أعلن نواب بريطانيون فتح تحقيق سريع حول مصرف "إتش إس بي سي"، ومقره لندن، بعد فضيحة تتعلق بالتهرب الضريبي، كشفتها وسائل إعلام، وطالت الفرع السويسري للمصرف.


إيلاف - متابعة: ذكرت محطة "بي بي سي" أن لجنة الحسابات العامة في مجلس العموم البريطاني ستفتح تحقيقًا حول الفضيحة، وطلبت من مصرف إتش إس بي سي تقديم معلومات.
وقالت مارغريت هودج، رئيسة اللجنة (حزب العمال) للمحطة إن "المعلومات التي كشف عنها حول مصرف إتش إس بي سي تظهر مرة إضافية ظلامية صناعة عالمية في خدمة نخبة ثرية".

أضافت أن "لجنة الحسابات العامة ستفتح تحقيقًا عاجلًا، وسنطلب في إطاره من مصرف إتش إس بي سي تقديم معلومات - وإذا لزم الأمر أن نأمره بفعل ذلك". وكشفت صحيفة لوموند الفرنسية وعدد من وسائل الإعلام الدولية الأحد خفايا السرية المصرفية في سويسرا، بعد وصولها إلى معلومات سرّبها خبير المعلوماتية إرفيه فالشياني، الذي كان موظفًا في مصرف إتش إس بي سي في جنيف.

والفضيحة التي تعرف بـ"سويس ليكس" تلقي الضوء على ممارسات التهرب الضريبي، فتكشف تفاصيل الآلية التي اعتمدها مصرف إتش إس بي سي في سويسرا لمساعدة عدد من عملائه على إخفاء أموال غير مصرح بها.

خلافات سياسية
وكانت معلومات حول إقدام مصرف اتش اس بس سي على مساعدة زبائن اثرياء على التهرب الضريبي أثارت معركة سياسية في بريطانيا، حيث تبادلت الاحزاب الرئيسية الاتهام بعدم التحرك لوقف ذلك. وعيّن محافظو رئيس الوزراء ديفيد كاميرون مدير اتش اس بي سي السابق ستيفن غرين في مجلس اللوردات عام 2010 حيث تولى منصب وزير التجارة.

لكن حزب العمال، المعارض الرئيس، الذي يأمل بتولي السلطة بعد انتخابات ايار/مايو العامة، تعرّض لانتقادات بأنه امتنع عن مكافحة التهرب الضريبي في اثناء حكمه حتى 2010. ويشمل حكم العمال الفترة التي يتهم فيها مصرف اتش اس بي سي سويسرا الخاص بمساعدة زبائن على التهرب من الضرائب، في حسابات كانت تحوي 119 مليار جنيه انذاك (104 مليارات يورو).

ويسلط الخلاف الضوء على المهمة المعقدة التي يتحتم على الحزبين مواجهتها، وتتمثل في تحديد علاقتهما مع قطاع الاعمال الكبرى، قبل انتخابات 7 ايار/مايو العامة، والتي تشير الاستطلاعات الى توازيهما فيها. ردًا على سؤال ان كان كاميرون مطلعًا على المعلومات بخصوص المصرف عندما عيّن غرين، اكد المتحدث باسمه انه لم يطلع على "اي سجل حول أية مخاوف" بشأنه.

وسلمت صحيفة لوموند الفرنسية الشبكة الدولية للصحافيين الاستقصائيين تقريرًا وصلها عبر مخبر سري كشف هذه المعلومات حول مصرف اتش اس بي سي.