لا يبدي النظام السوري أي اهتمام بمبادلة أسراه لدى المعارضة، بينما يسارع إلى عقد عمليات تبادل لإنقاذ أسرى إيرانيين أو من عناصر حزب الله، لذا تهدد فصائل المعارضة بإعدام نحو 7 آلاف أسير من جيش النظام لديها.

&بيروت: اشتباك من نوع جديد يدور اليوم بين المعارضة السورية المسلحة والنظام السوري، وقوده المعتقلون المدنيون والعسكريون لدى الطرفين، بعد تهديد جيش الإسلام، الذي يقوده زهران علوش، والذي يمطر دمشق بالصواريخ، بإعدام معتقل لديه من الغوطة الشرقية يريده النظام، خلال 72 ساعة مطالبًا رئيس النظام السوري بشار الأسد بالإفراج عن 100 امرأة من نساء الغوطة المعتقلات في سجونه.
&
وكانت فصائل إسلامية هددت أيضًا بتنفيذ حكم محاكمها الشرعية بالإعدام بحق معتقلين من جنود النظام، وقعوا أسرى لديها، رغم أن مصادر في المعارضة غير واثقة من فاعلية هذا التهديد، لأن النظام السوري لا يكترث كثيرًا بمصير جنوده وضباطه.
&
إيرانيون وحزب الله فقط
&
ونقلت "الشرق الأوسط" عن مصدر في الجيش السوري الحر قوله إن بعض فصائل المعارضة السورية تعتمد هذا الأسلوب الآن بعدما وصلت إلى قناعة بأنّ النظام لم يعد يكترث لمصير معتقليه،" وهذا ما أثبتته كل محاولات التفاوض في الفترة الأخيرة، وهذا الأسلوب يكشف النظام أمام مؤيديه وأمام عائلات عشرات المعتقلين من ضباطه وجنوده، فهو لم يعد يفاوض إلا على الإيرانيين وعلى عناصر حزب الله".
&
وقدّر رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، عدد المعتقلين من قوات النظام والموالين له لدى الفصائل المعارضة بسبعة آلاف شخص. وقال عبد الرحمن للشرق الأوسط: "هناك مفاوضات تجري دائمًا بين الطرفين بهدف التبادل، لكن لا تنجح في أحيان كثيرة، وأشكك بنجاح تهديد جيش الإسلام الأخير، وأرجح إعدام الأسير لديه".
&
أضاف: "وقبل أيام، تمت عملية مبادلة بين حركة المثنى والنظام في الشيخ مسكين بدرعا، بإطلاق سراح 3 معتقلات في سجون النظام مقابل تسليم الحركة جثتي ضابطين من قوات النظام".
&
نبادله بمئة مرأة
&
وكان جيش الاسلام نشر تسجيلًا مصورًا عن الأسير محمود حمزة درويش، الذي وعد الأسد عائلته، خلال زيارة لمخيم الوافدين في آذار (مارس) 2014 بأن يبحث عنه، في كلام علني على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
&
وفي التسجيل، خاطب عبد الرحمن الشامي، الناطق العسكري باسم جيش الإسلام، الأسد، قائلًا: "من تبحث عنه يبعد عنك خمسة كيلومترات وجيش الإسلام وفرّ عليك عناء البحث عنه، ونطلب مبادلة درويش خلال 72 ساعة بـ100 امرأة من نساء الغوطة الشرقية المعتقلات في أقبية النظام، وإلا سينفذ به حكم القتل وفقًا لجرائم ارتكبها، هي مراقبة الناشطين وأماكن وجودهم، والمشاركة في المداهمات والاعتقالات بحق أهالي عدرا العمالية، والضرب والتنكيل بالمعتقلين، إضافة الى تعاطي المخدرات وإقامة علاقات محرمة".
&
&لا يكترث حتى للعلويين
&
وصرّح أبو أحمد العاصمي، الناطق باسم المنطقة الجنوبية في هيئة أركان الجيش الحر، للشرق الأوسط قائلًا: "هناك أعداد كبيرة من المعتقلين من قوات النظام لدى فصائل من الجيش الحر والمعارضة بشكل عام، لكن بات واضحًا أن النظام لا يولي أهمية لهؤلاء ولا يفاوض إلا على شخصيات معينة، وهناك معتقلون في كل المناطق، في الجنوب والشمال وأيضًا في الساحل".
&
أضاف: "قبل أربعة أيام تمكنت مجموعة من الجيش الحر في الشمال وتحديدًا في حندراتمن أسر 15 عنصرًا من قوات النظام، وكل فصيل كان يقوم بمهمة التفاوض مع النظام عبر وسيط على حدة، والنظام كان في البداية يبدي تجاوبًا، لكن اليوم لم يعد يعنيه الأمر ولم يعد يكترث لاستعادة المعتقلين، حتى العلويين منهم".
&
وتابع: "النظام يقتل عناصر الجيش الحر وأقرباءهم عند اعتقالهم، بينما فصائل المعارضة تحتفظ بهم وهي لا تزال تؤكد أنها مستعدة لمبادلتهم بالمعتقلين المدنيين في سجون النظام وعلى رأسهم الأطفال والنساء".