يدور منذ السبت قتال عنيف بين جيش الإسلام المعارض، وبين جيش الوفاء الموالي، المشكّل من معارضين سابقين في الغوطة، نقلوا البندقية من كتف إلى كتف.

بيروت: نقل مسلحون معارضون سابقون للنظام السوري البندقية من كتف إلى كتف، وانضموا إلى ميليشيا موالية للنظام. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هؤلاء استسلموا بعد أكثر من سنة من الحصار في الغوطة شرق دمشق، ليشكلوا جيش الوفاء، ومهمته قتال جيش الإسلام، أبرز فصيل معارض في العاصمة، ويقوده زهران علوش.

وأكد مصدر مقرب من النظام أن المعارك كانت شرسة يومي السبت والأحد الماضيين، حين شن جيش الوفاء هجومًا على مواقع جيش الاسلام وقتل 12 من مقاتليه، بينما قال متحدث باسم جيش الاسلام إن مقاتلين من المعسكر المعادي قتلوا ايضًا في الهجوم، الذي لم يسفر عن اي تقدم. وتعذر على المرصد السوري تقديم حصيلة نهائية للمعارك، لكنه أوضح أن المجموعة الموالية حظيت بدعم بشري من حزب الله ومدفعي من جيش النظام.

ويحاول النظام الاستفادة من جيش الوفاء هذا لإبعاد جيش الاسلام عن العاصمة، خصوصًا أنه المسؤول عن إمطار دمشق بعشرات القذائف والصواريخ الأربعاء الماضي، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين.

وبحسب المرصد السوري، جيش الوفاء ميليشيا موالية للنظام، تشكلت قبل ثلاثة أشهر، قوامها نحو 600 عنصر. وأوضح رامي عبد الرحمن، مدير المرصد، أن قسوة الحصار على الغوطة دفعت البعض إلى تفضيل إجلاء أطفاله والاستفادة من فرصة للبقاء على قيد الحياة بدلًا من الموت جوعا أو تحت القصف.

ويقول معارضون إن الجيش السوري استغل حاجة هؤلاء الشبان للأمان بعد خروجهم من حصار استمر أكثر من عام على الغوطة الشرقية، وأجبرهم على التجنيد في صفوفه.

وأجلى جيش النظام السوري قرابة أربعة آلاف شخص في منتصف كانون الثاني (يناير) من منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق، بينما لا يزال عشرات آلاف المدنيين محاصرين في هذه المنطقة، يعانون شح المواد الغذائية والأدوية وكذلك من الغارات. وبدأت عمليات الإجلاء في تشرين الثاني (نوفمبر) 2014 بعد وساطات باتت تعرف بـ"تسوية الأوضاع".