيا.

ويعتقد الكثيرون في ادارة اوباما ان الرئيس الروسي سيستغل هذه المحادثات للمماطلة بعدما فشل في تنفيذ اتفاق سلام سابق تم التوصل اليه في مينسك في ايلول/سبتمبر الماضي.
والمح نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الى موقف بلاده خلال مؤتمر الامن الدولي في ميونخ في نهاية الاسبوع الماضي، اذ قال انه "اخذا بالاعتبار تاريخ روسيا أخيرا، علينا ان نحكم على افعالها وليس على خطابها". واضاف موجّها كلامه الى الرئيس الروسي "لا تقولوا لنا شيئا، بل برهنوا لنا".

واضاف بايدن ان "بوتين وعد مرات عدة بالسلام، وانتهى به الامر بارسال المدرعات والجنود والسلاح". لم يوضح بايدن بشكل صريح ان كانت واشنطن ستزود كييف بالسلاح، ولكنه شدد على حق اوكرانيا في الدفاع عن نفسها امام الانفصاليين الموالين لروسيا. ومن المرجح ان يتخذ قرار في مسالة تزوير كييف بالسلاح بعد التأكد من فشل محادثات السلام.

الى ذلك اعلنت واشنطن انه قد يتم فرض عقوبات اضافية على روسيا. ولكن في هذا المجال ايضا تواجه واشنطن خلافا مع حلفائها الاوروبيين، اذا تسعى واشنطن الى فرض اجراءات عقابية اقسى بحق روسيا. واتفق وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اخيرا على توسيع العقوبات المفروضة اصلا على روسيا وزيادة عدد الاشخاص المستهدفين فيها، وهي اجراءات تعتبر متواضعة وليس من شأنها التأثير على الاستراتيجية الروسية.

ويسعى البيت الابيض الى التقليل من شان اي خلاف في الموقف حيال روسيا، ثقة منه بان بوتين سيستغل المسالة لمصلحته. وفي هذا الصدد قال مسؤول في الادارة الاميركية لوكالة فرانس برس ان "الرئيس يقدر رأي المستشارة الالمانية وجهودها القوية لتنظيم الدعم الاوروبي والحفاظ على وحدة موقف بين ضفتي الاطلسي من خلال الازمة الاوكرانية".

واضاف المسؤول ان "المستشارة لم تكل في سعيها الى التوصل الى حل ديبلوماسي للازمة ويتوقع الرئيس (اوباما) ان يجري نقاشا مجديا وغنيا حول هذا الموضوع وقضايا اخرى". ويعقد اوباما وميركل مؤتمرا صحافيا مشتركا في ختام لقائهما.

&