بعد الأحداث الأمنيّة المتكرّرة في البقاع، أعلن وزير الداخليّة اللبناني نهاد المشنوق عن تطبيق الخطة الأمنيّة في البقاع قريبًا، فهل تنجح تلك الخطة الأمنيّة ويستّتب الأمن في البقاع؟.


ريما زهار من بيروت: أكد وزير الداخليّة والبلديات اللبنانيّ نهاد المشنوق أن الخطة الأمنيّة لمنطقة البقاع، أصبحت جاهزة، وأن تطبيقها سيتم في الأيام القليلة المقبلة، وعلى الأرجح قبل نهاية الأسبوع.

في هذا الصدد يأمل النائب عاصم عراجي (المستقبل) في حديثه لـ"إيلاف" أن تطبّق الخطة الأمنيّة في البقاع، بعد التأخير الكبير في تطبيقها، وكان المفروض أن تطبّق منذ فترة طويلة، ولا أحد يعرف أسباب التأخير، ربما تكون أسباب عسكريّة بعد الذي جرى في رأس بعلبك، بين الجيش اللبناني و"الإرهابييّن" في تلك المنطقة، مما أثار الخوف لدى أهل المنطقة بأن الخطة الأمنيّة لن تطبق في البقاع.

ويلفت عراجي إلى أنه مع إشراف وزير الداخليّة على الخطة الأمنيّة مع القيادات العسكريّة أن يتم التسريع في تلك الخطة، لأن منطقة البقاع تعاني الأمرّين من الفلتان الموجود فيها.

أما النائب كامل الرفاعي (8 آذار) فيتمنى في حديثه لـ"إيلاف" أن تطبّق الخطة الأمنيّة في البقاع، فمنذ أن أعلن وزير الداخلية عن نيّته بتنفيذ تلك الخطّة، نرى أن الوضع إلى حد ما وقبل تنفيذ الخطة قد بدأ بالتحسن، فقد إختفى إلى حد ما من يخلّون بالأمن عن الساحة البقاعيّة، ويضيف: "نأمل أن يقوم وزير الداخليّة بخطته الأمنيّة في البقاع، وأن تكون العمليّة شفافة، ولا تؤذي الناس المسالمين، وتحدّ من أعمال "الإرهاب"، وأن تكون مدروسة مخابراتيّة ومعلوماتيّة، بحيث يُلقى القبض على المخلّين بالأمن من دون تعريض أمن الناس المسالمين.

بين طرابلس والبقاع
وردًا على سؤال هل ستُخرق الخطة الامنيّة في البقاع كما جرى في طرابلس؟، يؤكد عراجي على أن الخطة الأمنيّة في طرابلس جيّدة، ولم تخرق كثيرًا، بل طُبقت بشكل حازم، وما جرى من إشكالات في طرابلس يمكن معالجتها، ولكن بشكل أساسي لم تعد تشهد طرابلس وجود مسلحين و"إرهابييّن"، فهم إما تم القبض عليهم، وإما هربوا، بعدما اتخذ القرار من قبل القوى السياسيّة في طرابلس بتنفيذ الخطة الأمنيّة، ونأمل على قوانا السياسيّة في منطقة البقاع أن تحذو حذوهم بتطبيق الخطة الأمنيّة مع وجود وضع اقتصادي غير سليم في البقاع.

يرى الرفاعي أن ما يجري في طرابلس مرتبط إلى حد ما بالحساسيّة السياسيّة والشعارات التي ترفع سياسيًا. أما في البقاع فهناك جماعات خارجة عن القانون تقوم بعمليّات سلب أو سرقة، من هنا الخطة الأمنيّة في البقاع تختلف عن مثيلتها في طرابلس.

البقاع وسائر مناطق لبنان
ولدى سؤاله كيف يختلف البقاع أمنيًا عن سائر المناطق اللبنانيّة، يجيب عراجي أن الاختلاف كبير مع وجود حدود البقاع مع سوريا، والمعارك الدائرة فيها، بين جيش النظام والمعارضة السوريّة، وأصوات المدافع يتردّد صداها في البقاع الاوسط، خصوصًا في منطقة الزبداني والكفير وغيرها. وكذلك في منطقة جرود بعلبك وعرسال المشاكل مع "الإرهابيين" مستمرة، والسلاح منتشر، خصوصًا في البقاع الشمالي، بشكل واضح وظاهر، وعمليّة الخطف لأسباب ماديّة، والمنطقة متسيّبة أمنيًا، ما أثر على الوضع الاقتصادي في البقاع.

يلفت الرفاعي إلى وجود الخارجين عن القانون في البقاع، الذين يسرقون ويخطفون، وكأن هنالك مناطق لا تستطيع الدولة الوصول إليها، وهذا من فترة طويلة منذ الاستقلال، ونتمنى أن تستطيع الدولة بخطة جديّة ومدروسة القيام بواجباتها من دون أن نرى حواجز لا تؤدي إلى نتائج كي ترتاح المنطقة.

صيدا وبيروت
بعد البقاع هل ستطبق الخطة الأمنيّة في صيدا وبيروت؟، يلفت عراجي إلى أن الخطة الأمنيّة في الضاحية والجنوب، بحسب معلوماته، ليس من الوراد تطبيقها. أما هل تنجح كل تلك الخطط الأمنيّة مع رفع الغطاء السياسي عن مفتعلي المشاكل؟ فيجيب عراجي إن الخطة الأمنيّة لا تنفع مع عدم رفع الغطاء السياسي عن "الإرهابيين". فهذا ما جرى في طرابلس وفي سجن رومية، من هنا نقول للدولة والقوى الأمنيّة بضرورة تأمين رفع الغطاء السياسي عن المشاغبين.

يرى الرفاعي أن الدولة تستطيع، إن كان في البقاع أو صيدا أو صور أو بيروت، أن تلقي القبض على المخلين بالأمن. ويلفت إلى أن كل تلك الخطط الأمنيّة من المفروض أن تنجح، مع مساعدة من قبل الأحزاب الموجودة على الأرض لإلقاء القبض على المخلّين بالأمن.

&